الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

تحالف الأخلاق الاستراتيجي-صحيفة تشرين
October 18, 2015 04:19

تحالف الأخلاق الاستراتيجي-صحيفة تشرين

عندما تدعو روسيا دول العالم إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها وإنشاء تحالف أوسع لمكافحة الإرهاب، ولاسيما تلك الدول التي أخرجت أفاعي الإرهاب من جحورها ومدّتها بكل أسباب الحياة والقوة والدعم, فهذا يعني أن على تلك الدول أن تستجيب لدعوةٍ مضمونها صدّ الخطر المحدق الذي لايهدد بتمدده, وانتشاره, وإرهابييه, أمن سورية وروسيا فحسب, بل يهدّد أمن المنطقة والعالم كله, ولاسيما تنظيم «داعش» الذي يقوم حالياً حلف المقاومة الأخلاقي بقطع شرايينه على الأرض ومن الأجواء السورية، بطلب من القيادة السورية, وبالتنسيق معها.

ومن هنا، ينظر إلى دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنها مؤشر على هذا الفهم العميق لخطر الإرهابيين من قبل الآخرين على أمن دولهم القومي.. فكيف سيكون الحال بعدما يعود الإرهابيون بفكرهم المتطرف، ودمويتهم وإرهابهم وخبرتهم القتالية العالية، وكذلك التبعات الكارثية على أي مجتمع يحلّون فيه؟! وهذا ما نبهت إليه, مراراً وتكراراً, وأكدت عليه الدولة السورية، وقدمته موّثقاً للعالم أجمع ومنظماته, على مختلف اختصاصاتها، وحذّرت من مغبة التغاضي عن حقيقة وجودالإرهاب وتمدّده وأثره في بنية المجتمعات.. لكن العالم كان أذناً من طين وأخرى من عجين, ولم يرد أن يدرك أن هذه الخطورة قد تمتد إلى أصقاع العالم, ولاسيما الدول الغربية التي أعمتها أطماعها عن رؤية خطورة ما صنعت يداها.

فعندما يكرر الرئيس بوتين، تحذيره، مراراً، من أنه يجب على رابطة الدول المستقلة أن تكون مستعدّة للتصدّي لمحاولات الإرهابيين التسلل إلى آسيا الوسطى من أفغانستان, مع معرفته بأن الوضع في أفغانستان على وشك أزمة فعلية، يزداد فيها نفوذ الارهابيين الذين لا يخفون خططهم التوسعيّة في المستقبل, فهو بذلك يؤكد, ما أكدت عليه, وطالبت به الدولة السورية التي كان مطلبها الأول في مسار الحل السوري هو ضرورة العمل الجاد على مكافحة الارهاب في المنطقة والقضاء عليه. ولا شك في أن مركز التنسيق المعلوماتي, ومقره بغداد, هو خطوة متقدمة لكل مَنْ يريد «حقيقةً» التنسيق والتعاون لمواجهة هذا الإرهاب المتمدّد.. وكل قول خلاف ذلك هو هراء يجافي الحقيقة, وبخاصة بعدما شاهد الإنسان العربي بأمّ عينه في المنطقة، كيف أخفقت واشنطن, هي وأدواتها, في تحالفها المزعوم في القضاء على الإرهاب ومنع تمدده, وانتشاره, بل إنها, حسب تأكيدات شهود العيان والأخبار, كانت تعمد إلى تقديم المساعدات الكبيرة لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتالياً, كلّ التنظيمات الدائرة في فلك الإرهاب على الأرض السورية.

فالحقيقة التي بنيت عليها أرضية مكافحة الإرهاب في المنطقة، والتي على المجتمع الدولي أن يعيها جيداً، هي أن الإرهاب الذي صنع بعلامته الأمريكية -الإسرائيلية سيكون وبالاً كبيراً على المنطقة والعالم، لجهة تمدّده, وانتشار أفكاره وأحلامه في التوسّع، استناداً إلى القاعدة المذهبية والطائفية التي رسمت مشروعاً خبيثاً لهذه المنطقة، خدمةً لأمن «إسرائيل» واستقرارها وتسيدّها بين كيانات طائفية ضعيفة لا حول لها ولا قوة.. ومن هنا, لابد من ضرورة أن تتوسع دائرة مكافحة الإرهاب عبر الدخول الجاد للدول فيها… الدول التي لا تبني سيادتها على أشلاء دول أخرى وسفك دماء شعوبها، وإنما الدول التي تحفظ للقانون الدولي سمعته من حيث الحفاظ على سيادات الدول، وعدم التدخل في شؤونها.

ما يجري في أجواء سورية، وعلى أرضها في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الحرب على سورية هو بداية طريق مكافحة الإرهاب مكافحة حقيقية ووضع الأمور في نصابها، انطلاقاً مما أكدت عليه الدولة السورية، ومازالت، من أن خطر الإرهاب سيطول عمق العالم إذا لم يجرِ التصدي له بكل فعالية وجدية.. وما العناوين التي يسجلها التنسيق والتعاون العالي المستوى بين سورية وروسيا، وإيران، والعراق، والمقاومة الوطنية اللبنانية، إلا اللوحة الأشمل في التعاطي مع ملف الإرهاب الذي بنت عليه دول المؤامرة مشروعها الاستعماري واستراتيجيتها المصلحية المتكاملة.

نهاية القطب الواحد، باتت وشيكةً، وقد بدا في الأفق توازن القوى في الحضور الدولي, وما محور دول احترام السيادات والقانون الدولي إلا المثال الذي يجب أن يحتذى للمحافظة على السلام في العالم.. السلام القائم على احترام إرادات الشعوب وقراراتها وسيادتها.

نسور الجو في سورية يصنعون أروع الملاحم والبطولات بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في سماء سورية, وكذلك أبطال الجيش العربي السوري في عملياتهم الهجومية على الأرض.. إلى كل هؤلاء.. حوامل النصر، في مهمتهم الجليلة تتمّ مكافحة الإرهاب والإرهابيين, عبر تحالف السياسة الأخلاقي الاستراتيجي، بعيد الرؤى.. قريب الأهداف, الذي لا يلين حيث ينبغي الحزم والشدة.

بقلم: رغداء مارديني 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: