الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

دمشق تنفض غبار «الثورة».. علّوش في أحضان «مملكة الرمال»
October 19, 2014 09:54

دمشق تنفض غبار «الثورة».. علّوش في أحضان «مملكة الرمال»

ماهر خليل – عربي برس

لم تفلح استراتيجية “توحيد الجبهات” التي لجأت إليها الميليشيات المسلحة في الريف الدمشقي وعلى وجه الخصوص في الغوطة الشرقية، لتخفيف الضغط الناري الذي أنزله الجيش العربي السوري على معاقل تلك الميليشيات في جوبر ودوما وحرستا وعين ترما، لاسيما وأن “نظرية المؤامرة” بدأت تفتك بتلك الميليشيات وقاداتها خاصة بين “جيش الأمة” و”جيش الإسلام” مضافاً إليهما “جبهة النصرة” التي دخلت مؤخراً على خط المؤامرة، بعد فشل الهجومين الذين استهدفا نقاط تمركز الجيش العربي السوري في حرستا، والتي كانت نتائجها كارثية على العناصر المهاجمة بحسب اعتراف قادة الهجوم، إضافةً إلى انحسار أماكن تحرّك الميليشيات الموزعة في جوبر بعد تقسيمها إلى “جزر” من قبل وحدات الجيش السوري، وبدء عمليات “القضم” للتحصينات الأخيرة في المنطقة، وهذا ما انعكس سلباً على دوما وحرستا اللتان بدئتا العدّ العكسي لمواجهة عملية الاقتحام التي يخطط لها الجيش السوري على مايبدو خلال أيام قليلة.

في دوما الوضع ليس في أحسن حالاته، فقد أكد مصدر أهلي في المدينة لعربي برس، أن عشرات العناصر التابعة لـ”جيش الإسلام” الذي يقوده الإرهابي «زهران علّوش»، فرّت من جبهات المواجهة في جوبر والريحان بعد تيقنها بأن القتال لا يجري في صالحهم هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن اختفاء «علّوش» عن الأنظار منذ سقوط الدّخانية بيد الجيش السوري، كان دافعاً لتلك العناصر للهروب من جبهات القتال، حيث تشهد غرف عمليات الميليشيات حالة من التخبّط في ظل انعدام القيادة “الموحّدة” هناك، بعد مقتل عدّة قيادات لهم خاصة على جبهتى الدخانية وعين ترما ومؤخراً من جوبر، بعد سلسلة رمايات صاروخية نفّذتها وحدات الجيش السوري استهدفت فيها غرف عملياتهم داخل جوبر. لكن يبقى السؤال هنا، إلى أين هرب علوش ..؟؟.

المصدر أكد لعربي برس أن حالة من “التكتّم” تطغى على خبر “اختفاء” «علّوش»، وأنه من الصعب تحديد الوجهة التي قصدها “منفرداً” عقب سقوط بلدة الدخانية مباشرةً، لكنه أردف قائلاً: أنه “من الممكن أن يكون اتجه إلى إحدى الوجهتين، الأولى إلى القلمون وهي مستبعدة في الوقت الراهن، حيث تسيطر “جبهة النصرة” على المنطقة هناك إضافة إلى تواجد ملفت لتنظيم “داعش” أيضاً، وهاذين التنظيمين الإرهابيين لايتفقا مع طريقة عمل «علّوش»، ولاسيما أن تنظيم “داعش” يريد “رأس علوش” منذ الهجمات التي نفذها ضد عناصر التنظيم في مسرابا، حيث قام بخطف وإعدام عدد من عناصر “داعش”، ومنذ ذلك الوقت، فإن التنظيم يبحث عن طريقة ليثأر لنفسه من «علّوش» لكن دون فائدة، لذا من المستبعد جداً خروجه باتجاه القلمون والمشاركة مع الميليشيات المتواجدة هناك في قتال الجيش العربي السوري وحزب الله، الذي يحمي حدود لبنان من جهة جرود عرسال ومحيطها.

ثانياً، من الممكن أن يكون «علّوش» استطاع الفرار إلى خارج سوريا متوجّهاً إلى السعودية، كونه كان يعتبر “رجلها” في سوريا وكان مدعوماً بـ”المال والسلاح” منها بشكل مباشر، وأنه من الممكن أن تكون قد طلبت منه “الهرب” بعد سقوط أكثر مناطقه تحصيناً بيد الجيش، بالتزامن مع اقترابه من المعقل الرئيسي لـ”جيش الإسلام” في دوما، التي تعتبر السعودية سقوطها، هو سقوط لفكرة “إسقاط النظام السوري” بشكلٍ فعلي، لما تشكله المدينة من أهمية خاصة وأنها الأقرب بعد جوبر إلى العاصمة السورية دمشق.

بغض النظر عن احتمال “فرار” الإرهابي «زهران علوش» خارج سوريا أو “اختفائه” مؤقتاً ريثما يتضح أمامه سير المعارك على جبهتي جوبر وعين ترما، اللذين إن سقطتا فإن ذلك سيُنهي حتمياً التواجد المسلّح في الريف الدمشق، لأن سقوطهما يعني “استسلام” دوما، وبالتالي تفرّغ الجيش السوري للجبهة الجنوبية “مخيم اليرموك والحجر الأسود والسبينة”، حيث من المتوقّع أن تكون المعارك هناك أقسى وأشد ضراوةً مما يحدث في باقي المناطق الأخرى بسبب التواجد الكثيف للميليشيات “الأحنبية” هناك، خاصة وأن “النصرة” و”داعش” تتقاسمان السلطة هناك بشكل مكثّف ومنظم، إضافة إلى “فائض” كبير من الأسلحة والذخيرة التي تمتلكاها، والتحصين الكبير الذي من المتوقع أن يفوق التحصين الذي أخّر حسم المعارك في بعض الجبهات كـ”جوبر” حالياً و”المليحة” سابقاً..

إذاً، مازال أمام الميليشيات المسلّحة أيام عمل طويلة وقاسية، في ظل التقدّم الكبير الذي يحققه الجيش العربي السوري على الجبهات الأخيرة، وسيكون مطلوب منهم اتخاذ قرار سريع قبل فوات الأوان، فإما الاستسلام وإما الموت، فالاستمرار بالقتال لم يعد يجدي نفعاً بعد إطباق الحصار من كل الجهات، وهذا ما تأكدت منه الميليشيات عندما حاولت أول أمس إحداث خرقاً باتجاه “سوق الهال” من جهة جوبر، حيث تم قتل المجموعة المتسللة كاملةً بعد ساعات قليلة جداً من الاشتباكات التي كان فيصلها الجيش العربي السوري، ومن جهة أخرى، ارتفاع صوت الأهالي “المحاصرين” في دوما وجزء من حرستا وعربين وحمورية بوجه قادة الميليشيات، ومطالبتهم بإخلاء المناطق وتسليمها للجيش السوري، مما يُعطي لو أمل طفيف بإمكانية انصياع هؤلاء لمطالب سكان المناطق وتسليم مناطقهم وأسلحتهم دون قتال … الأيام القليلة القادمة قدّ تخبرنا عن المصير الحقيقي لتلك المناطق ..



  عدد المشاهدات: 1470

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: