الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

المعادل الاستراتيجي - تشرين - بقلم: رغداء مارديني
May 12, 2013 11:33


مع دخول الحرب على سورية عامها الثالث، ظلت النظرة السورية سبّاقة دائماً في فهم مجريات الحدث وأبعاده، وأهدافه على المنطقة كاملةً.. وآفاقه التي يدور في فلكها، منذ بداية هدير أحداث الخريف العربي «المخطّطة» والمفتعلة، والمسماة زوراً وبهتاناً وتعتيماً على مخطط استعماري للهيمنة والسيطرة «الربيع الديمقراطي المزهر» الذي تفتّحت أولى أزهاره دماراً في العراق، فاتحة الخراب العربي..
سورية تابعت بدقة، آلية تنفيذ المؤامرة، ونبّهت مراراً إلى الخطر المحدق الذي بدأ يمتد تحت المظلة الاستعمارية الجديدة، بمساعدة الأذرع المأجورة في المنطقة، ابتداء من تونس وليبيا ومصر، وانتهاء بلعبة المؤامرة التي انطلت على الرأي العام العربي، واستخدم فيها طلاب وتلامذة بيت الحرية، ومنظماته العالمية الصهيونية التي تحالفت مع الإرهاب القاعدي وجبهاته المصنّعة في البيت ذاته، باعتراف صانعيه وداعميه.. وقدّ أقرّت صحيفة «اللوموند الفرنسية» مؤخراً، أن العصابات المسلحة في سورية، هي في الحقيقة تنظيم «القاعدة» الذي أراد الغرب من دعمه انتهاك القانون الدولي، والتعدّي على سيادة الدول، وهو ما كانت تعمل عليه الحكومات الغربية من دون خجل، من خلال الدعم اللامحدود الذي تقدمه لتلك العصابات، والذي لم توفر فيه هذه الحكومات فرصةً، أو محفلاً، أو وسيلة، إلا وقدمت فيها كل ما تستطيع من دعم للإرهابيين الذين دفعت بهم إلى الأراضي السورية، تحت غطاء وسائل إعلامها وأخبارها العاجلة المفبركة، وروايات الحرب النفسية الإعلامية التي تقاطرت من مئات المحطات الفضائية المعدة خصيصاً لهدف إسقاط الدولة السورية.
إذاً، الأمر برمّته حشد عالمي غير مسبوق ضد سورية، يتوازى مع نصف العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة التي قدمت ما بوسعها، لحسم هذا العدوان لمصلحة المخطط الذي تلاقت فيه مصالح هذا الحشد العالمي، في هذه المنطقة..
وهنا كان لابدّ من أن يكون في الأمر سر يستدعي التساؤل عنه، وعن معنى الصمود السوري... والذي لاشكّ فيه، أن الرؤية الاستراتيجية لسورية، واستقراءها الواعي للتطورات المستقبلية، جعلاها قادرة على التجاوب والتعامل الحاسم مع كل مرحلة على حدة.
بالتأكيد، الغرب يعرف تماماً أن سورية تمتلك استراتيجيات قادرة على التأقلم مع أي واقع مستجدّ، لكنهم لم يدركوا أنها تستطيع الصمود أمام «الهول» الذي وضعوه في تصرف الإرهابيين الذين قاموا بتنفيذ المخطط وكالةً، حتى أطلّ الأصيل برأسه، وكان العدوان المباشر على الأرض السورية الذي تجلّى بالغارة الإسرائيلية الهادفة إلى قلب موازين لم تأخذ بالحسبان إلى أين ستؤدي بـ «الأبناء» الإرهابيين، بعدما فقدت أمّهم «إسرائيل» أعصابها.
فيما يبدو، فإن أهم تلك الاستراتيجيات السورية، التي لم يستطع الغرب تلقف درسها، ومفعولها منذ «يوم الأرض» والزحف الشعبي فيه، هي المقاومة الشعبية، الرديف الأساسي لمحاربة أذرع «إسرائيل» وأمريكا في المنطقة إذ تقوم الدولة السورية اليوم بقطع الأذرع الممدودة وحشيةً على الأرض السورية، في رد من أحد ردود ثلاثة بين الداخل والخارج، منها فتح الجولان لتلك المقاومة الشعبية التي ستلقن درساً لكلَّ من تسوّل له نفسه العدوان على سورية، الأرض المقدسة التي تمتلك من خياراتها الاستراتيجية المعادلة، ما يناسب كل مرحلة مهما طال عمر الأزمة التي ستنتقل بالنتيجة كالحريق الذي سيلتهم كل من قدم فتيل الوقود وساهم في إشعاله!
بقلم: رغداء مارديني



  عدد المشاهدات: 1065

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: