الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

الصمود السوري ومثلث الشعب والقيادة والجيش- صحيفة تشرين / بقلم: د. معن الجربا (كاتب سعودي )
August 05, 2015 13:52

الصمود السوري ومثلث الشعب والقيادة والجيش- صحيفة تشرين / بقلم: د. معن الجربا (كاتب سعودي )

رغم الهجمات الأمريكية الغربية على المنطقة العربية لمصلحة «إسرائيل» منذ ما يزيد على نصف قرن,
إلا أن سورية استطاعت الصمود بجدارة في وجه هذه الهجمات, بل امتد الأمر بها ليصل إلى دعم حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي استطاعت تحرير لبنان وجزء من فلسطين.
هذا الصمود في سورية يستحق الثناء والإعجاب من دون شك, إلا أن بعض الأصوات النشاز والعقول المبرمجة على تردد القنوات الصهيونية (حتى وإن ظهرت لكم في شكل قنوات عربية ومن عواصم عربية فلا يغركم هذا), هذه الأصوات النشاز تحاول أن تقلل من حجم هذا الإنجاز وهذا الصمود بطرح السؤال التالي: إذا كانت سورية بهذه القوة فلماذا لم تحرر الجولان؟
والجواب عن هذا السؤال هو: إن الصمود السوري جاء على مبدأ إنقاذ ما يمكن إنقاذه, وذلك بعد التخاذل العربي المفجع, لأن تحرير الجولان يحتاج إلى تضامن عربي شامل كما حصل في حرب 1973م , ولولا التضامن العربي الشامل في حرب 1973 لما تحقق أي نصر ولا تحرير.. فالسؤال المنطقي الذي يجب أن يطرح هنا هو: لماذا تخاذلت الأنظمة العربية عن دعم سورية في تحرير الجولان؟ وليس لماذا لم تحرر سورية الجولان؟ هكذا يكون الأمر أكثر وضوحا وأكثر عدلا وإنصافا.
ولكن رغم هذا التخاذل من الأنظمة العربية إلا أن سورية لم تستسلم, ولم توقع اتفاقيات سلام مخزية مع العدو الصهيوني, ولم تقدم أي تنازلات, بل ذهبت أبعد من ذلك خطوة إلى الأمام من خلال دعمها للمقاومة العربية والإسلامية في المنطقة التي أصبحت بفضل هذا الدعم تمتلك العدة والعتاد والخطط التكتيكية والاستراتيجية اللازمة لاستنزاف قوة الآلة العسكرية «الإسرائيلية». وقد نجحت في تحرير جنوب لبنان وغزة من الاحتلال الإسرائيلي, وتحرير العراق من الاحتلال العسكري الأمريكي، وجعلت أمريكا و«إسرائيل» في وقت ما من أكثر الدول مديونية في العالم, كما أفقدتهما هيبتهما العسكرية وقدرتهما على الحسم العسكري التي كانتا تمتلكانها, وتتباهيان بهما على مدى سنوات طويلة في غير موضع من العالم.
هذه المواقف المبدئية لسورية في دعم المقاومة وتمسكها بحقوقها ورفضها للمساومة عليها وللتطبيع مع «إسرائيل» جعلت الغرب يدخل إليها من بوابة أخرى بعد أن فشل في إخضاعها واستسلامها, ألا وهي بوابة الجماعات الإرهابية المسلحة, في ثوب ما يطلق عليه زورا وبهتانا «ثورة الحرية» في سورية!
لقد بات من الواضح الآن أن سورية ستنتصر إن شاء الله بصمودها وتضحيات شعبها رغم كل أشكال التآمر عليها, ولاسيما أن أمريكا والغرب يتعاملان بطريقة براغماتية مصلحية, وهما مضطران في نهاية المطاف لأن يرضخا للواقع ويقتنعا أنه بعد مرور خمس سنوات لم يستطيعا إسقاط سورية وقيادتها, وأنها ما زالت دولة قوية متماسكة بمثلث الشعب والقيادة والجيش, وما عليهما إلا التعامل معها لا استعداءها.



  عدد المشاهدات: 1547

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: