الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

كابوس الصهاينة - البعث
May 22, 2013 01:21


كل الأخبار - سانا : عاد الكيان الصهيوني إلى استخدام لغة التهديد والوعيد، في محاولة جديدة-قديمة، للضغط على سورية وإضعاف صمودها الذي ترجمه جيشها المغوار في الآونة الأخيرة تقدماً نوعياً على كل الجبهات.
ومع أن أسباباً كثيرة، ليس أقلها العدوانية الصهيونية نفسها، تدعو إلى أخذ هذا التصعيد على محمل الجد، فإن ما نجم عن الغارة الصهيونية الأخيرة على جمرايا من انقلاب السحر على أصحابه، يُفترض أن يمنع الصهاينة من إعادة الكرّة، ولا سيما بعد أن باتوا متأكدين من أن الصواريخ السورية جاهزة للرد عليهم، وبعد أن تلقى رئيس حكومتهم تحذيراً روسياً واضحاً من مغبة شن غارات جديدة على دمشق.
ويبدو أن تصعيد اللهجة الصهيونية هذا يأتي رداً على أمرين يجد الكيان الصهيوني صعوبة بالغة في ابتلاعهما، أولهما الإصرار الروسي على إتمام صفقة الصواريخ مع سورية رغم كل الجهود المحمومة التي بذلها رئيس حكومة العدو لثني الكرملين عن موقفه، وثانيهما الإنجازات المشهودة التي حققها الجيش العربي السوري، ولا سيما في منطقة القصير. فهذا يعني، استراتيجياً، أن هدف "إسقاط النظام" الذي تورط الصهاينة في مساعدة المعارضة المسلحة على تحقيقه إلى حد إقدامهم على شن الغارة على جمرايا، قد بات من رابع المستحيلات، وأن الكيان الصهيوني قد استنفد كل وسائل تدخله لصالح تلك المعارضة، ولم يعد قادراً على إيقاف التغير الدراماتيكي في موازين قوى الصراع لصالح الجيش، ولم يبق له سوى الاستمرار، عبر حليفه الأمريكي، في محاولة إبطاء الحل السياسي للأزمة ما أمكن، لتحقيق المزيد من استنزاف سورية عسكرياً واقتصادياً وبشرياً، واستغلال ما بقي من وقت قبيل تحقّق "جنيف2"، للحصول على ما يمكنه الحصول عليه من مكاسب ولا سيما في الملف الفلسطيني، ذلك أن تصعيد اللهجة الصهيونية ضد سورية يمثل غطاء سياسياً لتمرير مخطط تصفية القضية الفلسطينية انطلاقاً من المبادرة العربية المعدّلة، ووفق سيناريو المزيد من التنازلات العربية، الذي سيقوم جون كيري خلال زيارته المرتقبة إلى المنطقة، بإخراجه كما يرغب الصهاينة. وبهذا يعتقد الكيان الصهيوني أنه سيعوّض فشله في تحقيق هدفه الاستراتيجي الجوهري في سورية، بإضعاف جيشها وإشغاله، وتصفية القضية الفلسطينية، في الأثناء، بأيدي الرجعية العربية المتواطئة.
فهل سينجح كيان العدو في تحقيق أهدافه؟
في حسابات محور المقاومة، ورغم الجرح السوري الغائر، يحاول الكيان الصهيوني التحرك ضد اتجاه التاريخ الذي يشير إلى بداية العد العكسي لنهاية مشروعه الاحتلالي الاستيطاني العنصري في فلسطين. وهذا المحور هو اليوم في كامل جهوزيته لمنع التفريط بفلسطين بقوة المقاومة العسكرية إذا لزم الأمر، والجرح السوري يتحول بقوة العزيمة الوطنية السورية إلى كابوس صاروخي جديد يرعب الصهاينة، ويُنبئهم بأن أيام الربيع العربي المزعوم الذي أطال عمر كيانهم الغاصب قد شارفت على النهاية.
بقلم: محمد كنايسي



  عدد المشاهدات: 1116

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: