الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   الصحافة السورية  

احذروا..أمثالهم..!؟
January 26, 2018 14:44

احذروا..أمثالهم..!؟

كل الأخبار / البعث

“أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله”…
بهذه الجملة البسيطة في شكلها..، الذكية في تركيبها، العميقة في معانيها ودلالاتها وأبعادها، وبالتالي الحكيمة في قراءتها وإدراكها وقدرة استيعابها لعقليات البشر بشكل عام، وقدرة ومقدرة من نعمل ويعملون معنا بشكل خاص، ندخل إلى قضية الفشل والنجاح في الإدارة. إنّ من الغريب حقاً أن نجد بعض المسؤولين، سواء كان ذلك “البعض” وزيراً أو مديراً عاماً أو مركزياً..، يستصعب طرح الأسئلة على نفسه أو على مشاركيه من مرؤوسين، لتحديد الأهداف وتشخيص الرؤية، بل والأغرب من هذا نجد أنّ بعضهم يعدُّ مشاورة الآخرين في الخطط والبرامج واتخاذ القرار نوعاً من العجز أو الضعف، والبعض الآخر يعدّه نوعاً من الغباء، لذلك يتردّدون في الاستفهام عن المطلوب ويكتفون بما عندهم من أفكار وآراء وقرارات، أو يستعينون بمن ليسوا أهلاً بالمشورة، بينما يستغنون عمن هم أهل لذلك ..!.
هذا النوع من المسؤولين، ممن لا يقبل الاستماع لمن يُعدُّون شركاءه ومعاونيه وأذرعه في العمل للنهوض بالمسؤوليات التي كُلِّف بها..، كيف له – مثلاً – أن يستمع أو يصغي لمن هم من خارج إطار مؤسسته…؟!.
عقلية – للأسف الشديد – لا تزال موجودة في عدد من جهاتنا العامة، إن أردنا فعلاً معرفة حقيقة أرائها ومواقفها تلك، فلا بد أن نعرف خلفياتها ومراميها (وما أكثر تلك الخلفيات وما يدور حولها من شبهات)، ولمعرفة ذلك يجب أن نصغي لهذا وذاك..، إن كنا نسلم بالعقل حكماً..، على الأقل لنحافظ على ما تبقى من تلك الجهات، التي يقودها أمثال ذلك البعض، الذي يصر على أنه معصوم..!؟.
إذ كيف يمكن أن يتوقع ذلك “النوع” من القادة الإداريين، أن يعرف الآخرون أهدافه ويتعاونون معه في تحقيقها، في حين هو نفسه يجهلها أو يجهل حدودها، هذا في الحالة ” البريئة” من الإدارة، أما إن كانت في الحالة المختلفة..، فلا شك أن الوضع سيكون شديد التعقيد في مشهدية العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين، لاسيما عندما تختلط المسؤوليات والمهام والمصالح، العامة بالخاصة..!.
خلط سيتفاقم كثيراً في سلبياته ومنعكساته، وخاصة حينما يصبح التغيير والتبديل عشوائياً في عملية إعادة الهيكلة، وكذلك غير مفهوم ومبرر، عند تكرره بفترات زمنية متقاربة..، ما يشي بخفايا من الأمور غير المحمودة، وأقلها إن أحسنَّا الظن، تشوش وضياع الإدارة في تحديد المهام والأهداف، هذا ناهيكم عن الاستراتيجي الذي تبنته الحكومة توجهاً لجهاتها..!.
في هذا المناخ من الإدارة الفاشلة في إدارة الكوادر والكفاءات..، من المؤكد بروز حالات من ردود الأفعال السلبية الظاهرة والمبطنة، نتيجة لانعدام الثقة بين العاملين والإدارة، وظهور حالة من اليأس والجمود والرتابة بسبب انعدام تكافؤ الفرص والتهميش والتدوير وإعادة التدوير للوظائف والمناصب..، وبالتالي تعمد العاملين النأي بالنفس عن المبادرة والإبداع في العمل والمهام..، والسؤال هنا..
هل بمثل هكذا مناخ يتوقع النجاح..!؟.
إن المسؤول الناجح، يفرض نجاحه بشفافيته وعدالة تقييمه للعاملين معه وإعطاء الكفاءات ما تستحق والدور الذي تستحق، كما وإن أول شيء يجعله قوياً في عيونهم هو الثقة بينه وبين من يديرهم، عبر توفير المعلومات اللازمة لهم بشأن القرارات والأهداف والخطط ..، وبدون هذا النظام فسيهدم جسور الثقة ويفكك العلاقات المتينة ويحولها لروابط مفككة يشوبها القلق والشللية والمصالح الفردية.
أمثال هؤلاء القادة الإداريين ممن يعانون عقدة “الثقة” بأنفسهم وبالغير، يتميزون بعدم التنظيم، ما تجعلهم في قائمة المسوفين أو المهملين للأمور..، فيتعبون أنفسهم ويتعبون من يتعامل معهم (وهذه نتيجة طبيعية للمسؤول غير الواثق وغير المنظم)، ربما ليس لأنهم يريدون ذلك، بل إمّا لانعدام توضح الرؤية عندهم، فيعسر عليهم نقلها إلى الآخرين، وإما لانشغالهم الدائب في “الهوامش” المجهدة والمتعبة لأعصابهم..!؟. يسأل الكثير: ما الأمر الذي يمكن أن يتعب ويقلق الأعصاب في عالم إدارة “البزنس”..؟!.
وبكلمة أخيرة نقول: قد يصعب على بعضهم تحديد أهدافهم بوضوح ودقة، لذلك ينتهي بهم المطاف إلى الفشل، لأنّ تشوّش الفكرة وغموض الغاية..، يجر إلى ضياع جهود كثيرة مخلصة تُبذل..، وهنا يعز علينا كثيراً أن تذهب الجهود المقدَّرة لحكومتنا ورئاستها هباء..، بسبب ذاك الـ “بعض” غير الواثق…!.
هامش : “المسؤول الإداري” غير القادر على ضبط أعصابه..، غير قادر على ضبط وإدارة أي شيء..!.
قسيم دحدل 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: