الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

معطف الشرعية السورية-صحيفة تشرين
October 04, 2015 10:58

معطف الشرعية السورية-صحيفة تشرين

يبدو أن الجغرافية السورية بدأت تشهد ارتفاع حرارة مكافحة الإرهاب ودكّ معاقله على نحو لامثيل له وغير متوقع بأن يكون بمثل هذا اللهيب الذي بات يتناول أهدافه بدقة، ومن دون تهويل أو تبجح، وبخاصة بعد أربع سنوات ونصف السنة من انتشار الإرهاب التكفيري الضارب، وذلك بعد القرار الروسي الذي تم بطلب من الحكومة السورية بدعم الجيش العربي السوري جوّاً في مكافحة الإرهاب… هذا الدعم الذي أقلق دول التآمر، فبدأت وسائل إعلامهم حملاتها الإعلامية المضلّلة لحرف مهمة روسيا وحلفائها عن مسارها في محاربة الإرهاب.. هذا الإرهاب الذي أخذ يتمدد وينتشر على نحو هدّد، ويهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، وكل الدول التي قد يرتد إليها، أو تلك التي ينتشر فيها.

ومن هنا ثارت ثائرة الدول التي سعت إلى مؤامرة «الربيع»، ومشروع التقسيم، وتعالت تصريحاتهم، لتزيد من خطر الاحتمالات، بحواملها العسكرية والسياسية، وقد باتت تخشى عواقب ما هو قادم لسورية من حلول المسارات الصحيحة التي ترسم أهدافها بناء على شرعية سيادة الدولة، وأخلاقيات احترام المواثيق والعهود الدولية، وبما تبنيه من تنسيق مع الشرعية السورية، وبما تحدده المعطيات القادمة استناداً إلى ملفات المفاوضات والحلول السياسية، سواء في جنيف «3»، أو ماوافقت عليه الدولة السورية والمعروف بلجان ديمستورا، والتي لم تر الدولة السورية مانعاً من التعامل معها مادامت غير ملزمة، ما يبرز وجه سورية المتعاون دائماً، مع عشرات الطروحات التي تقدم، والمبادرات التي تدرس وتناقش على أرض الواقع، وضمن سيادة الدولة.

ومع أن الحل الأول والأخير حالياً لفرض الأمن والاستقرار، هو التعاون مع الجيش العربي السوري ودعمه في الميدان، ضمن أي حلّ أو مبادرة، أو مفاوضات، لكن من استمرأ لغة الإرهاب، ودعمه، وتسليحه، وتمويله، وتسهيل حركته، لم يستطع أن يتمالك نفسه في غمرة الصمود الأسطوري للجيش السوري والشعب السوري معاً، وقيادته الحكيمة، في مواجهة الإرهاب، فزاد من حدة التصعيد اللفظي الإعلامي، والعسكري الميداني، والتشدّد في التصريحات الكاذبة والمضللة، التي تتالت من أحد أفراخ آل سعود، وأدواته والغرب الاستعماري، وهولاند وغيره، وباتت صيغ القلق تدخل في معادلات السؤال: ماذا يجري، وكيف؟ بعد كل هذا الدمار والخراب في سورية والمشروع التقسيمي الذي أرادوا تنفيذه فيها، ولايريدون له أن ينتهي، معرقلين جميع الحلول، وعاملين على إيجاد خلل في التوازنات الدولية بأي طريقة أو أسلوب كان.

سورية التي أكدت في المحافل الدولية، أنها مؤمنة بتطبيق قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، هي نفسها اليوم تؤكد للمجتمع الدولي نفسه، أن الانتصار على الإرهاب يمكن تحقيقه إذا ما نفذت الدول الداعمة والممولة للإرهاب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي تقضي بوقف تدفق الإرهابيين وتجفيف منابع الإرهاب، بمنتهى الصدق والإرادة، عندها يبدأ العد العكسي للأزمة في سورية.. وهذا، بالطبع يترتب عليه، النظر إلى آلية مكافحة الإرهاب ومحاربته على أنه أولوية قبل السير في المسارات الأخرى التي تؤمن بها سورية عبر الحوار الوطني السوري – السوري، من دون أي تدخل خارجي.

لقد أثبتت الدولة السورية اليوم صوابية رؤيتها، عندما أكدت في كل ماقدمته من مراسلات، ورؤى إلى المجتمع الدولي بمجلسه، وأممه، ومنظماته، أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون الأولوية التي يبنى عليها كل شيء، والمدخل إلى أيّ حلّ سياسي لإنهاء الأزمة، بما يعني ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار أولاً، لكن دول المؤامرة لم تنصت إلى مضامين هذه الرؤى، وهي الضالعة في مشروع تدمير الدولة السورية، فأشعلت حربها الإعلامية المضلّلة منذ بدء الحرب على سورية، هذه الحرب في جانبها الإعلامي تحاول اليوم حرف التحالف الروسي- الإيراني- السوري والمقاومة، عن مسار مهمته التي ستحفظ أمن العالم من الإرهاب المتمدد والمنتشر.

إن الدخول الروسي إلى الأراضي السورية بمعطف الشرعية السورية، له دروسه التي على الغرب أن يفهمها، ويعيها جيداً من حيث ضرورة التنسيق مع الدولة المعنية واحترام سيادتها.. ومن هنا نستطيع القول إنه آن الأوان فعلاً لمكافحة الإرهاب مكافحة حقيقية وجديةً لاتتم إلا عبر دعم الجيش العربي السوري في مكافحته للإرهاب، كما آن الأوان كي يعي، ويرى «تحالف» واشنطن المنعكس في الإرهاب والمسؤول عن تبعاته الكارثية بعين مصلحة الشعوب، عندها سيدرك كم قدمت سورية من خدمةٍ وحماية للعالم بصمودها وتصديها الأسطوري للإرهاب، نيابةً عن دوله أجمع.

بقلم: رغداء مارديني 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: