الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

العقل زينة- بقلم : عصام داري
July 19, 2013 03:31


كل الأخبار - مقالات : بعض الدول الغربية التي مازالت تمتلك شيئاً من القدرة على التحليل السليم.. وبعضاً من عقل, إما امتنعت منذ البداية عن تسليح العصابات الإرهابية المسلحة, التي يحلو لهم تسميتها «معارضة» وإما أنها راجعت موقفها وتراجعت عن قرار التسليح.
هذه المواقف ـ بالطبع ـ لم تأت كرمى لعيون السوريين وحقناً لدمائهم المسفوحة على مذبح الوطن, وإنما لخشية هذه الدول الغربية من أن يستفحل خطر الجماعات الإرهابية التي تعمل اليوم على الأرض السورية, ومن ثم احتمال انتقالها لاحقاً إلى أوروبا, وإلى العالم أجمع.
قلنا إن هذه الدول الأوروبية تمتلك شيئاً من التحليل السليم.. وبعضاً من عقل.. أو بقايا عقل سليم!.
لكن ماذا يحدث إذا غاب العقل، وانعدم التحليل السليم؟ عندها تظهر دويلات لا تُرى بالعين المجردة على خريطة العالم وتحاول أن تصور نفسها «عملاقاً قادراً على صنع المعجزات».
نقصد هنا حكام الدوحة والرياض، وطبعاً قادة حزب العدالة والتنمية التركي الذي يقود تيار الإسلام السياسي «ورأس حربته» الإخوان المسلمين وتفرعاتهم وصولاً إلى «جبهة النصرة».
فآل ثاني وآل سعود ماضون في تسليح العصابات الإرهابية عبر الحدود، تارة اللبنانية-السورية- وتارة أخرى عبر الحدود الأردنية –السورية، وفي معظم الأحيان عبر الحدود مع تركيا الشريك الرئيس في سفك الدم السوري.
هذه الشراكة «الخليجية-التركية» تقدم أكبر خدمة لـ«إسرائيل»، لأنها توفر عليها الجهد والمال والسلاح الذي كانت تحتاج إليه في محاولاتها المتكررة لتدمير القدرة السورية: الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
العقل الأوروبي أو بعض هذا العقل لدى بعض دول أوروبا أدرك خطر تسليح عصابات ينتهج معظمها فكراً تكفيرياً وهابياً متطرفاً، ليس معادياً لنظام أو حزب أو رئيس، بل معادٍ للبشرية جمعاء، لذا قرر هذا «البعض» الأوروبي عدم تسليح الجماعات المجرمة على الأرض السورية، فكانت ألمانيا –مثلاً- في مقدمة الدول في هذا المجال، واليوم بدأت بريطانيا تعيد حساباتها.
أدرك رافضو تسليح العصابات أن القتلة المجرمين الذين يمارسون اليوم أبشع الجرائم بحق الإنسانية، قد ينتقلون غداً إلى دولهم.. فامتنعوا عن التسليح.. هنا ينطبق عليهم المثل القائل «العقل زينة».
ونحن نعرف أن أصحاب حقول الغاز والنفط والقطران من آل سعود وآل ثاني لا يمتلكون هذه الزينة.. ولا نظن أنهم سيمتلكونها لاحقاً، لذا فإننا لا نعلق كبير آمال على تغيير موقفهم لأننا ببساطة نعرف أنهم قادرون بأموالهم المنهوبة من الشعب العربي شراء كل شيء -حتى الضمائر- لكنهم لا يستطيعون شراء العقول!.
لكن المشكلة عند من يظنون أنهم يوزعون العقول والشهادات على العالم أجمع أي الأمريكان والفرنسيين الذين لم يدركوا حتى اللحظة الخطأ الفاحش الذي يقترفونه عندما يزودون العصابات الإرهابية بالسلاح.
فحقد واشنطن وباريس على سورية سلب من ساسة الولايات المتحدة وفرنسا نعمة العقل وصاروا يفكرون على طريقة أمراء النفط والغاز والزفت.
لكننا -مع ذلك- نظن أن ساسة واشنطن وباريس قد يستردون عقولهم في وقت لاحق ويحسون بالخطر الداهم وهم الآن بلا عقول, أي بلا زينة إلاّ أنهم قد يستعيدون زينتهم وعقلهم ذات يوم.
أما أصحاب الغاز والنفط وأردوغان تركيا الحالم بـ«السلطنة العثمانية» فإنهم فقدوا زينتهم منذ زمن بعيد وصارت عملية استعادة عقولهم في حكم المحال.
بقلم: عصام داري



  عدد المشاهدات: 1115

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: