الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

« الجيب » الإسرائيلية وهيكلية العدوان - الثورة
May 22, 2013 01:28


كل الأخبار - سانا : لم يكن «الجيب» الإسرائيلي في القصير مجرد دليل إضافي على حدود التورط الإسرائيلي فيما تشهده سورية فحسب، بل يؤشر أيضاً إلى أن الأكاذيب الإسرائيلية التي امتدت منذ البداية وحتى اليوم قد وصلت إلى نهاياتها، وأن كل ما سردته من حجج وذرائع لتبرير عدوانها على سورية كان من ضمن التضليل المعتمد كونياً لإخفاء الحقائق.
غير أن الأخطر ليس فيما ينطوي عليه ذلك التورط من دلالات، إنما في الارتباط العضوي القائم بين رعاة الإرهاب ومموليه ومرتزقته وبين إسرائيل، بحكم ما يتضمنه من دلائل على أن غرفة العمليات التي تقود الحرب الكونية على سورية واحدة، وأن قطر وتركيا بالتحديد كانا شريكين في العدوان الإسرائيلي على سورية.‏
إذ لم يكن عبثياً أن تتناغم نداءات المرتزقة مع الأصوات المبحوحة لمشغليهم في كل مرة يواجهون فيها مأزقاً، وعند كل هزيمة تلحق بهم على يد قواتنا الباسلة، ولم تكن مصادفة أن تتقاطع الهواجس الأميركية والمخاوف الإسرائيلية مع ذعر رعاة الإرهاب في المنطقة وقلق حلفائه خارجها، وأن يسارع كل منهم إلى أن يدلي بدلوه.‏
قد تتباين تلك الردود في تفاصيلها أحياناً، لكنها حيال ما جرى في القصير، وما تلاه أجمعت على العناوين، حيث لم يكن هناك فرق بين القلق الفرنسي على الإرهابيين في القصير، وبين دعوات حمد إلى نصرتهم، مستقوياً بلجنة أعرابه، ولاقاه إلى منتصف الطريق «عراب» جامعته.‏
لذلك كانت اسطنبول والدوحة وباريس ولندن تردد استغاثات الإرهابيين، ورد الصدى كان ينتقل إلى واشنطن، حيث ولدت مفاجآت الجيش العربي السوري في الميدان هرولة في الاجتماعات، وتدافعاً في الدعوات، وتزاحماً في التحذيرات، وفيهم من كان صراخه يعلو على صراخ الإرهابيين.‏
تساوى في ذلك توجس الأميركي مع استنفار الإسرائيلي، وتطابق قلق الأوروبي مع ذعر التركي، واستنسخت الأعراب فحيحها من صرخات الإرهابي.. وعويل فضائياتهم شاهد إثبات.‏
الرهان القائم على وهم الحسابات لا يزال هو الساري، والاستقواء بالإسرائيلي هو الرائج، والاختباء خلف الأصبع الأميركي لحجب حقيقة ما يجري هو الأكثر استخداماً، وفيه ما يكفي لعودة التذكير بالبديهيات.‏
لا نحتاج إلى التذكير، ولا للسؤال عن معنى العلاقة القائمة بين إسرائيل والإرهابيين في القصير، كما هي في مناطق أخرى، ولا إلى مغزى هذا التناغم مع الإسرائيلي والعودة إلى لغة التهديد.‏
باختصار.. لم يكن هناك من يحتاج إلى دليل على الترابط المصيري بين القتلة والإرهابيين وبين الإسرائيليين، ولم يكن هناك نقص في البراهين القاطعة على أن رعاة الإرهاب وحماته ومموليه وداعميه من القطري إلى التركي مروراً بالسعودي، وصولاً إلى قوى وتيارات وأطراف في الجوار السوري، جميعهم يعملون لحساب الإسرائيلي ويتحركون وفق ما يقتضيه أمر العمليات الأميركي، وأن وحدة الحال واضحة وصريحة.‏
ما يحسم المسألة أن ما يرسمه بواسل الجيش العربي السوري بخطواتهم الواثقة من خطوط فاصلة قد أسقط آخر أوراق التوت، وعرّى ما تبقى، ووثّق ما خفي، وما ظهر منه حتى الآن غيض من فيض.‏
وعلى امتداد الأرض السورية سيواصل هؤلاء البواسل اليوم وغداً ما خطوه في القصير وغيرها، حتى تطهير آخر بقعة من رجس الإرهاب، وسيعرّون ما تبقى، وسيكشفون بقرينة إضافية خيوط التشابك الإسرائيلي مع الإرهابيين، ويفضحون بدليل جديد دور رعاة الإرهاب وحماته ومموليه.. الإقليميون منهم والدوليون.‏
وعلى امتداد الزمن والوقت وفي كل الظروف يثبت هؤلاء البواسل أنهم حماة الوطن، سواء حضر الإسرائيلي بنفسه أم أوكل المهمة لأدواته من مرتزقة وقتلة، مع الفارق أن أولئك لم يعودوا أدوات لمشروع أميركي، بل شركاء في هيكلية العدوان على سورية.. وهنا مربط الفرس.‏
بقلم: علي قاسم



  عدد المشاهدات: 1090

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: