الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

العدوان الغربي و”مؤتمر الرياض/ بقلم: أحمد حسن
December 09, 2015 12:44

العدوان الغربي و”مؤتمر الرياض/ بقلم: أحمد حسن

موضوعياً، لا يمكن الفصل بين التوغل البري التركي المدعوم أمريكياً في العراق، وقصف طائرات “تحالف أوباما” لنقطة عسكرية سورية في دير الزور، ومفارقة انعقاد مؤتمر للمعارضة “المعتدلة” في الرياض، عاصمة الدولة التي أعلن نائب المستشارة الألمانية، نفاد صبر الأوروبيين من رعايتها للتطرف في بلادهم، وقال: “إن فترة التغاضي عن ذلك قد انتهت”.

وبعيداً عن كمّ النفاق في المفارقة الأخيرة، فإن ما سبق يندرج في خط واحد، محاولة إيقاف الاندفاعة الميدانية الأخيرة للجيش السوري وحلفائه، وحماية الورقة الإرهابية، والدليل أن النقطة العسكرية السورية المستهدفة هي نقطة مواجهة مباشرة مع “داعش”، الذي يدّعي هذا التحالف محاربته، فيما بعض من يحضر في الرياض هو ابن شرعي للقاعدة كما يعرف الجميع.

وإذا كان للغزو التركي أبعاد سياسية متعلقة بمحاولة أردوغان تصدير أزمته للخارج، وإعادة تنصيب نفسه لاعباً لا يمكن تجاوزه، وربما محاولة معرفة رد فعل الطرف الآخر للبناء عليه في “حلم” تكرار الأمر ذاته في الأراضي السورية، وأبعاد اقتصادية تتعلق بخط الغاز القطري والمساومة على إمراره في أراضي العراق للالتفاف على العقوبات الروسية، فإن العدوان على قوات الجيش العربي السوري قد يكون مناسبة لإثارة بعض المسائل أمام بعض اليساريين والقوميين ودعاة حقوق الإنسان المشاركين في “مؤتمر الرياض”.

وبعيداً عن مطالبتهم بما لا يقدرون عليه، مثل استهلال الجلسة بإدانة صريحة للعدوان المباشر على الجيش السوري، أو بوقفة تضامنية مع “أشرف فياض” المحكوم بالإعدام في المملكة لأجل قصيدة، أو مع مناضلي الحرية الذين ينتظرون الإعدام في السجون القريبة من مقر الاجتماع، إما لمطالبتهم بالحرية أو لأنهم طعنوا في الذات الملكية..!!.

بعيداً عن ذلك كله نود سؤالهم: كيف يمكن إخراج ورقة عمل مشتركة ذات بعد وطني ديمقراطي تعدّدي مع من وصفهم “روبرت فيسك” بأنهم “يمثلون تنظيمات إرهابية تتلقى تمويلاً من الخارج، وتنظيمات لم يعد لها وجود على أرض الواقع”؟!!، وكيف يمكنهم الادعاء بالقرار السوري المستقل في ظل الغطاء و”الضيافة السعودية” المألوفة لقرّاء “ويكيليكس”، وفي ظل وجود المبعوث الأميركي مايكل راتني والبريطاني غاريث بايلي، وسواهم، في الأروقة المجاورة “لبذل جهود قد تُطلب منهم خلال أعمال المؤتمر”؟!!.

والأهم ألا يفترض بهم التوقف ملياً أمام تأكيد “جون كيري” قبل بدء أعمال المؤتمر بيومين: “أن المعارضة السورية اختارت أعضاء الوفد المكلّف بخوض المفاوضات”، ليسألوا أنفسهم إذاً ماذا نفعل في الرياض سوى المساهمة في تشكيل “وفد السعودية”؟، عبر تبييض صفحة عدد معتبر من الإرهابيين الحاضرين، ولعب دور “حصان طروادة” الذي سيدخل فيه هؤلاء مع ممثلي دول التنوير النفطي إلى صلب الحياة السياسية والعسكرية السورية كما يأملون..!!.

ولأننا نريد النظر إلى الشق المملوء من الكأس، فعلينا أن ننتظر معجزة من قبيل أن يعلن البعض، وبشجاعة، من قلب الرياض أن الوقت قد حان للكف عن الرهانات الخاطئة، التي أثبتت سنوات الأزمة، ودماء الشعب السوري بكل أطيافه، أنها خاطئة ومدمّرة للجميع، وأنه وقت الاعتراف بعوامل وحوامل الصمود السوري الكبير، والتغيّرات الدولية الكبرى التي بُنيت عليه مثل “تفاهمات طهران التي وضعت دعائم تحالف إقليمي دولي جديد”،

سيكون له تأثيره الكبير على الخريطة السياسية القادمة، كما لحقيقة أن “إسقاط السوخوي” هو حدث لن يكون ما بعده شبيهاً بما كان قبله، وأيضاً لحقيقة وصول السكين الداعشية إلى الذقن الأمريكية الأوروبية.

وبالمحصلة، العدوان الجديد لـ “تحالف أوباما” جاء ليقدّم دفعة معنوية للمجتمعين في الرياض، ويجيب في الآن ذاته عن تساؤل “فيسك” المتعلق بمن “سيقوم بتمثيل تنظيم داعش الإرهابي الذي يطبّق تقاليد الحركة الوهابية بكل وحشيتها ويحصل على تمويله من السعودية في مؤتمر الرياض..!!”، لكن الرد الميداني السوري في ريف حلب جاء ليقدّم جواباً بليغاً على رسالة “أوباما”، فهل يقرأ بعض السوريين الموجودين في “الرياض” ذلك؟!!. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: