الربيع العربي هو من الكليشات الجاهزة التي صدرتها مراكز الاستخبارات العالمية إلى بلداننا التي قسمها سايكس بيكو في بدايات القرن الماضي مع رزمة من الشعارات البراقة السهلة الترديد وتستحوذ على مشاعر البسطاء بزرع روح التحدي في النفوس و اللعب على مفردات تعشقها النفس البشرية كالحرية و الكرامة و الديمقراطية منطلقها " الشعب يريد إسقاط النظام " تلك الجملة التي زرعتها المخابرات الغربية على الشفاه الموظفة لهذا الغرض و لا أبالغ عندما أقول بأن مراكز الدراسات النفسية التابعة للاستعمار القديم الاستيطاني و الحديث بأشكاله المختلفة كان لها الدور الأكبر في صناعة ربيع العرب و جعل هذه الشعارات البراقة بدءا من الربيع العربي و انتهاء بالموت ولا المذلة مرورا بـ" حرية .. حرية... حرية " كخلط السم بالعسل تمهيدا لقتل الجسد العربي و الذي بدأت بعض أطرافه يصيبها الشلل من السم الزعاف الذي شربوه من أيادي ملائكة الرحمة الأمريكيين و الصهاينة و لن أقول أدواتهم الرخيصة من الأعراب و العثمانيين الجدد و لكن قلب هذا الجسد و أعني سوريا العربية استطاع احتواء مفاعيل هذه السموم بترياق الوطنية و الوعي الذي أذهل المجرمين المخططين و أدواتهم الرخيصة فاستأصل من فسد وتسرب اليه المرض على مبدأ " آخر الطب الكي " و ساعد من شرب من هذا السم بمقدار... مما أهله  للشفاء 
و بقي هذا القلب نابضا بالحياة واعدا هذا الجسد بالتعافي و لو بعد حين
الربيع العربي الحقيقي و الذي ينطلق من حاجاتنا الموضوعية هو الوحدة العربية و أعني وحدة " 300" مليون عربي من المحيط إلى الخليج مما يشكل قوة هائلة اقتصاديا وبشريا  قادرة على تحقيق طموحات المواطن العربي بالرفاه و العزة و الكرامة ... فهل يقبل مصدري  الربيع العربي بذلك ؟؟؟؟؟؟
لا أعتقد بأنهم يقبلون للعرب وحدة تهدد مصالحهم في نهب خيراتنا و لا يرجون لنا ربيعا يحرر طاقات الإنسان العربي بمواجهة أطماعهم في تفتيت المفتت و تجزئة المجزأ .
الربيع العربي الذي نحتاجه هو استعادة أراضينا المغتصبة من لواء اسكندرون و الجولان  وصولا إلى سبتة ومليلة مرورا بقضيتنا المركزية فلسطين الجريحة  وعودة اللاجئين الفلسطينين إلى أرضهم وديارهم التي سلبها الصهاينة بمباركة من الاستعمار القديم .
فهل يرضى مصدري الربيع العربي إلينا بإعادة حقوقنا المشروعة و التي عجزت كل الهيئات و المنظمات الدولية التي يسيطر عليها الاستعمار القديم من إعادة جزء من هذه الحقوق ؟؟؟؟
ربيعهم الذي يعدوننا به هو ما أسماه اللص نينياهو بـ" ربيعه " أي ربيع نتنياهو عندما يرى العرب يقتلون بعضهم ويسلمونه بلادا طالما تاق إلى الاستحواذ عليها بدون حروب .
ربيعهم المصدر إلينا هو الفوضى الخلاقة و الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس و الذي يجعل الكيان الصهيوني القوة المسطرة على حياتنا ومصائرنا
هل يعي ثيران الحرية في شوارعنا العربية بأنهم خراف يتم تسمينها للذبح عندما ينتهون من تخريب بلادهم بأيديهم .
وهل يعي ثيران الحرية بأن شعارهم المرفوع بإسقاط النظام هو الوصول إلى اللا نظام وأعني الفوضى التي تتيح لكل صاحب نوازع شريرة بممارسة هوايته بالقتل و الحرق و السرقة و الاغتصاب
هل يعي الثيران في ساحاتنا العربية ما قاله تشومسكي بأن لا مصلحة لأمريكا بنشر الديمقراطية في الوطن العربي لأن الإنسان الديمقراطي و الحر لا يقبل بالاستعباد ونهب خيراته و لا يرضى بقيادات يفصلها المستعمر الجديد على هواه , قيادات هزيلة تأتمر بما يريده المستعمر .
و هل يعي ثيران الشوارع العربية لماذا تحافظ أمريكا منذ عشرات السنين على عائلات حاكمة مسيطرة على الثروة الرئيسية وهي نفط العرب  و هل هذه العائلات تنسجم مع الديمقراطية و الحرية وتداول السلطة ؟؟؟؟؟
كل تلك الأسئلة يقينا لم تخطر ببال الثيران في الساحات العربية و التي كما قلت سابقا يتم تسمينها بما يقدم إليها من أموال وفتاوى حسب الطلب
وحدها سوريا بأبنائها الأحرار و الشرفاء المدركون لحجم المؤامرة هي القادرة  على إفشال مخططاتهم و هي القادرة على إعادة الحياة إلى هذا الجسد العربي المتهالك تحت ضربات ما يسمونه " الربيع العربي "
ووحده القائد بشار الأسد القادر على قيادة سفينتنا إلى بر الأمان بما يمتلكه من خصائص القائد الناجح و المدرك لأخطار المرحلة و المؤمن بالله وبعدالة قضيتنا و بالإنسان العربي  القادر على المواجهة و الصمود مدعوما من قوى عربية و إقليمية ودولية  تشاطرنا الموقف باستحالة استمرار أحادية القطب و الهيمنة الصهيوأمريكية على العالم .
النصر حليفنا و ربيعنا الحقيقي الذي نريده ..... سوريا متجددة

شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: