الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

حلف داعش وأوهام أوباما- بقلم : أحمد حسن
June 24, 2014 00:47

حلف داعش وأوهام أوباما- بقلم : أحمد حسن

 
 
 
كل الأخبار / البعث
كشفت وقائع الأيام الماضية عن حقيقتين يعرفهما الجميع قطعاً، لكن المكابرة في الاعتراف بهما كانت سمة الأغلبية الكاسحة من أعضاء “المجتمع الدولي” وقواه الفاعلة، الحقيقة الأولى: إن “الداعشية” ليست مجرد فكرة محدودة الانتشار يؤمن بها فصيل إرهابي صغير يضم بضعة آلاف من الأعضاء على أبعد تقدير، بل هي نمط تفكير، وأسلوب ممارسة سياسية، وثقافة قتل وإرهاب، تضم أفراداً وتيارات ودولاً ومنظمات إقليمية ودولية عدة، والحقيقة الثانية: إن وهم أوباما، وغيره، بـ “المعارضة المسلحة المعتدلة”، وهو تركيب لغوي سياسي غريب عجيب، قد سقط على رأسه قتيلاً غير مأسوف عليه، بحقائق الميدان أولاً، وبلسان أصحابه ثانياً.
بالنسبة للحقيقة الأولى فقد أثبتت التطوّرات المتلاحقة أن لـ “داعش” حلفاً طويلاً عريضاً، يملك الأغلبية المطلقة في مجلس الأمن الدولي، يحمل رايتها ويستظل سيوفها ويظللها بعباءته السياسية ومحافظه المالية وسطوته الإعلامية و”قراءاته” الفكرية”، وبالتالي فإن “داعش” اليوم ليست، كما يتوهّم البعض، هذا الفصيل الذي يقوده “البغدادي”، بل هي، تحديداً، ذلك الحلف الذي استلم سدة “الخلافة” فيه الأمريكي “أوباما” بعد تقاعد سلفه “بوش الابن” إثر قيامه بمهمة تقسيم العراق قومياً بين عرب وأكراد، ومذهبياً بين العرب، وفيما كان “اختلاف أمتي رحمة” في زمن النبوة الشريفة، أصبح نقمة في زمن “نفط العرب للغرب”.
وبالطبع فالأمر لا يتوقف هنا فقط، فهناك أيضاً “داعشيو” الاقتصاد، الذين ينهب بعضهم علناً الموارد الاقتصادية السورية والعراقية، والنفط على رأسها، ويحاول بعضهم الآخر، عبر المنظمات الدولية، سرقة ما تبقى من الموارد في “غزوة” إعادة الإعمار القادمة للمناطق التي دمرها إخوانهم المسلحون، وهناك “داعشيو” الثقافة، و”داعشيو” الإعلام الذين يجهدون لتغطية “داعش” المسلحة عبر إنكار وجودها تارة، والتقليل من قدرتها تارة أخرى، واعتبارها قائدة “ثورة” شعبية تارة ثالثة.
والحال فإن ذلك لا يقتصر على منطقتنا فقط، فللأوروبيين “داعشهم” المتمثّل ببعض قادتهم، وباتحادهم الذي أسبغ جهاراً نهاراً بركته على “انقلابيي أوكرانيا” مع علمه الكامل بوجود تنظيم “القطاع الأيمن” النازي المتطرف على رأسهم، ليؤكد بذلك حقيقة أن كل مآسي القرن العشرين جاءت من حروب متطرفي هذه القارة وطمعهم بالسيطرة على العالم كله قبل أن ترثهم وتبزّهم في التطرف، “روما الجديدة” من مقرها في “واشنطن دي سي” ذاتها.
أما بالنسبة للحقيقة الثانية، فيجب أن نحذّر منها، ومن توقيت انكشافها، فعندما يستفيق أوباما من أوهامه أخيراً ويقول: إن “وجود معارضة معتدلة قادرة على الإطاحة بالحكومة السورية يبدو غير واقعي وفانتازيا”، فهذا يعني أن الرجل يستعدّ لصب جهده كله في طاحونة الداعشيين لتحسين شروط سيطرته على المنطقة، وهو ما لا يمكن له أن يتمّ بصورة كاملة سوى “بالانتقال كلياً وعلى نحو فاضح من مجال السياسة إلى مجال الإرهاب”، كما نرى في العراق اليوم، كما يعني أن الوقت قد حان لتدخّل الأخت الداعشية الكبرى “إسرائيل” بدل الواجهات “المعتدلة”، وهذا ما حدث فجر أمس في مدينة القنيطرة، وهو أمر سيكون له ما بعده بالتأكيد.
لكن قمة النفاق تتمثّل بمواقف بعض الداعشيين الصغار، فما يحدث في العراق هو “ثورة” بحسب “ممالك التنوير” العربية، كما وجد أبو البراء الفرنسي “هولاند” أن ازدياد خطورة الإرهابيين في العراق يوجب زيادة دعم “المعارضة المعتدلة” في سورية!!، التي نعاها زعيمه “أوباما” بالأمس، وبالتالي، من يحل هذا التناقض بين هذين القياديين الداعشيين، أو بالأحرى، وهو السؤال الحقيقي: من يغلق حنفية البترودولار المفتوحة على آخرها كي يتوقف هذا النفاق الفرنسي الساطع.
حلف داعش، كما تثبت الوقائع، يرتفع اليوم عن خلافاته وتناقضاته الداخلية الكثيرة ليتوحّد على باطله الواضح، فماذا ينتظر حلف مواجهة داعش كي يتوحّد على حقه الساطع ويقدم على خطوات طال انتظارها لأجل ذلك؟.




  عدد المشاهدات: 1282

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: