الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

الأسد يرسم خارطة جنيف 2 وما بعده .. وطيب الكلام في مسك الختام - بقلم : نمير سعد ( أمستردام )
June 01, 2013 01:32

mepanorama311842
 
 كل الأخبار-  نمير سعد
قلةٌ هم الرجال الذين يفرضون عليك حسن الإصغاء لأقوالهم بمشيئتك ” بعيداً عن الدين ” ، قلةٌ هم القادة الذين يقودون دفة الإستماع في أذهان مستمعيهم ، ويرسمون على شفاههم إبتسامة الرضى بمفرداتهم البسيطة وآرائهم اللافتة ومواقفهم المشرفة ، لدرجة أن يخاطب المرء نفسه ليقول لها .. أنا كما أنت يا نفس فخورٌ جداً أن خندقاً واحداً يجمعني وهذا القائد المميز ، ومصيراً واحداً يربطني وهذا الزعيم الرائع . في تاريخنا المعاصر نحن أبناء المنطقة لا نستطيع إيجاد من يحتل بعدهما المرتبة الثالثة فبهما تبدأ المراتب ومعهما تنتهي ” سيما عربياً ” ،، الرئيس الأسد وسماحة السيد . البارحة كما دائماً فرض الرئيس الأسد إيقاعاً جديداً لمرحلة ما بعد اللقاء معه ، لمرحلة ما بعد ما جاد به ، على بساطة المقابلة وقصر مدتها الزمنية كانت في جوهرها أكثر من قيمة في التقييم وأكثر من مهمة في الأهمية ، رسائل يبرع الأسد كما دائماً في توجيهها للحليف قبل العدو ، لمحبيه قبل مبغضيه ، الرسائل كانت قليلة لكنها جوهرية من حيث التوقيت والمضمون والهدف والمغزى .
ذات الإبتسامة ترتسم أيضاً على الشفاه في غير مناسبات ومواقف لكنها مختلفة الطعم والمحفزات ، فالمرء لا يملك مقابل طبيعة وفحوى الأخبار التي تقدمها فضائيات العدوان الصهيوأعرابية في نشراتها أو في شريطها الإخباري إلا أن يبتسم إبتسامة بطعم الشماتة ونكهة النصر لما وصل إليه حالهم من الضياع والتشتت والخرف تلك الصفات الممزوجة جميعها بصفاقة ووقاحة لا حدود لهما ، وكيف لا وتلك الفضائيات لا زالت تمتهن الإستخفاف بالعقول بتقديمها على مدار الساعة أخباراً لا تنتمي للواقع ولا هي تمت للحقيقة بصلة ، مثالٌ بسيط .. ” الجيش السوري الحر يحذر الجيش الإسرائيلي من معاودة تجاوز عرباته أو جنوده .. خط الهدنة ” انتهت الدعابة أو المهزلة . مثال آخر .. ” الجيش السوري الحر يتصدى لمحاولات إقتحام مطار الضبعة من قبل كتائب الأسد والمطار لا زال في قبضة الثوار ” لا تنتهي الدعابة هنا قبل أن نضيف أن ذات المشاهد قد شاهد على الأغلب قبل ثوانٍ قليلة بالصوت وصورة السيطرة الكاملة لجيش الوطن السوري على كامل مطار الضبعة والقرى المحيطة به .. عبر فضائيات أخرى عديدة وبعيداً عن الإعلام السوري الرسمي .. ذات الإبتسامة تفرض نفسها على شفاه من يشاهد بين الحين والآخر تلك الفضائيات الداعرة حين تواجهه سحنة جورج صبرا يتقمص شخصية القائد الرمز لما يسمى بالثورة ويعلن أن لا تفاوض مع القيادة السورية قبل فك الحصار عن القصير والغوطة الشرقية ، إعلان تكرر على ألسنة أفرقاء عدة من كادر العدوان محليين وإقليميين ودوليين و كل ما يهمنا فيه هو حالة الهيستيريا التي تطغى على وجوه أصحابه ساعة إعلانه ، لأنها تفتح لنا كتاب النصر السوري القادم لنقرأ في أولى صفحاته أنها إستغاثة المهزوم وارتعاشات من بات يستشعر ثقل الحذاء العسكري على رقاب ” الثوار ” الأكثر دمويةً عبر التاريخ ،، كما على رقاب سادتهم ومموليهم من الأدوات الصغيرة الحجم والدور وصولاً إلى أصحاب ” المصانع الثورية ” وملاكها … .
كان كافياً للداخل السوري أن يطالع تلك الثقة بالنفس التي طغت على وجه السيد الرئيس وسطعت بين حروفه وكلماته ، وذاك الإرتياح والهدوء الذي سرب رسائل ضمنية بأن الوضع تحت السيطرة تماماً ،كان ذلك كافياً كي يزداد الفريق المؤيد له قناعةً أنه إتخذ الخيار السليم في تموضعه ووقوفه خلف جيشه وقيادته ، وكان كافياً أن يقرأ كل من يمتلك بعد النظر ودقة الإستقراء أن الهزائم ستهزم في محاولاتها هزيمة هذا الوطن ، وكان دفعاً معنوياً يعين الشعب الذي يضحي بأغلى ما يملك ليصابر أكثر على البلوى .. كل المؤشرات تقول أن المعركة لا زالت طويلة لكنها تقول إيضاً أن القيادة السورية تمسك اليوم بخيوط النصر أكثر من أي وقتٍ مضى … .
للحلفاء في العموم كانت رسائل طمأنة تقول أن حلفنا يزداد قوة ، فها هو جيش الوطن ينفذ الخطط المرسومة ويسبق في أماكن محددة خارطة النصر المتفق عليها ويهيئ لقيادة الوطن كما للحلفاء أرضاً فولاذية يقفون عليها في ساح الحوار وأسلحةً إستراتيجية في معركة المفاوضات الموعودة مع محور العدوان وأدواته …. .
للحليف الذي تماهى مع الجيش السوري كان لا بد من رسالة مزدوجة الأثر والإتجاه فهي من جهة عهداً جديداً من قائد الوطن بمواصلة دعم المقاومة والمقاومين والوقوف سنداً خلف إخوة الدم والسلاح والمصير والهدف ،، حزب الله المقاوم ، و كانت لابة من براكين العنفوان والتحدي السوريين أصابت نفوساً شيطانية في أنحاء متفرقة من العالم في مقتل … .
للعدو الإسرائيلي كانت كلمات الأسد كافية دون شك ليعقد قادة العدو الأمنيين والعسكريين إجتماعاً سرياً مغلقاً لمناقشة كيفية التعامل مع تهديد الأسد الأقوى على الإطلاق ” لنا أن نلاحظ هنا أن القيادة السورية أبلغت وللمرة الأولى جهاتٍ دولية عدة أنها سترد على أي عدوان مقبل دون تردد ” ، وهو إعلانٌ لن يكون سهلاً للقيادة السورية تجاهله فيما لو شن عدوانٌ جديد على سوريا .. لكن علينا أن نلاحظ أيضاً أن الرئيس الأسد قال أن الرد سوف يكون إستراتيجياً ، وهنا لا يحبذ أن يتسرع بعضنا للإعتقاد بأن الرد الإستراتيجي هو ” بالضرورة ” توجيه ضرباتٍ موجعة للعدو في مواقع إستراتيجية داخل كيانه ،، أقول أنا ،،،، قد يكون هذا وهو إن كان فلن يكون دون التنسيق على أعلى المستويات مع حلفاء سوريا المخلصين وهو ما يفرضه المنطق العسكري ،، وقد يكون رداً يوجع العدو في غير مكان لكنه أيضاً .. إستراتيجي .. فذاكرتنا لم ولن تنسى الرد الإستراتيجي السوري على الغارة الإسرائيلية الأخيرة على جمرايا ، ردٌ تمثل في الإعلان لأول مرة في تاريخ سوريا عن المجاهرة في دعم ومواصلة دعم المقاومة اللبنانية بالسلاح ،، والسلاح النوعي ، وتمثل في الإعلان عن فتح جبهة الجولان لكل مقاومٍ سوري أو عربي لتتصل بجبهة الجنوب في حالة عالية السوية من التحدي لم يواجهها العدو منذ حرب تشرين التحريرية ، فكروا مثلاً في كلام الأسد عن تنامي الحالة الشعبية المطالبة بتحرير الجولان وفتح جبهته للمقاومين ، كلامٌ كان فيه من التحفيز الشيء الكثير ،، فكروا أيضاً في إعلان المقاومة اللبنانية على لسان سماحة الأمين العام لحزب الله المقاوم .. أن الجنوب والجولان باتا جبهةً مقاومة واحدة .. تلكم جميعها ردودٌ .. إستراتيجية … .
للمعارضة التابعة مشى الأسد على هدي المثل القائل ” خير الكلام ما قل ودل ” فأبدع حين قابل هذا المثل بما سيكون في قادمات الايام مثلاً يضاف إلى قائمة أكثر الأمثال قوةً في التعبير والمغزى فأهداهم واحدةً من لطيف عباراته حين قال “: عندما نفاوض العبد في المظهر فنحن نفاوض السيد في المضمون ” ، وكان ما قاله أبلغ ردٍ على صفاقة ووقاحة المبادرة المعاذية التي أضحكته تفاصيلها و كانت فرصة لإضفاء جوٍ من الدعابة على اللقاء حين الحديث عنها . معاذ بدا سعيداً ومزهواً في توجهه للرئيس الأسد من منطلق الند للند في حالةٍ تثير الشفقة والسخرية في آنٍ معاً ، كنا نظن معاذ حتى الأمس القريب مرتهنٌ للإرادة الغربية وأداةٌ طيعة تنفذ رغباتها وحسب ، لكنه كشف عن وجه قبيحٍ لشيخٍ مخادعٍ وأفعوانٍ أطلق لحيته وأخفى بالتقية المزعومة والوطنية ” الخاصة جداً ” خيوطاً تكشف عن ولائه أولاً وقبل كل شيء .. للشيطان ..
ختاماً أقول أن الرئيس الأسد قد رسم لوحة جنيف 2 وما بعدها وحدد مواقع خطوطها العريضة وطبيعة ألوانها فألوان العلم السوري الوطني رمز الوطن والمواطنة طغت في لوحة الأسد على قطع القماش التي يراد لها أن تكون علماً بديلاً اهترأ كما أصحابه في حضرة الوطن والشعب والجيش والأسد . خطوطٌ حمراء رسمها بدقة وعناية مستنداً إلى جدرانٍ صلبة من الدعم الشعبي لقيادته كما إلى حلفاء أثبتت التجربة عميق إخلاصهم بعد أن وجدوا أنفسهم في ذات الخندق معه . دور الأسد في مرحلة المفاوضات ” المزمع عقدها ” أساسي ومصيري ودوره ما بعدها في يد الشعب وللشعب فقط أن يقول كلمته في هذا المجال . حرب الجيش السوري على الإرهاب لا هوادة فيها ولا تراجع قبل تحقيق أهدافها ولن ينفع النواح والنهيق والعويل ونداءات الإستغاثة من الإدريس وصبرا وغيرهما ، ولن توقفها جعجعة جعجع أو ثورنة الحريري أو تواطؤ ميقاتي أو ضعف سليمان و افتقاده لصفات الرئيس القائد في تعديل ما خص الحدود اللبنانية من هذه الحرب . للأعراب أن يتحضروا لمرحلة ما بعد جنيف ويجهزوا أنفسهم لإستحقاقاتها التي يؤمن كثيرون أنها ستطيح بعروش بعضهم وتزلزل الرمال في مشيخات بعضهم الآخر . قواعد اللعبة تتغير بتغير المعطيات على الأرض .. وعلى الأرض في إحدى زوايا الخارطة المرسومة بحرفية وعناية هنالك عنوانٌ فريد لم ينطق به الأسد لكنه إختبأ بين مفردات الثقة والقوة التي نطق بها .. يخاطب العنوان جميع افرقاء العدوان لكنه يخص الأعراب من بنو الآلات إذ يقول : بغالٌ تنهق في الصحراء … وأسودٌ تتسيد الهيجاء ..




  عدد المشاهدات: 1249

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: