الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

أعداء الحضارات - بقلم: عصام داري
June 12, 2013 10:49


كل الأخبار - تشرين  :

يتواصل الحديث عن مؤتمر «جنيف» وسط تناقضات سياسية فاضحة, تكشف ورطة المتآمرين على سورية.

تعالوا نضع أنفسنا في الزاوية المحايدة, وليس في زاويتنا الحادة, ونسأل: لماذا «مؤتمر جنيف» وما مسوغات انعقاده, وما التسهيلات التي تقدمها الأطراف لإنجاح هذا المؤتمر؟.

من لايعرف سبب انعقاد ـ أو الدعوة إلى انعقاد ـ مؤتمر جنيف يكون مصاباً بداء الغباء الحقيقي وليس السياسي فقط ومع ذلك نذكر بأن الهدف هو البحث عن طريق الحوار عن حل للأزمة السورية.

وفي الشق الثاني ماذا نجد؟

الدول والدويلات والمشيخات وتجار الموت وشيوخ الفتنة وعصابات هي رأس الحربة لكل هذه المجموعات السياسية ـ العسكرية... كل هؤلاء يمارسون التصعيد في كل الاتجاهات.

وأن العصابات الإرهابية تواصل تحديها لشرعية الدولة وتمارس القتل والإرهاب بصوره المختلفة, وسياسياً, تضع دول غربية وشرقية و «عربية» العوائق وتزرع الألغام في درب مؤتمر جنيف, لكن منتهى الوقاحة أن تبادر دول أوروبا الاستعمارية إلى تزويد العصابات الإرهابية بالسلاح, وأن تبحث الإدارة الأميركية في خيار تسليح من تسميها «المعارضة» كي لا تنتصر سورية في حربها على أعدائها.

هذه الوقاحة هي العنوان الجديد للسياسة الأميركية- الأوروبية, مع أنها كانت عنواناً قديماً جداً, كأن تسمي استعمار الشرق العربي انتداباً وما إلى ذلك من تسميات مهذبة لتلطيف مصلحة الاستعمار والاستغلال ومص دم الشعوب.

الوقاحة الأميركية عرفناها على مدى عقود, ولاسيما في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط, حيث تصبح «إسرائيل» شيئاً مقدساً لا يجوز المساس به, وعلى هذا الأساس ضاعت الحقوق والأراضي العربية بقرارات دولية ممهورة بخاتم واشنطن السحري.

أما اليوم.. فإن واشنطن تريد إسقاط الدولة السورية, وتظن أنها قادرة على ذلك من خلال عصابات مدربة جيداً في تركيا وعلى أيدي خبراء أجانب... ومسلحة جيداً... وتجد الحضن الدافئ عند خدم أمريكا في المنطقة إن كان في تركيا.. أو في دول عربية تعرفونها!.

كيف يمكن لنا تصديق الإدارة الأمريكية عندما تتحدث عن الحل السياسي في وقت تقوم فيه بتوريد معدات عسكرية للعصابات الإرهابية «كي لا تهزم المعارضة!!» وفي الوقت الذي تضع إدارة أوباما شروطاً مسبقة لانعقاد مؤتمر «جنيف»... بل تنصب نفسها وصياً على السوريين وإرادتهم فتحدد من سيحضر هذا المؤتمر.. ومن هو محروم من نعمة الموافقة الأميركية.

ماتمارسه دول الغرب الاستعماري بزعامة الولايات المتحدة يعد سقوطاً أخلاقياً جديداً, أي أن هناك سقوطاًَ أخلاقياً قديماً.. بل إنه سقوط أخلاقي مستمر عبر مئات السنين منذ قامت قبائل همجية بتدمير الحضارات الراقية «اليونانية والرومانية» ثم انتقلت لتدمير الحضارة العربية, وهذه القبائل القديمة هي التي شكلت الغرب الحالي الذي يدعي التحضر.. في حين ان جينات الحقد على الحضارات مازالت تتوالد.. ومازالت الحرب على الحضارات مستمرة.

 



  عدد المشاهدات: 1023

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: