الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

جنيف 2: أسئلة ضرورية- بقلم: أحمد حسن
June 10, 2013 04:15


كل الأخبار/allnews - البعث : ثمة أسئلة منطقية تتراكم يوماً إثر آخر على طريق مؤتمر "جنيف 2"، يمكن تلخيصها في سؤالين اثنين: الأول يدور حول جدية واشنطن في عقد المؤتمر أساساً، ليس بالمعنى الملموس، أي إقامة شعائر اجتماع علني، بل بمدى رغبتها الحقيقية في حل سلمي للأزمة يأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد والحصري في تقرير مستقبله، وهو ما يتفرع عنه السؤال الثاني حول موقع شعار الديمقراطية، الذي ترفعه واشنطن وأتباعها، في أجندة هذا المؤتمر.
والحال فإن وقائع معلنة ومضمرة، هي ما تدفع إلى طرح هذه الأسئلة من قبل الجميع، وما مطالبة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القوى الدولية بتحديد موقفها إن "كانت تريد العملية السياسية" سوى تعبير بيّن عن ذلك، فالقوى الدولية، والمقصود بها واشنطن على وجه الخصوص، ترعى فريقاً سياسياً وعسكرياً "يعمل كل ما في وسعه لمنع بدء العملية السياسية والحصول بكل الوسائل على تدخل عسكري"، بحسب لافروف ذاته، وليس القرار الأوروبي بالتسليح، معطوفاً على تلويح البيت الأبيض المستمر بخطط جاهزة في البنتاغون على وقع استعدادات عسكرية في دول مجاورة، واستمرار بعض العرب في مهمتهم "الجهادية"، سوى أدلة بسيطة على ذلك.
بهذا المعنى لا تنظر واشنطن لـ "جنيف2" إلا باعتباره الخطة "ب"، التي تمنحها بالسياسة ما عجزت عنه بالحرب، أو على الأقل تمكنها من إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لذلك تقاتل بشراسة لإقرار نتائج المؤتمر قبل انعقاده، وفرضها، لاحقاً، على الشعب السوري الذي تفترض الديمقراطية، العودة إليه في شؤون من قبيل انتخاب عضو مجلس بلدي لمدة عامين أو ثلاثة، فكيف وما يطرح اليوم هو شأن يتعلق بمستقبل بلاده، دستوراً ومساراً، ربما لعقود وأجيال لاحقة عديدة.
لذلك لا تبدو مؤشرات "جنيف2" مطمئنة، فالنوايا غير صادقة، وهدف تدمير سورية بالكامل لم يسقط بعد، ولكن إذا كان الفريق الآخر يذهب للمؤتمر مضطراً، نتيجة الواقع الميداني الجديد والضاغط ، فالدولة السورية تشارك به لقناعتها المبدئية بالحوار كطريق وحيد لحل المشاكل بين أبناء البلد الواحد من جهة، وللتصدي، من جهة أخرى، لمخطط تدمير سورية وإقصائها عن لعب دورها الطبيعي الفاعل والمؤثر في الصيغة الإقليمية حاضراً ومستقبلاً، ومن ينكر ذلك، عليه العودة لتصريحات علنية للمسؤوليين الغربيين والإسرائيليين، وليس لمحاضر استخباراتية سرية قد لا يمكنه الحصول عليها.
بيد أنه لا بد من التأكيد على حقيقة واحدة في هذا السياق، فسواء عقد "جنيف2" أم لم يعقد، وسواء نجح في حال عقده أم لم ينجح، فإن من يحدد مستقبل الشعب السوري، هو الشعب السوري ذاته، وليس فريق من هنا أو هناك، وبالطبع ليس الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها "المخلصين"، أما كيف يكون ذلك، فذلك أمر بسيط للغاية، وديمقراطي أيضاً، ومفاده، ما يتفق عليه بين المتحاورين من السوريين في أي مكان، وليس في جنيف فقط، يعرض على الشعب لبيان رأيه به، باعتباره المرجع الأول والأخير لأي اقتراحات أو حلول، ثمّ يأتي دور الانتخابات الشفافة والحقيقية لتحديد الأوزان والأحجام للقوى السياسية المتواجدة على الأرض، وبالتالي من يمثل أكثر من الآخر، هو الذي يحكم، محترماً حق الآخر الدستوري بممارسة المعارضة بالطرق السلمية، والسلمية فقط، أليست تلك ألف باء الديمقراطية التي تطالبون ونطالب بها جميعاً؟.



  عدد المشاهدات: 997

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: