May 31, 2013 03:22


كل الأخبار - الثورة : وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف يرى ان عقد المؤتمر في جنيف ليس سهلاً! والسيد لافروف هو عرّاب المؤتمر منذ كان جنيف الأول.
وقد أظهرت روسيا دائماً تمسكاً شديداً بمقرراته الموافق عليها مبدئياً من الحكومة السورية التي ظلت محلاً لضبابية الرؤيا الغربية حولها! ولو أن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية «بريطانيا وفرنسا والدول الداعمة للمعارضات السورية عموماً أوضحت مواقفها حول تلك المقررات وعملت للوصول بها إلى التنفيذ لما كنا بحاجة لمؤتمر دولي، ولتراجعت كثيراً آلام السوريين وأزمتهم الكارثية.‏
اليوم تحاول السياسة الروسية النفاذ بمقررات جنيف عبر المؤتمر الدولي المزمع عقده من خلال تطورات مأمولة على الموقف الأميركي، وإعطاء ما قد يصدر عنه من مقررات للخروج سياسياً من الأزمة السورية صيغة تنفيذية متبناة من القوى الدولية. وإذ يواجه عقد المؤتمر ما يواجهه من ترهات وأنفاق واحتمالات وتدخلات وتراجعات...من الطبيعي أن يعلن الوزير الروسي أن عقد المؤتمر ليس عملية سهلة، فكيف بالحلم أن يوصلنا جنيف 2 إلى طريق للحل السياسي...؟‏
السؤال الأهم حول المؤتمر الدولي هو التالي:‏
ما حقيقة الموقف الأميركي وما مدى الجدية فيه ؟ ولاسيما أن أوروبا أعلنت موقفها الذاهب باتجاه السلاح والحل العسكري مبدئياً.. ؟‏
بكل نفاق تاريخي تعلن أوروبا تحت، الضغط البريطاني الفرنسي : أنها مددت عقوبات حظر التصدير إلى سورية باستثناء السلاح..؟؟!! والأدهى من ذلك كله، أن تعلن أوروبا أنها إنما تريد توريد السلاح إلى سورية لحماية المدنيين الذين قطعت عنهم الدواء والغذاء وكل أسس الحياة والاستمرار..؟‏
هذا الموقف الأوروبي الواضح يقول بالفم الملآن : لم يحن الوقت بعد للحل السياسي، فثمة أموال خليجية ونفط وغاز تبحث كلها عن سلاح لسورية ولا بد أن نستفيد وإلا خرجنا من المولد بلا حمص.‏
هذا هو الدم السوري في المزاد. وبكل أسف يدفع به السوريون أنفسهم إلى سوق السلاح والسياسة! فهم غير قادرين على رؤية أحدهم للأخر..؟ّ‏
تأثير الموقف الأوروبي على الأحداث سيكون محدوداً جداً في حالة جدية الموقف الأميركي من مؤتمر للسلام في سورية. حتى تصدير السلاح الأوروبي للمعارضات السورية لن يكون له قلب المعادلات العسكرية على الأرض بهذه السهولة. فالسلاح متاح، دائماً كان متاحاً طالما، المال متوفر، متاح من تركيا.. من إسرائيل..من المهربين..من البحر..ومن " الأشقاء " العرب أيضاً.‏
اليوم ورغم دقة تصوير الوزير لافروف لصعوبة عقد المؤتمر التي قد توصله إلى الطريق المسدود، ورغم تشتت المواقف والمعارضات حوله، فإنه مع إخلاص الطرف الروسي لمشروع الحل السلمي وموافقة الحكومة السورية على المؤتمر الدولي، فإن نجاح المؤتمر في فتح الطريق للحل السياسي رهن بجدية وموضوعية الموقف الأميركي، بما يتطلبه ذلك من كبح جماح الشهية الأوروبية لتجارة السلاح، والشهية التركية الخليجية الإسرائيلية لتدمير سورية كلياً.‏



شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: