الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

السيناريوهات المعاكسة! بقلم : رغداء مارديني
July 07, 2013 13:41


كل الأخبار - تشرين : ما المؤشرات الجديدة وكيف تُدرس الحسابات الغربية الآن بعد سقوط «حكم الإخوان» في مصر؟ وتالياً، كيف تنظر الولايات المتحدة إلى حالة تغيّر الحسابات تلك في بناء مشروعها التقسيمي الإخواني الذي لم يكتمل، والذي دحرجت «أخونته» عبر «دمقرطة الربيع» ليعلو سدّة الحكم، بعد الأوهام التي سوّقتها بأنه البديل الشرعي والوحيد الذي على الشعب العربي تقبّله، والتعاطي معه، كخلاصة، ونتيجة، وثمرة ناضجة لـ«الربيع» الذي بشّرت به، وهلّلت له، وخططت طويلاً لتقسيم الوطن العربي من خلاله؟
في السياسة الأميركية، هل يعني هذا أن الولايات المتحدة استنفدت رسم الخرائط على حالة الوفاق التام باستثمار دور الإخوان المسلمين الحلفاء الذين صنعتهم مراكز استراتيجياتها، بعد صحوة الشعب المصري، وانتفاض الجيش والشعب على حكم الإخوان الذي راهنت أميركا عليه كحصان طروادة؟ أم إن الأمر، أحدث انعطافةً كبرى في مشروع «الربيع العربي»، وصار لزاماً على أميركا استخدام أدواته بطريقة الأقدر والأضمن لتنفيذ استراتيجية «الفوضى الخلاقة» التي بتنا نرى بوادرها في ساحات مصر، وجنبات شوارعها، وفي حالة توصف بآلية الاستخدام الأخير للإخوان المسلمين، بما يعني عملياً عدم انتهاء دورهم، على الرغم من السقوط المدوّي لما يسمى بـ «الإسلام السياسي».. وأن هذا الدور هو ما تشهده مصر الآن، وربما ما سيجري في تونس وغيرها لاحقاً من نار تحت الرماد؟!
منطق الأمور ومجريات الأحداث يقول: إن للإخوان دوراً، ما زالت الولايات المتحدة تنظر إليه في حالة ما يسمى الاستخدام الأخير لهم الذي ينحصر في ضرورة السعي الحثيث والمرسوم، لإنهاك الجيش المصري من خلال العمليات الإرهابية المدبرة بمختلف الوجوه والأشكال، والتي تأخذ بوصلة مؤشراتها للسيناريوهات نفسها التي بدأت في دول خراب الربيع العربي.. وتالياً، إنهاك الشعب المصري الذي أبدى وعياً غير مسبوق في تعرية تطرّف الإخوان، ونهمهم الشره إلى السلطة، في حالة انعدام التوازن، إلا من تنفيذ أجندات رهنوا أنفسهم لها، أيديولوجياً وفكرياً، يؤكدها تاريخهم ودورهم في زعزعة استقرار المنطقة.. وفي كلتا الحالتين «ريموت كونترولهم» في يد مَنْ صنعهم، ودرّبهم، وأسّس لوجودهم، كذراع سياسية وعسكرية «قاعدية» في المنطقة العربية برمتها.
«الإمبراطورية الإخوانية»، التي امتد حلمها، وجدت مَنْ يقلق عليها، فسقوطها في مصر، جعل حزب العدالة والتنمية التركي، وزعيمه أردوغان الذي تتلمذ على يد أربكان، يؤكد وقوفه، وبكل حزم ضد ما سماه الانقلاب العسكري، وعدم التعاون مع إدارة البلاد الحالية «المغتصِبة..!!» لسلطة الحكم، والعمل لعودة شرعية الإخوان، في محاولة اليائس، والملمس على الرأس، من نتائج هذا السقوط، والسيناريوهات المعاكسة التي ستلحق به على المستوى السياسي الذي طالما شكل مرتكز السعي لبلورة أخونته، ودوره الإرهابي وبخاصة في سورية التي شكّلت السدّ المنيع، الذي أوقف استراتيجية المشروع الإخواني -الأميركي -الصهيوني في المنطقة، وسط جهل الدوائر الغربية والأميركية، بما تعني سورية، من موقع وموقف، وخط مقاوم، أظهر العجز الكلي والنهائي للإخوان.. فكانت الانعطافة الكبرى بالسياسة في الاتجاه المعاكس!!



  عدد المشاهدات: 1075

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: