الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

بين ثبات الموقف وازدواجية المعايير-صحيفة البعث
September 18, 2015 13:08

بين ثبات الموقف وازدواجية المعايير-صحيفة البعث

منذ بدء الحرب الكونية على سورية اتخذت روسيا موقفاً ثابتاً تطور وفقاً لما اقتضته الوقائع على الأرض، وما صدر عن الدول المشاركة في الحرب من مواقف فكانت روسيا سبّاقة في التشجيع على الحوار السياسي بين مختلف التيارات السياسية للانتقال بسورية نحو مستقبل أفضل، وعندما اتضح للجميع أن المراد من الربيع العربي تدمير الأوطان وزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد عبر دعم الفكر التكفيري الوهابي، والذي أدى بالنتيجة إلى انتشار الإرهاب وتفريخ التنظيمات التكفيرية لتحقيق الهدف المنشود بتفتيت المنطقة وتقسيمها وفق ما يشتهي أردوغان وبني صهيون، استخدمت روسيا أربع مرّات حقّ النقض “الفيتو” لوقف شرعنة العدوان على سورية.

واليوم وبعدما أوصدت واشنطن كل الأبواب في وجه الحلول السياسية، وبرّرت دعمها للتنظيمات التكفيرية بتسميات تجميلية بهدف إطالة أمد الحرب عبر الاستثمار في الإرهاب حتى تدمير سورية وإعادتها إلى القرون الوسطى ونضوب آخر قطرة نفط لدى حكام الخليج الحمقى، اتخذت موسكو خطوة متقدمة أخرى للحؤول أولاً دون انتشار الإرهاب الذي بدأ يهدّد الأمن القومي الروسي والعالم عموماً، وثانياً لتقول لحكام أمريكا وبريطانيا وفرنسا أن زمن تحكمكم بمصير الشعوب والعبث بأمن الدول التي لا تسير في ركبكم قد انتهى وعليكم إما العودة للغة العقل لحل المشاكل العالقة وتجنيب العالم ما لا يحمد عقباه، وإما التصعيد في الميدان وفي هذا سيكون انتحاركم فالسوريون الذين دفعوا أثماناً باهظة تكلفة لحرب ظالمة فُرضت عليهم لديهم أصدقاء يمدون لهم يد العون لرفع الظلم وتحقيق الانتصار.

إذن وبالنظر إلى ما أعلنه السيد الرئيس بشار الأسد خلال مقابلته مع وسائل إعلام روسية وإلى ما صدر عن الدبلوماسية الروسية خلال الأيام القليلة الماضية من مواقف يدلل على مدى التماهي بين الموقفين السوري والروسي في القضايا الأساسية، والتي أكدت على أولوية مكافحة الإرهاب حيث أنه لا يمكن تنفيذ أي شيء على أرض الواقع قبل هزيمة الإرهاب، وبالتالي يصبح أي كلام في السياسة لا قيمة له ويُعدّ تفصيلاً، في هذه المرحلة، بالنظر إلى ما وصلت إليه التنظيمات التكفيرية من قوة وانتشار.

بالمقابل اتضحت حقيقة ما يريده الغرب الاستعماري من مجمل ما يجري في سورية، والتي تؤكد أنها ماضية في دعم التكفيريين في محاولة لخلط الأوراق من جديد، حيث أعلنت كل من بريطانيا واستراليا وفرنسا عزمها اتخاذ تدابير عسكرية ضد الدولة السورية مستندة إلى تحريف مقصود لنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وذلك في تناقض فاضح معه ومع قرارات مجلس الأمن، وهذا يضيف دليلاً جديداً على عدم الجدية في محاربة الإرهاب، فمن يدعم التكفيريين لم يضع في حساباته إيجاد مخرجات لأزمات منطقتنا وهو ما يُعدّ استمرار لازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب مع الدول الأخرى.

موسكو التي قدّمت وستقدّم لسورية المساعدات العسكرية والتقنية لمكافحة الإرهاب ترحب بكل الجهود الخيرة والجادة للقضاء على آفة الإرهاب وهي بذلك تعطي فرصة لمن لا يزال يتبع سياسة حافة الهاوية ويمشي على حدّ السكين لتصويب مواقفه والنزول عن شجرة المطالب التي تُعدّ بالمجمل تدخلاً سافراً في شؤون دولة مستقلة، والمساعدة في الحرب على الإرهاب ويترك الشأن السياسي لمعالجته عبر الحوار بين السوريين وهذا ما يمكن أن يساعد عليه انعقاد جولة مشاورات جديدة في موسكو تمهيداً لمؤتمر جنيف3، وغير ذلك وفي حال استمرار الغرب في سياساته العدوانية التي ينتهجها الآن عليه أن يتحضر لهجمات إرهابية ربما تكون خارج توقعاته.. الفرصة لا تزال متاحة لتجنيب العالم ما لا يحمد عقباه.

عماد سالم

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: