الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

مراكز القوى ونقاط الفصل - بقلم : مفيد خنسه
December 19, 2014 10:00

مراكز القوى ونقاط الفصل - بقلم : مفيد خنسه

في المعارك المباشرة بين قوتين محددتين من الطبيعي أن تكون النتيجة انتصار إحدى القوتين وانكسار الأخرى، لكن الحروب الحديثة التي تتعدد فيها القوى وتتعدد فيها أنماط المواجهات فليس من الضروري أن تحسم بالنصر كما هو الأمر في الحروب الكلاسيكية فقد تستمر مثل هذه الحروب حتى تستنزف كلّ منها الأخرى، وقد تكون الحرب مدخلاً لحل سياسي لتنتهي بالتسويات لبسط النفوذ وتحديد الأدوار وتحقيق المكاسب وتوزيعها.            والحرب على سورية والعراق، وعلى وجه الخصوص في سورية تستند في أساسها إلى مراكز القوى في كل من أميركا وأوروبا والسعودية وتركيا وقطر, ومع تعدد مراكز القوى هذه تغدو نقاط الفصل فيها معقدة إلى درجة كبيرة جداً، وفي ميزان تفاضل القوى فالمؤشرات تتجه نحو ترجيح استمرار هذه الحرب واتساع دوائرها باطراد لأن المحور الأول يعمل على التعاون مع أكبر عدد ممكن من القوى في العالم التي تلتقي مصالحها معها ولو بشكل مرحلي كي تتمكن من تحقيق الأهداف القريبة ومن ثم الالتفاف على الحلفاء المؤقتين بالإضافة إلى توظيف الدولار النفطي من أجل تجنيد المرتزقة كوقود إضافيين في هذه الحرب العمياء.
هناك تحليل يقول: إن إستراتيجية داعش تتمثل في بلاد الشام (سورية والأردن ولبنان وفلسطين) كما في اليمن والعراق وسيناء لأنها من أفضل المناطق لإطلاق الخلافة فشعوبها قد شاركت في الجهاد والوجهة إلى السعودية والخليج كمراكز دعم وترابط بري وبحري من خلال الفوضى العارمة التي ستكون حرب استنزاف لعشرات السنين وتساهم في تدمير اقتصاد الخليج. وهذه الإستراتيجية من الواضح أن الهدف منها هو التدمير الشامل بغض النظر عن تحقيق أهداف سياسية أو دينية وغيرها وهذا كله بالنتيجة العامة يخدم من؟ ويصب في مصلحة من؟ والمستفيد الأول من انهيار الاقتصاد الخليجي واستنزاف مقدرات الشعب العربي في هذه البلدان العربية المذكورة من؟ هل دققنا في كل الأهداف القريبة والبعيدة التكتيكية والإستراتيجية بأن إسرائيل ليست في حسبان داعش لا بل نلاحظ أن التعاون والتنسيق قائم فيما بينهما كل هذا لندرك أن مراكز القوى فيما بينهما مشتركة وأن المستفيد الأول والأخير من كل ذلك هو إسرائيل هذا العدو الأول للأمة العربية والإسلامية. في تقديري المواجهات سوف تستمر حتى لو تحولت إلى حرب استنزاف ونحن على ثقة كبيرة بجيشنا الصامد البطل بأنه على أتم الجهوزية والكفاءة العالية على تنفيذ الخطط القتالية المناسبة لكل عمل عسكريّ على الأرض دون أن يقيم كبير وزن للعواطف التي يميل إليها المحللون السياسيون الذين يرجحون انتهاء الحرب بتسويات قريبة بين أقطاب مراكز القوى الداعمة لمحاور الحرب لأن من يحدد نقاط الفصل على الأرض هو جيشنا الذي ما مال ولا حاد ولا سها ولا التوى ولا كلّ ولا ملّ وهو مصرّ على حسم المعركة بالنصر مهما طال أمدها حتى يحرر الداخل السوري من الظلام وعندما يصل للحسم على الحدود فسنكون أمام معادلات أخرى وحلول أخرى.
مفيد خنسه



  عدد المشاهدات: 1523

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: