سورية , العزف المنفرد على وتر العروبة ... و سيمفونية الموت / بقلم : يونس أحمد الناصر
June 20, 2015 13:09
لعل أفضل ما أفتتح به مقالتي اليوم هو ما قاله شاعر العروبة السوري سليمان العيسى عن الوحدة العربية :
وهبتُكِ عمري , ما وُهِبتُ سوى الظمى ... أنا الحادي القتيل أنا الظمي
فبعد أن توقف القوميون العرب من العزف على قيثارة العروبة تاركين الساحة للعازفين على الرقاب بسواطير الموت , و بعد أن أصبح رابط الأخوان مع الشيشان أو إفغانستان أقوى من الرابط مع بني قحطان,
وحدها سورية انفردت للعزف المنفرد على وتر العروبة , لتتراقص على أنغامها أجساد العروبيين المتهالكة و المثخنة بالجراح , باعثة فيهم الأمل بأن العروبة باقية و العرب باقون , و نباح الكلاب العاصف ما هو إلا خوفاً من مفترس قادم لا تخشاه سورية لأنها أعدت ما استطاعت من قوة للقضاء عليه .
العزف السوري, شجع آخرون للصعود الى المنصة للمشاركة , كالجزائر و العراق لدعم العازف السوري , لتصبح أنغام العروبة هي الطاغية على المشهد , و ليخفت شيئاً فشيئاً صوت الكلاب الخائفة أمام نغمات العروبة المتصاعدة .
نعم لقد استطاعت القيثارة السورية أن تفعل فعلها و تعيد الأمل الى القوميين العرب , و إن نباح الكلاب المرعوبة لن يستطيع طمس نغمات القيثارة العروبية السورية , و بأن شمس العروبة لا زال باستطاعتها الاشراق من دمشق بعد أن غطتّها السحب السوداء .
المشهد برمته , يبدو كئيباً و العواصف لم تنحسر بعد , و لكن العروبي الأصيل يدرك بأن الشمس تختفي خلف الغيوم , و الصبر وحده هو السبيل لرؤية الشمس مجدداً .
و للتذكير فقط , حالنا اليوم هو حال العروبة أواخر الاحتلال العثماني البغيض و نشوء الحركات القومية العروبية النقية التي بعثت في العرب الثقة بأنفسهم بقرب الخلاص من المستعمر العثماني , و الحال ينسحب على كل أشكال الاستعمار الأخرى التي حاولت طمس العروبة و لكنها فشلت , و اليوم ستفشل كسابقاتها , هذا هو المؤكد بالنسبة لنا نحن السوريون .
طائر العروبة الجريح
العروبة جسد , و الاسلام الصحيح و المسيحية الحقّة , جناحا الطائر العربي , كل منهما داعم للآخر- فالخوافي قوة للقوادم .
و من يريد أن يجعل بينهما تعارض , هو من يريد كسر الأجنحة و القضاء على هذا الجسد , هذا هو ما ندركه جيداً , لذلك سعى الصيَّاد الى التصويب على الأجنحة ليتهالك الجسد .
العربي بشار الأسد .. طبيب العروبة
طبيب العروبة المعاصر بشار حافظ الأسد و على سيرة أسلافه الذين ما انفكّوا يبثون العافية في هذا الجسد و نهوضه كلما جاءته كبوة , إنه الامتداد التاريخي لجمال عبدالناصر و حافظ الأسد , حافظ العروبة و حافظ الأديان باعتبارهما رسالة أخلاقية قادرة على النهوض بروح الإنسانية لأبناء الأمة العربية و رسالات السماء السمحاء .
العربي بشار الأسد , بيده الخبيرة و عينه البصيرة , يعمل جاهداً على تنقيتهما مما يعتريهما من مرض .
الصهيو- وهابية
لن تسقط العروبة , و لن يسقط الإسلام الحق , و لن تسقط المسيحية السمحاء , فحراس الشام صامدون و يقظون , بمواجهة الأعرا ب غير القادرين على نطق حروف العربية الصحيحة , و الذين لطَّخوا سماحة الأديان بأدران الشيطان , و التنبيه الى أن الوهابية - هذه البدعة الجديدة - لا تمت إلى الإسلام بصِلة و إنها الوجه الآخر للصهيونية .
كما أن محاولات حرف العروبة عن جوهرها النقي و زجِّها في التعصب و الانغلاق, ستسقطه سورية في خطوات جنودها لتحرير الأرض و الانسان من أدران الوهابي الشيطان
و سيبقى أبناء العروبة يرددون نشيدهم المفضل :
بلاد العرب أوطاني .... من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن .... إلى مصر فتطوان
وحدها دمشق حارسة بوابة العروبة , ستبقى عين العروبة اليقظة و حارسة أحلام أجيالنا العربية القادمة حاملة رسالة الأمة العربية الخالدة لا يحرفها عن هدفها حادث من حوادث الزمن و لن يغير بعروبتها النقية سوء الأحوال الجوية و سوف تنشر قوس قزح بعد العاصفة من المحيط إلى الخليج .