الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

الدوافع الخبيثة لاستهداف الشرعيّة-صحيفة البعث
September 30, 2015 11:24

الدوافع الخبيثة لاستهداف الشرعيّة-صحيفة البعث

لم يكن السوريون مراهنين على اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، بعد أن أنجز صمود دولتهم الوطنية ماأنجزه، لأنهم مدركون أبعاد اشتراك دول عديدة وكبيرة في التضليل الإعلامي، وتزييف الوعي، ودعم الإرهاب العابر والجوال.. وصولاً إلى هدف أساسي وكبير هو إضعاف دولتهم الوطنية ببنيتها ووظيفتها ومقوّماتها. انطلاقاً من تركيز خبيث وجبان على شرعية قيادتها السياسية.

بالمقابل، فإن صوت الحق في العالم لا ينكسر، فقد سمعنا ما كنّا نتوقعه من دول كبرى فاعلة في المجتمع الدولي، تنحاز تاريخياً إلى جانب الحق ومناهضة الهيمنة والقطبية الأحادية، وتدرك في هذا السياق أن ماتتعرض له سورية شعباً وقيادة يأتي في سياق النيوكولونيالية والامبريالية المتوحّشة المعاصرة التي اعتمدت اليوم الفتن الداخلية والحروب الأهلية، والإرهابيين، وسيلة لتحقيق طموحاتها في زعزعة الأمن والاستقرار والتقدم في العالم.

ففي الوقت الذي كان يتبجّح فيه أوباما بالقوة الأمريكية في العالم، رد الرئيس الصيني جين بينغ بهدوء وتواضع وثقة: «إن العالم اليوم أصبح متعدد الأقطاب، وهذا يعتبر تحوّلاً لا رجعة عنه». بينما واصل الرئيس بوتين الدفاع عن سياسة بلاده ودورها وحقّها في دعم شرعية الدولة الوطنية السورية، ومحاربة الإرهاب فيها وعليها، وأدرج هذا في سياق الاستمرار في ذلك «قدمنا الدعم… وسنقدم…» فقال: «لا يمكننا بعد اليوم التسامح مع الحالة الراهنة للوضع القائم في العالم».

إذن، نحن اليوم أمام عالم يتشكّل من جديد، فيه تحولات مهمّة أطلقتها الحرب الكبرى على الدولة الوطنية السورية. فالقضية صارت بجدارة ذات بعد دولي ينطلق من وعي آخذ في النمو والتبلور لمخاطر الدوافع الخبيثة لاستهداف شرعية هذه الدولة.

في البداية كان يخيّل للمرء أن هذه التصريحات المناهضة للشرعية تصدر عن حقد شخصي على مقام الرئاسة، ليتضح فيما بعد أن الحقد سياسي وبالدرجة الأولى، لأن الأحداث أكدت من جديد أن السيد الرئيس حامل أساسي لصمود الدولة، وهو صمّام أمان وطني وقومي. إنه القائد الذي لم ولن يلين في هذا المعترك المصيري الصعب، لذلك لجأ أعداء الشعب والوطن والأمة إلى مخاتلة ربط مستقبل الأوطان بشرعية قيادتها السياسية وخيارات الشعب. ومن هنا أتى الرد التاريخي الحازم للرئيس بوتين: «إن أوباما وهولاند ليسا مواطنَين سوريين، ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير دولة أخرى»، وهو في سياق الرد والاستراتيجيات التي تعزز، بل تمنع سقوط الدولة الوطنية.

لقد أصبحت جماهير شعبنا، وقوانا السياسية الوطنية والقومية التقدمية على امتداد ساحات الوطن والأمة على يقين من أن الاستهداف المبرمج والواسع للدولة الوطنية العربية السورية: مؤسسات ونهجاً ودوراً هو استهداف ليس طارئاً، لأنه مقترن ومنذ زمن طويل بأطماع صهيو-أطلسية رجعية عربية لاتريد أبداً للمشروع الوطني العروبي أن يستحصد نتائج حركة التحرر الوطني والاستقلال العربية.

وأصحاب هذه الأطماع في حرج اليوم من أمرهم بعد أن تأكد لهم ولغيرهم أن أطماعهم وخططهم لا حامل لها إلاّ الجماعات الإرهابية التكفيرية. وأمام هذا الحرج هم مضطرون للقفز فوق الحقائق والواقع بعد أن ارتدّ إرهابهم إلى نحورهم، فيتذرّعون بضرورة محاربة الإرهاب ثانياً، إذ إن أولويتهم المعلنة هي الانقضاض على خيار الشعب وشرعيّة قيادته السياسية.

فصارت محاربتهم الإرهاب هي في الواقع استمراراً لدعمه، وتقويضاً لمقومات شرعية الدولة الوطنية القوة الأكبر في مواجهة الإرهاب، وهذا ماكان واضحاً في كلمات أوباما وهولاند وابن ثاني. فمن يحارب أذرع القاعدة يلتزم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعليه أن يقف إلى جانب الجيوش الوطنية العربية التي تحارب الإرهاب في سورية والعراق ولبنان ومصر واليمن وليبيا، وليس إلى جانب الرجعية العربية والعثمانية الإرهابيتين.

إن جماهير شعبنا: أحزاباً ومنظمات ونقابات وقوى سياسية وأكاديميين ومثقفين وطنيين ورجال دين مستنيرين، تقف بصلابة خلف دولتنا الوطنية، منعاً لاختزال دور سورية الحضاري والمصيري باستهداف شرعيّة قيادتها السياسية.

بقلم: عبد اللطيف عمران


 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: