الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

توقيت يقود المرحلة- بقلم: رغداء مارديني
February 29, 2016 00:53

توقيت يقود المرحلة- بقلم: رغداء مارديني

يأتي توقيت إعلان انتخابات مجلس الشعب في موعدها الدستوري في ذروة الحديث الدولي وبحثه عن حلّ سياسي للأزمة في سورية ، وقبل يومين من تبنّي مجلس الأمن الاتفاق الروسي ـ الأمريكي بشأن وقف العمليات القتالية في سورية.. مع تجديد الدولة السورية تمسكها بسيادتها, ووحدة أراضيها, ومطالبتها الدائمة بضبط الحدود, ووقف دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، والكف عن تعزيز قدراتها.. وعلى الرغم من بعض المساعي الخارجية، ولاسيما من دول المؤامرة والعدوان على سورية، وعملهم على إفشال ووأد أي عملية دستورية فيها، فإن سورية, وعبر رسائلها للخارج, كانت دائمة التعبير عن تصميمها على إجراء الإصلاحات، وأنها كانت وستبقى مَنْ يقود تلك الإصلاحات مسنودةً بإرادة شعب قدم الكثير من الدماء والتضحيات.

والاستحقاق الدستوري في سياقه هذا، لهو حق دافع عنه هذا الشعب, وناضل, وصمد, وصبر في وجه أشرس حملة استعمارية طالت سورية والمنطقة.. هذا الحق الذي كفله الدستور، وهو أسمى معاني المواطنة من منطلق الواجب الوطني الذي على كل أفراد الشعب ممارسته والمشاركة في إنجاحه.

كثيراً، ما تحدث الخارج عن «فترة انتقالية» في سورية، يراها السيد الرئيس بشار الأسد ويعرّفها بلسان السوريين، بأن الانتقال يفترض أن يكون من اللااستقرار والإرهاب إلى الاستقرار والأمن والأمان الذي يشكل المناخ المناسب لإجراء إصلاحات سياسية ودستورية يتطلع إليها الشعب السوري.

وها هو الشعب السوري يتطلّع اليوم, وبعيون يملؤها الإصرار على النصر, إلى انتخاب مؤسسة تشريعية في مرحلة استقرار تتناسب مع صمود سورية ونضالها، ضارباً عُرض الحائط بكل الحسابات الخارجية التي عزف عليها المتآمرون الذين حاولوا شلّ كل مفاصل الدولة وتعطيل الحياة الدستورية فيها.

إن سورية بإعلانها إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها الدستوري تقدم وجهاً ناصعاً لصمودها الأسطوري، وحق أبنائها في ممارسة حق الترشح والانتخاب الدستوري، في غمرة الحرب الإرهابية الكونية التي تشن عليها, وتهدف, أول ما تهدف إليه, تدمير الدولة السورية بكل مؤسساتها والنيل من سيادتها وممانعتها ومقاومتها.

أبناء سورية الذين تحمّلوا خمس سنوات مريرة من الإرهاب التكفيري الأسود، ليست من عمر الزمن التاريخي، لما تعرضت له دولتهم من تدمير, وما تعرضوا له من إرهاب وتشريد وذبح من تنظيمات الإرهاب، ومَنْ يشّدُ على أيدي هذا الإرهاب بالدعم والتمويل والتسليح بزعم «نشر الديمقراطية» بلبوس «الربيع العربي» المزيف الذي راحت تعمل من خلاله دول المؤامرة على تقسيم دول المنطقة وبخاصة سورية وفق خطوط مشروع استعماري مرسوم ومبيّت قلّ أن يوجد له مثيل في العصر الحديث… أبناء سورية يبرهنون اليوم، كما برهنوا سابقاً, وللعالم أجمع, ولاسيما رعاة الإرهاب وأدواتهم أنهم, وفي كل الظروف الصعبة التي تمر فيها سورية، واعون ومؤمنون بقدراتهم وبقدرات جيشهم وقائدهم، ومتمسكون بمؤسساتهم الدستورية، ليفعّلوا من خلالها حضورهم ومشاركتهم كأنموذج حضاري وديمقراطي حقيقي «صُنع في سورية» ولم يستورد أو يصّدر من الخارج, عبر ما يقومون به من واجب وطني وأخلاقي تجاه وطنهم، من خلال ممارسة حقهم,
وفق ما نص عليه الدستور, في انتخاب أهمّ مؤسسة تشريعية، للمواطن السوري الدور الأكبر والأهم فيها، في بناء المجتمع.

لا شك في أن إعلان انتخابات مجلس الشعب في موعدها، في هذا التوقيت دليل على أن سورية, بشعبها الصامد وقيادتها الحكيمة، وجيشها المتقدم في دحر الإرهاب والضامن الحقيقي لسيادة البلاد ووحدتها لهذه المرحلة الصعبة التي تمر فيها البلاد, بدأت تقود مرحلة جديدةً «انتقاليةً»، كما يريدها السوريون أنفسهم، وهم يقدّمون الأنموذج الأكبر للعالم في قدرتهم على الصمود والعطاء والمشاركة في مفردات العمل السياسي والدستوري، من دون إملاءات أو شروط من الخارج، أو ارتهان له، على نحوٍ يتخطى أخطر مؤامرة عرفتها البشرية. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: