April 25, 2013 14:49

خسائر معركة القصير تدفع المعارضة إلى الجنون ...ماهر الخطيب

استمرت على مدى اليومين الماضيين الاعتداءات التي تقوم مجموعات المعارضة السورية المسلحة على منطقة الهرمل، عبر إطلاق الصواريخ التي تستهدف المناطق السكنية، على واقع الخسائر الكبيرة التي تتعرّض في المعارك لها أمام الجيش السوري في منطقة القصير.

وتشير المعلومات الوافدة من دمشق، أن الجيش السوري يحقق العديد من الإنجازات المهمة في المعارك الحالية، فبعد أن تمكنت وحداته من فرض سيطرتها بشكل كامل على أهم نقطتين استراتيجيتين في ريف القصير، آبل وتل النبي مندو، بدأت القرى المتواجدة في تلك المنطقة، والتي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة، بالسقوط تدريجياً بعد الضربات التي تلقتها.
وفي الساعات الأخيرة، كانت وحدات الجيش السوري قد تمكنت من السيطرة على قرى قادش والرضوانية والمنصورية والسكمانية والسعدية، وفرضت سيطرتها على معظم قرية البرهانية بعد سقوط العشرات من أفراد تلك المجموعات المسلحة بين قتيل وجريح، في حين كانت المعارك مستمرة في أكثر من منطقة بهدف تطهيرها بشكل كامل من المسلحين.
وفي ظل هذه المعطيات، سعت المجموعات المسلحة الى نقل المعركة الى الأراضي اللبنانية، عبر إطلاق الصواريخ والقذائف على العديد من البلدات الحدودية في منطقة الهرمل، والتي سقطت في أحياء سكنية ما كاد أن يؤدّي الى مجزرة كبيرة، لا سيما أن بعض هذه الصواريخ سقط على منازل بشكل مباشر، وكانت بلدتي القصر وحوش السيد هدفاً أساسياً لهؤلاء المسلحين.
وكان الأخطر، الصاروخ الذي انفجر في سور مبرة الإمام زين العابدين التابعة لجمعية المبرات الخيرية، في محاذاة المبنى الذي يأوي الأطفال الأيتام، والذي تحطّم زجاجه، لكن الأضرار اقتصرت على الماديات.
وطمأن مدير المبرة محمد السعيد، بـ»أنّ جميع طلاب المبرة في القسم الداخلي بخير، ولم يتعرّضوا لأية إصابة لأن الادارة كانت قد عمدت عند استئناف القصف على المنطقة، الى نقلهم الى مسرح المبرة الذي هو بمثابة ملجأ».
ورأت مصادر متابعة أن الهدف الأساسي من الأقدام على هذا «الجنون» هو السعي الى الضغط من أجل تخفيف الضغط عليها، لاسيما أن الخسائر التي لحقت بها في الساعات الأخيرة كبيرة جداً، وأنها فقدت السيطرة على العديد من البلدات والنقاط الاستراتيجة، معتبرة أنها من وراء ذلك ستدفع وحدات الجيش المحاصِرة بشكل مطبق الى التراجع، وسألت المصادر عن موقف الدول الداعمة لهذه المجموعات من هذه الأعمال، لاسيما أن مختلف وسائل الإعلام أكدت أن هذه الاعتداءات لا تستهدف إلا أماكن سكنية، ما يعني أن خطر تكرار سقوط الضحايا أمر مرجح في أي لحظة.
وفي هذا الإطار، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي تطورات الأوضاع، معتبراً «أنّ استهداف لبنان بالقذائف والصواريخ لا يحقق المطالب المتعلقة بالديمقراطية، خصوصاً أنه يكفي لبنان ما لا طاقة على تحمله في موضوع استقبال النازحين وإيوائهم، علماً أن لبنان ملتزم العمل على ضبط حدوده تنفيذاً لإعلان بعبدا»، وطلب من الجيش والمعنيين اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الاعتداء على اللبنانيين والحفاظ على سلامتهم.
كما وُزّع بيان في الهرمل باسم الجمعيات الأهلية والتجمّع الإنمائي، يدعو الدولة الى تحمّل مسؤولياتها تجاه استهداف المدينة، وإلا فان أبناءها سيدافعون عنها.
وفي السياق، أوضح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب وليد سكرية، في حديث لـ»البناء»، «أنّ المؤامرة في منطقة الشرق الأوسط قائمة على إثارة النعرات المذهبية، بهدف إبعاد العرب عن إيران وتقريبهم من إسرائيل، عبر تصوير إيران على أنها هي العدو»، مؤكداً «أنّ هذه هي السياسية الأميركية الصهيونية بشكل أساسي».
وأشار سكرية الى «أنّ المعارضة السورية خاضت المعركة منذ بدايتها على أساس أنها معركة طائفية مذهبية»، لافتاً الى «أنها منذ البداية هاجمت القرى اللبنانية الموجودة في الداخل السوري بعد الخسائر التي كانت تتعرّض لها أمام وحدات الجيش السوري»، مستغرباً كيفية اتهام هذه المجموعات لفئات لبنانية في المشاركة في القتال، في حين أنها هي التي هاجمت هذه القرى التي لم تكن تتدخل في الأحداث القائمة، بل أنها هي التي سعت الى احتلالها وتهجير سكانها المتواجدين فيها منذ عشرات السنوات.
وشدّد سكرية على أن الهدف من قصف بعد البلدات اللبنانية هو إثارة الفتنة المذهبية، والإيحاء بأن المعركة هي مع حزب الله.
ورداً على سؤال حول الإجراءات التي من الممكن أن تقوم بها الدولة اللبنانية أمام هذا الواقع، أوضح سكرية أن من دَعَم هذه المجموعات هم أفرقاء من الداخل اللبناني، إضافة الى بعض الدول الإقليمية والعالمية، لا سيّما الأوروبية منها، معتبراً أن الدولة اللبنانية تستطيع ضبط الحدود الفلتانة عبر إرسال الجيش اللبناني الى الحدود.
ومن جهة ثانية، أوضح سكرية أن منطقتي ريف حمص وريف دمشق تتغذيان بالسلاح من الداخل اللبناني، مشيراً الى أن الدولة اللبنانية عبر القيام بواجباتها في منع تهريب السلاح قادرة على الضغط على هذه المجموعات، لاسيما أن من مسؤولياتها حماية مواطنيها، حتى هؤلاء الموجودين في القرى الواقعة في الداخل السوري، لأنهم من مسؤوليتها.
وأكد النائب حسين الموسوي «أن من يقصف الهرمل هم الظالمون المعتدون الذين تلتقي صواريخهم هنا مع صواريخ العدو الصهيوني المحتل لكل فلسطين ولأراضٍ سورية ولبنانية»، وقال: « إن السلاح عندما يكون مصدره واحداً وهو مصدر أميركي، سيكون هدفه واحداً أيضاً وهو منطقة الهرمل وما شابهها من مناطق حرة شريفة، قدمت عشرات الشهداء من خيرة أبنائها الأبطال دفاعاً عن الأمة جمعاًء».
وأضاف «ان أهلنا قادرون على ان يردّوا على الصاروخ بعشرة، لكن صواريخهم مسدّدة في اتجاه العدو الصهيوني المجرم المحتل، ولم تغير اتجاهها كما يحاول بعض الإعلام المفتري أن يضلّل»، وشدّد على «ان معركتنا مفتوحة مع الصهاينة وحلفائهم وعملائهم المعتدين، ولا نحمل لأهلنا في سورية أو لبنان أو أي مكان إلا المودة والخير والسلام».
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش، في بيان، «أنه اعتباراً من 12:00 ظهرا ولغاية 18:30 سقطت سبعة صواريخ عيار 107 ملم مصدرها الجانب السوري داخل الأراضي اللبنانية، في مناطق الدورة وايش وسهلات المياه ومدينة الهرمل، ما أدّى الى حصول أضرار مادية في بعض منازل المواطنين، من دون تسجيل أي إصابات بالأرواح».
وأشارت الى «أنّ وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة استنفرت، واتخذت الإجراءات الميدانية اللازمة، بما في ذلك العمل على تحديد مصادر النيران بدقة».
البناء



شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: