الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

إلى متى تفسير الماء بالماء؟-صحيفة تشرين
September 16, 2015 11:12

إلى متى تفسير الماء بالماء؟-صحيفة تشرين

تعقد الندوات وتكتب المقالات وتبث التعليقات المسموعة والمرئية، وكلها في النهاية تركز على ما هو معروف وشائع كمن يفسر الماء – بعد الجهد – بالماء.
ساعات طوال يستمع المشاركون إلى شرح وصفي يريد أن يثبت بأن ما تتعرض له سورية مؤامرة، وأن من يحاربها إرهابيون، وأن السبب في ذلك هو مواقفها الاستقلالية. وهذه كلها أضحت مسلّمات، ليست بحاجة لكل هذا الشرح والتحليل..

تشخيص ووصف للحالة حتى الثمالة.. لكنّ هناك تجنباً لمناقشة مسألة الحلول الواقعية أو كيفية الخروج من هذه المأساة التي يحاول أعداء سورية أن يفرضوا عليها دفع فواتير مواقفها الاستقلالية الشهيرة، بدءاً من الوقوف في وجه الأحلاف في الخمسينات وصولاً إلى دعم المقاومة والانتصار على «إسرائيل» ثلاث مرات في العقد الأول من القرن الحالي..

من الصعب على بلد أن يكون مستقلاً في منطقة عزَّ فيها الاستقلال، عليه أن يدفع الثمن. هذا كله مفهوم، لكن ينبغي التعرض للجزء الثاني من التحليل وهو وصف العلاج، فالتشخيص ليس له معنى إن لم يكن مقدمة لوصف الدواء. هذه قاعدة يعرفها كل من يعرف أن واحد زائد واحد يساوي اثنين.

أسئلة كبرى تطرح: وماذا بعد؟ ما المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه في تدمير سورية؟ وبالمقابل ما المدى الذي يمكن أن تذهب إليه المقاومة المدهشة التي تبديها سورية في وجه هؤلاء؟ ما المدى الذي يمكن أن يصل إليه أصدقاء سورية – روسيا بشكل خاص – في خوض «الجانب الدولي» للمعركة الكبرى حول سورية؟ ثم أي حرب عالمية هذه يدفع ثمنها الشعب السوري من دمه وأرضه وحيداً؟ ما واقعية الحلول والمبادرات المطروحة التي يبدو أنها مجرد كلام في كلام لأن ليس لها أقدام على الأرض؟..

نتابع الأسئلة الحقيقية: لماذا يصرّون على أن مشكلة سورية هي سياسية بينما الآلاف من المرتزقة الإرهابيين يحاولون – بدعمهم – تمزيق الشعب العربي السوري وتدمير بلده؟ أين البعد السياسي لهذه المشكلة ما دام هناك صندوق اقتراع هو الحكم الأوحد – هو الديكتاتور المطلق – في العملية السياسية؟

هل تسمح بريطانيا وأمريكا وروسيا والصين لمسلحين بإصلاح النظام السياسي؟ بل هل تعطي هذه الدول رخصة لأية مجموعة هدفها «إسقاط النظام» ولو بالسلاح؟ تفضلوا و«أسقطوا النظام» عبر صندوق الاقتراع شرط أن تكون الانتخابات نزيهة لا يدخل فيها المال الخليجي الملطخ بدم السوريين؟

ثم.. هل سينسى السوريون أولئك الذين موّلوا القتلة مهما كان مستوى التسامح في هذا الشعب المعروف بتسامحه؟..

هذه غيض من فيض للأسئلة التي ينبغي أن تطرح. فهي تتعلق بالحلول بعد أن مللنا من التشخيص المكرور. هي أسئلة من الصعب الإجابة عليها، ولأنها كذلك فهي مادة جيدة للتحليل وللخطاب السياسي والإعلامي..

بقلم: مهدي دخل الله

مشاركة
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: