الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

المكتوب… والسعودية عنوانه..؟!بقلم: أسعد عبود
December 09, 2015 12:42

المكتوب… والسعودية عنوانه..؟!بقلم: أسعد عبود

يفترض أن بعض نتائج اجتماع السعودية للمعارضات السورية تسبق هذه المقالة للظهور, لن أراهنكم على شيء, انا أتمنى أن تستطيع السعودية تحقيق أي خطوة كانت على صعيد توحيد المعارضات.. لكن… لن أنتظر النتائج، لأنني بذلك أكون كمن يضحك على عقله, الطبخة أغرب مما يتوقعه المنطق وأعقد بكثير مما تستطيع فعله السعودية… هذا ناهيك عن عناصر الطبخة المستحيلة تماماً.‏

الذين خلف الاجتماع من داعين إليه ومؤيدين له ومتابعين ومراقبين وولاة أمور… كل هؤلاء أعلم مني باستحالة أن يحقق هذا الاجتماع أي نتيجة يمكن الاعتماد عليها.‏

أول ما يلفت النظر هو شبه اللامبالاة التي تبدو على الموقف الغربي من الاجتماع… ولم تظهر واشنطن الداعية إلى اجتماع آخر ذي طابع دولي عندها هذا الشهر كثرة تعويل على اجتماع السعودية ليشكل لها خطوة مسبقة داعمة, هي تعلم بحكم ما تعلمه عن الطبخة كلها وما يبدو كأنه ورطة من حيث الداعين والمدعوين… وخصوصاً من حيث الطابع الاستعراضي لاجتماع السعودية, فالغرض منه التذكير بدور المملكة فيما قد يصل له الاجتماع الدولي وما يليه، فالاجتماع يأتي في إطار ما مضى وليس في إطار ما هو قادم، على الرغم من اتصال وزير الخارجية السعودي بنظيره الروسي سيرغي لافروف.‏

فجأة ودون أي توضيحات تقرر السعودية أن عديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة هي معارضة معتدلة فتدعوها إلى اجتماعها الميمون. ولم.. ولن… ينسى زهران علوش وغيره من أمثاله أن يمطر مواقع الحياة المدنية في سورية وبينها العاصمة دمشق بوابل من قذائفه كي يؤكد للسعودية ومن خلفها ومعها والمجتمعين في حضرته… أنه لن يتخلى عن الارهاب وإلا ماذا يبقى له…؟! هو من هذه الناحية يشبه السعودية حيث تخشى اتجاه الامور بسورية للحل ولا تجد اجابة على السؤال : ماذا يبقى لها بعدئذٍ!؟.‏

لن تستطيع السعودية بالمطلق خلق حالة تفاهم ولو شكلية بين المجتمعين عندها… بل على العكس ستظهر شدة تناقضاتهم وتشتتهم… سواء معارضات سياسية مدنية أم معارضات عسكرية ارهابية. الاجتماع سيوقع معظمهم في فخ اظهار الرغبات المكبوتة من أجل الوصول إلى حصة من الكعكة التي يتوهمون، وهو ما سيظهر شدة الحلافات بينهم التي قد توصلهم إلى فك بعض التحالفات القائمة اليوم.‏

الأهم من ذلك كله هي النيات السعودية… فلو أن المملكة رغبت فعلياً ووجدانياً بتحقيق خطوة فاعلة على طريق الحل في سورية لكان أمامها أكثر من طريق أسهل وأيسر بكثير من محاولة دمج زهران علوش وأحرار الشام مع حسن عبد العظيم ولؤي حسين والنخبة الثقافية المستوطنة أوروبا… وغيرهم… وأسهل بكثير من أي احتمال لتوحيد مواقف التنظيمات المسلحة عندما يكون المطروح، مستقبل سورية.‏

نعم لدى السعودية أوراق مهمة وفاعلة يمكن أن تستخدمها لإحداث دفع ايجابي في الحالة السورية.. لكنها ما زالت تحلم بالإمساك بسورية كورقة ضغط في الصراعات الاقليمية والدولية… وبنية سيئة كهذه كيف يمكن أن تكون نتائج الاجتماع العتيد.‏ 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: