الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

عندما يصبح الإرهابي “مجاهداً”؟! / بقلم : عماد سالم
May 13, 2016 05:42

عندما يصبح الإرهابي “مجاهداً”؟! / بقلم : عماد سالم

على ذمة الأمريكيين، فإن “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” ليسا إرهابيين، لأنهما ملتزمان بـ”التهدئة”، و”جبهة النصرة” كذلك إذا أعلنت فك الارتباط بتنظيم القاعدة؟!، وبالتالي فإنه حسب الإدارة الأمريكية كل من شرّد وقتل وأكل الأكباد ونكّل بالأهالي وارتكب المجازر، وآخرها بالأمس في الزارة بريف حماة، وكل من نهب وسرق المعامل ودمّر البنى التحتية بات بجرّة قلم “معارضة مسلّحة معتدلة”، وبوسعه أن يجلس على طاولة الحوار ليقرر مستقبل سورية.

وهنا نسأل: لماذا شكّلت أمريكا تحالفها العتيد لمحاربة الإرهاب طالما أن كل فروع القاعدة والمنشقين عنها هم “مجاهدون” ويسعون لنشر قيم الديمقراطية والعدالة في بلادنا؟!.. وفي سبيل تأمين الحماية لهم منعت إعلان قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية، وسارعت لإبرام اتفاق وقف الأعمال القتالية عندما وجدتهم قاب قوسين أو أدنى من الاندحار والعودة إلى أرض المفرّخين والمموّلين والداعمين، وغضّت الطرف عن انتهاكاتهم اليومية للاتفاق، والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء جلهم من النساء والأطفال والشيوخ، ناهيك عما ألحقته من أضرار بالممتلكات العامة والخاصة، وبعد كل ذلك يتحدّثون عن قرب التوصل إلى التسويات.

يمكن الاستنتاج، حسب الأمريكيين أيضاً، أن الإرهابي هو من لا يريد ترك بيته لشذاذ الآفاق، والجندي الذي بذل روحه رخيصة في سبيل الحفاظ على الوطن، والسياسي الذي يرفض المساومة على المبادئ واستقلالية القرار، بعبارة أخرى الإرهابي كل من لا يدور في الفلك الأمريكي ويرفض الانبطاح والتسليم بإملاءات الأمريكيين وبني صهيون.

لقد بات واضحاً لكل ذي عقل وبصيرة ما يخطط له الغرب لعموم منطقتنا والذي يمكن إيجازه بأنموذجين على شعوبنا الاختيار بينهما، إما ديمقراطية وفق الأنموذج السعودي الذي يسير وفق منطق الراعي والرعية والتسبيح بمكارم “طويلي العمر”، وإما وفق منطق بريمر وما فعله بالعراق وما زلنا نحصد نتاجه الدموي حتى اللحظة ولا أحد يستطيع التكهن متى وكيف سينتهي؟!. هذه هي الحقيقة، أما الحديث الأمريكي عن جمهوريات أفلاطونية فاضلة فما هو إلا شعارات يتلطّون خلفها لتحقيق مآربهم في تدمير المنطقة، وأقله استنزافها بشرياً وعسكرياً واقتصادياً لإراحة “إسرائيل” عقوداً من الزمن دون أن يصرفوا دولاراً أو يفقدوا جندياً واحداً، والمطلوب منهم فقط حماية العروش التي أخذت على عاتقها تمويل الحروب الجديدة مقابل إبقائهم في سدة الحكم حتى لو كانوا منفصلين عن الواقع، والنماذج كثيرة ويكفي النظر إلى ممالكهم ومشيخاتهم للتحقق من ذلك.

وعليه فإن الأمور تسير في هذه المرحلة وفق معادلة حديث في السياسة، وعرقلة أي فرصة لإحراز تقدّم نحو الحل، ووقف للقتال دون اتخاذ أي إجراءات بحق من ينتهكه، والضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ما يعني استنزافاً طويل الأمد لخيرات الأمة بالإرهاب، كما يحدث في سورية والعراق، وشراء صفقات الأسلحة من قبل حكام الخليج.
وبالتالي فمن يراهن على القاتل لينقذه من سكاكين التكفيريين كمن يراهن على سراب.. والحال فإن الخروج من الشِّرك الأمريكي يتوقف على إرادة الذين يقول لسان حالهم: “ارفعوا أيديكم عنّا وأوقفوا دعم الإرهاب ونحن قادرون على دحره وإعادة إعمار الوطن أفضل مما كان”. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: