الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

موسكو تكشف عن خلافات كثيرة مع أنقرة حيال الأزمة: التطورات في سورية تجاوزت فكرة “المناطق الآمنة”
February 09, 2017 02:54

موسكو تكشف عن خلافات كثيرة مع أنقرة حيال الأزمة: التطورات في سورية تجاوزت فكرة “المناطق الآمنة”

كل الأخبار / البعث

تصريحان صدرا عن الدبلوماسية الروسية أمس لابد من التوقف عندهما، الأول جاء على لسان مدير القسم الرابع للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية حين قال: إنه مازالت هناك نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة حيال الأزمة في سورية، ولفت إلى أن الأتراك يعملون على إقامة ما يسمى منطقة عازلة في شمال سورية، مؤكداً أن موقف موسكو من العملية التي يقودها الجيش التركي في الشمال السوري لم يتغير ويكمن في تأكيد ضرورة الحصول على موافقة الحكومة السورية قبل إجراء أي عمليات قتالية على أراضيها. أما الموقف الثاني، فصدر عن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين حين أكد أن التطورات الأخيرة في سورية تجاوزت فكرة إنشاء ما يسمى “المناطق الآمنة”.
ما صدر عن الدبلوماسية الروسية هو بمثابة التحذير لنظام أردوغان من الاستمرار في سياسة اللعب على الحبال الذي يعلن أنه جاد في محاربة التنظيمات الإرهابية، فيما يواصل تقديم كل أشكال الدعم لمرتزقته خدمة لأجندته الخاصة هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن تصريحات تشوركين تدحض كل ما تتحدث عنه وسائل الإعلام المشاركة في الحرب على سورية حول إقامة مناطق آمنة مرة في الشمال وأخرى في الجنوب بات من المنسيات في ضوء الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على كل جبهات القتال وخاصة في حلب.
وسط هذه الأجواء بدأنا نتلمس بأن ثمة موقفاً عربياً بدأ يتشكل يبتعد عن الأجندة الخليجية، حيث أكد وزيرا خارجية مصر والأردن أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية وينهي معاناة الشعب السوري ويحقق آماله وطموحاته، وشددا على أهمية أن تتسم المحادثات السورية القادمة بالشمولية وأن تشارك فيها كل الأطراف والقوى السياسية السورية النابذة للإرهاب، في حين جددت إيران تأكيدها أن سورية انتصرت في حربها ضد الإرهاب وداعميه وهي تشارك الآن في الحوار لحل الأزمة فيها من موقع المنتصر. وفي التفاصيل، أكد ألكسندر بوتسان خارتشينكو مدير القسم الرابع للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية أنه مازالت هناك نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة حيال الأزمة في سورية، وقال: نعم نحارب داعش والنصرة معاً وطبعاً من غير الصحيح أن ننفي وجود أهداف خاصة بالأتراك في سورية ترتبط بتفهمهم للوضع، مضيفاً: حسب تفهمنا أنهم لا يعملون في الوقت الراهن على إقامة ما يسمى منطقة عازلة في شمال سورية.
وبخصوص العدوان التركي على الأراضي السورية، أكد خارتشينكو أن موقف موسكو من العملية التي يقودها الجيش التركي في شمال سورية لم يتغير ويكمن في تأكيد ضرورة الحصول على موافقة حكومة أي دولة فقط قبل إجراء دولة أخرى عمليات قتالية على أراضيها، وأعرب عن أمله بأن يعدل الجانب التركي مواقفه مع تطور تعاون البلدين في الشؤون السورية، مضيفاً: في هذا السياق لا مجال لأي نقاش ولاسيما لأننا والأتراك نقول بوضوح، إن الحديث يجب أن يدور حول الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها، وتابع خارتشينكو: لا ننسى الخلافات لكن من المهم أن نناقشها ويجب علينا الاعتماد على النقاط المشتركة بيننا في الوقت الراهن.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية لتسوية الأزمة في سورية أشار خارتشينكو إلى أن موقف موسكو لا يتغير فيما يخص ضرورة إشراك السوريين الأكراد في العملية.
وفي سياق متصل، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في تصريح له أمس: إن البدء بتنظيم نوع من المناطق الآمنة وحتى لو كان بصورة صحيحة من وجهة نظر القانون الدولي ومن خلال مشاورات مع الحكومة السورية سيصرف الانتباه والجهد والمال عن المهمات المهمة المتعلقة بعودة المهجرين إلى منازلهم وبتوفير حياة طبيعية لهم، مؤكداً أن عودة المهجرين يمكن أن تشكل دفعاً إضافياً لعملية تسوية سياسية للأزمة في سورية.
ودعا الكرملين أواخر الشهر الماضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دراسة كل العواقب المحتملة الناجمة عن إقامة “مناطق آمنة” في سورية لافتاً إلى أن واشنطن لم تنسق مع موسكو أي خطط بهذا الشأن.
إلى ذلك بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع نائب الأمين العام لهيئة السياسة الخارجية الأوروبية جان كريستوفر بيلار الأوضاع في سورية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: إنه جرى خلال اللقاء تبادل معمق للآراء حول الوضع الناشئ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التركيز على آفاق التسوية السياسية للأزمة في سورية وتطورات الموقف في ليبيا.
وفي سياق متصل أكد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية وينهي معاناة الشعب السوري ويحقق آماله وطموحاته.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان له أمس: إن الوزير شكري بحث مع الصفدي في عمان تقييم المحادثات حول تثبيت وقف الأعمال القتالية في سورية والتي جرت في أستانا مؤخراً والإعداد لإطلاق المحادثات السياسية بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وأضاف: إن الوزيرين شددا على أهمية أن تتسم المحادثات السورية القادمة بالشمولية وأن تشارك فيها كل الأطراف والقوى السياسية السورية النابذة للإرهاب.
وفي طهران، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن سورية انتصرت في حربها ضد الإرهاب وداعميه وهي تشارك الآن في الحوار والمحادثات لحل الأزمة فيها من موقع المنتصر، وأوضح ولايتي في تصريح له أن إيران تدعم أي اتفاق لوقف الأعمال القتالية وبدء حوار لحل الأزمة في سورية بشرط أن يقر بحقوق الشعب السوري وحكومته الشرعية، وشدد على ضرورة وقف أي تدخلات خارجية في شؤون سورية الداخلية، معتبراً أن هذا الأمر من مسؤولية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
من جهته أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء كبرى في تعاطيها مع الأزمات الإقليمية وخاصة الأزمة في سورية موضحاً أن إيران تؤمن بحل هذه الأزمة عبر الحوار ومن خلال تعاون جميع السوريين ودون تدخل الدول الأجنبية.
من جهة ثانية، أكد ميخائيل أوليانوف مدير إدارة الحد من انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية أن التحقيق الذي أجرته المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في سورية والعراق لم يكن فعالاً واعتمد على شهادات مشكوك في مصداقيتها.
وقال أوليانوف في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية نشرت: بصراحة توقعنا عملاً أكثر فاعلية من المنظمة في هذا الاتجاه ولكن للأسف فإن هذه التوقعات لم تتحقق، موضحاً أن لجنة التحقيق التابعة للمنظمة نفذت أنشطتها بهذا الشأن خلال السنوات الماضية عن بعد معتمدة فقط على معلومات قدمها شهود خلال مقابلات معهم. 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: