الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

أصحاب نظرية المعادلات الصفرية.. هل يتحملون النتائج؟!-صحيفة الثورة
September 16, 2015 11:14

أصحاب نظرية المعادلات الصفرية.. هل يتحملون النتائج؟!-صحيفة الثورة

في لعبة ركوب المخاطر لمراكمة المكاسب التي تلعبها الولايات المتحدة والتي تُورط فيها مجموعة الحلفاء والأدوات الرخيصة باللعب في صفها وإلى جانبها،
اعتمدت واشنطن نظرية المعادلات الصفرية (ربحُ كل شيء، في مقابل جعل الخصم يخسر كل شيء)، وقد بدا واضحاً حتى الآن أنّ البيت الأبيض يتبنى هذه النظرية ويعمل بموجبها ولا يريد التخلي عنها، وما التصعيد الذي وصل إليه في تعاطيه مع الملفات والأزمات الدولية والإقليمية من جانب، ومع الأطراف الفاعلة فيها من جانب آخر سوى الدليل الإضافي الذي يؤكد أن أميركا ذاهبة إلى أقصى ما يمكن الذهاب له انطلاقاً من اعتقادها بأن النجاح سيُحقق لها كل ما أرادت، فيما تعتقد أن احتمال الفشل لن يُكلّفها الكثير، لأن فشل الحلفاء سيُضعفهم والضعف سيرتد عليهم وحدهم بما يجعلهم يرتمون كلياً في أحضانها بحكم الحاجة لها، وأما فشل الأدوات الإقليمية (تركيا والخليج) فما من مشكلة تراها باستبدال الوجوه وبإجراء تغييرات في الشكل يُؤهلها للعبة أخرى تكون المُوجه فيها.‏‏

بحماقتها.. لم تحسب الولايات المتحدة حسابات اللاعبين الدوليين الكبار، وبعنجهيتها، قد تكون شطبت من حساباتها اللاعبين المحليين والإقليميين وقدرتهم على تغيير كل المعادلات، بل وقدرتهم على نسف المعادلة الصفرية التي ابتدعتها، وجعلها ترتد عليها مباشرة، وبالتالي فإن الإدارة الأميركية قد لا تتحمل نتائج الحماقة والعنجهية التي تُعرِّض بهما هيبتها وهيبة شركائها وحلفائها ومصالحها ومصالحهم للخطر الحقيقي، فضلاً عن أنها بسلوكها غير الأخلاقي تضرب العلاقات الدولية ومنظومة المبادىء والقوانين الأممية في الصميم.‏‏

روسيا التي تعيد كل يوم تأكيد مواقفها الداعمة لسورية في مواجهة العدوان والحرب المُعلنة ضدها، إضافة إلى تجديد وتأكيد مواقفها من مُجمل القضايا الدولية المطروحة، وأهمها الحرب على الإرهاب، وتشكيل تحالف دولي وجبهة واسعة لضربه واستئصاله، ربما لن تتوقف عند مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين التي تُحاول واشنطن تعطيلها وإجهاضها، وربما لم تُدرك واشنطن بعد مقادير الجدية التي تتعاطى موسكو فيها مع محاولات أميركا والغرب الاستثمار في الإرهاب لتوليد سلسلة أزمات جانبية، وربما لم تكتشف الولايات المتحدة أنّ كل ألاعيبها وأكاذيبها معروفة ومفضوحة وتكادُ تساوي فرص تمريرها الصفر!!.‏‏

الجيشان السوري والعراقي ومن خلفهما وإلى جانبهما الشعبان السوري والعراقي، ومعهما محور المقاومة والحليف الروسي ومجموعة دول بريكس، والكثير من الأصدقاء، لا تلتبس عليهم الحقائق، وواضحة أمامهم المسارات، وعنها لن يحيدوا، بالثقة والكفاءة والجدارة والاقتدار يعملون، لا لإحباط مشاريع العدوان والهيمنة الأميركية فقط، وإنما لحماية الأوطان والمصالح، ولصون الاستقلال والسيادة، وبعدها لهولاند أن يُثرثر، ولكاميرون أن يُنظِّر، ولأردوغان أن يَحلم، ولمشيخات الخليج أن تَخون، ولجيب بوش أن يَرسم، ولأوباما أن يُلملم حُطام مشاريعه ويَلعقَ جراحه!!.‏‏

بقلم: علي نصر الله


 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: