نفى العالمون ببواطن الأمور في روسيا صحة ما أعلنته صحيفة "الغارديان" البريطانية من أن رواد ورائدات الفضاء من روسيا والولايات المتحدة يمارسون الجنس أثناء الرحلات الفضائية وإستبعد "فاليري بوغومولوف" نائب رئيس معهد الدراسات الطبية عن حدوث مثل هذه الأمور على متن أي محطة فضائية.

براغ: تسود منذ سنوات عديدة تكهنات مختلفة حول قيام رواد الفضاء السوفييت ومن ثم لاحقا الروس والأميركيين بإجراء تجارب جنسية أثناء رحلاتهم الفضائية خاصة في الرحلات التي تضمنت عنصرا نسائيا.

تكرار طرح الأسئلة من قبل الصحافيين في الفترة الأخيرة وظهور تكهنات جديدة حول هذا الأمر، دفع بنائب مدير معهد الطب العضوي الروسي الذي يهتم بالجانب الطبي للرحلات الفضائية "فاليري بوغومولوف" إلى الإعلان بأنه "لا توجد أي معلومات رسمية أو شبه رسمية تتعلق بإجراء تجارب جنسية في الفضاء في حالة انعدام الجاذبية، وأقله في تاريخ غزو الفضاء الروسي وقبله السوفيتي لم يتم هذا الأمر".

بوغومولوف أكد بأنه لا يعرف أيضا عن إجراء مثل هذا الأمر في البرنامج الفضائي الأميركي واصفا المعلومات والتكهنات التي تظهر بين فترة وأخرى في هذا المجال بأنها إشاعات يتوجب عدم الالتفات إليها.

التجربة الروسية السابقة

بعض المتابعين لهذه الظاهرة يقولون أن زواج رائدة الفضاء السوفيتية السابقة "فالنتينا تيريشكوفا" من زميلها "ادريان نيكولاييف" في عام 1963 أثار الشكوك بالنفي الروسي والسوفيتي المتواصل لموضوع إجراء التجارب الجنسية في حالة انعدام الجاذبية لان التكهنات التي أثيرت حول ذلك لم يتم نفيها بشكل قاطع في حين لم يتم إثباتها أيضا.

وفي دليل على عدم منطقية هذه الشائعات في حالة رائدة الفضاء السوفيتية، يقول المسؤولون الروس بان إجراء التجربة الجنسية بين رائدي الفضاء المشار اليهما لم يكن بالإمكان تنفيذها فعليا لانهما طارا في مركبتين فضائيتين مختلفتين أما بالنسبة لبقية التجارب الجنسية الفضائية فلم يكن هناك فرصة لتنفيذ ذلك لان طيران رائدة الفضاء تيريشكوفا كان بالنسبة لقيادة البرنامج الفضائي الروسي صدمة إلى درجة انه لم يتم السماح لاي امرأة أخرى بالمشاركة في البعثات الفضائية إلا بعد 19 عاما من ذلك.

علماء ينفون صحة الشائعة

وقد ظهرت الشائعات عن إجراء التجارب الجنسية في الفضاء لأخر مرة في عام 2008 عندما كتبت الغارديان عن ما زعم بأدلة تثبت قيام ناسا بهذه التجارب في مدار حول الأرض.

وقيل آنذاك بان رواد الفضاء حاولوا في عام 1996 اختبار أفضل الطرق الجسدية الممكنة في الفضاء للممارسة غير أن ناسا ومعها الروس نفوا هذه المعلومات كما يفعل الآن بوغومولوف أما اغلب المعلقين فوصفوا الدليل الذي قدم بهذا الشأن بأنه مختلق.

ورغم كل ذلك فان التكهنات حول ما سمي بنادي المئة كيلومتر(ارتفاع 100 كم الذي يعتبر حدود الفضاء)، لم تتوقف وقد ظهرت لفترة ثم تلاشت، لتعود إلى الظهور من جديد حاليا.

بالمقابل يؤكد بعض المتابعين لهذا الشأن بان وكالات الفضاء لم تجر اختبارات في موضوع الجنس، لاسيما في الولايات المتحدة حيث الحركة النسائية قوية جدا، وبالتالي لا يمكن لوكالة ناسا أن تتجاهلها، لذلك عقدت مختلف الندوات حول هذا الأمر غير انه لم يتم التحقق من أي معطيات ظهرت في هذا المجال.

من جهة ثانية وكون برنامج الفضاء الروسي لا يتواجد تحت رقابة تفصيلية من قبل الرأي العام، فانه قد لا يتجنب إجراء التجارب في هذا المجال ولاسيما في السنوات الأخيرة أي إجراء تجارب أرضية تحاكي الطيران إلى المريخ وجرى فيها الاهتمام بعلاقة الجنسين.

وبغض النظر عما إذا كان الأمر مقصودا أم لا فقد شاركت في التجربة آنذاك امرأة، وعلى الرغم بأن البحث الجنسي لم يكن في البرنامج، إلا أن بعض المصادر قد تم الحصول عليها، تفيد بان المتطوعين الروس وبعد محاولتان قبلا العضو الكندية في الطاقم رغم رفضها في وقت سابق.