كل الأخبار - الأزمنة

مشروب كحولي اشتهر منذ آلاف السنوات بطعمه اللذيذ ورائحته الزكيّة، فأضحى أحد الأركان الرئيسة على مائدة الطعام، خصوصاً في فصل الشتاء والأعياد. نتحدّث بالتأكيد عن النبيذ بمختلف أنواعه.
لم يجذب النبيذ الملايين من عشّاقه في مختلف أرجاء العالم فحسب، بل نالَ أيضاً رضا الأطباء الذين ينصحون مُحبّي الكحول بتفضيله على سواه، لأنّ الدراسات العلميّة أكّدت الخصائص الصحّية التي يتحلّى بها. فماذا يقدّم لك هذا المشروب وما الفرق بين مختلف أنواعه؟
إختصاصيّة التغذية جانين عوّاد الجميّل عرّفت قرّاء "الجمهورية" على أهمّ ميزاته ونسبة وحداته الحراريّة وطريقة استهلاكه من دون أن يؤثِّر ذلك سلباً في الرشاقة. بدايةَ عرّفت جانين عن النبيذ قائلة: "يُحَضَّر النبيذ بواسطة عصير العنب، وبعد تخميره يتحوّل السكّر إلى كحول.
بالتأكيد يُحضّر النبيذ الأبيض بواسطة العنب الأبيض، فيما النبيذ الزهريّ والأحمر يُصنعان بواسطة العنب الأسود. أمّا الفرق بين الزهريّ والأحمر فهو أنّ الأوّل يُحضّر بعد فصل غلاف بذرة العنب قبل تخميره، أمّا الأحمر فيتخمّر مع غلاف البذرة".
وفي ما يخصّ الشقّ الأهمّ المرتبط بخصائص النبيذ الصحّية، أوضحت جانين أنّ: "النقطة الذهبيّة التي يتحلّى بها النبيذ تتمثّل في قدرته على الحماية من أمراض القلب، حيث أظهرت الأبحاث أنّه يخفّض خطر الإصابة بضعف عضلة القلب بنسبة 40 في المئة، وبتخثّر الأوعية الدمويّة بنسبة 25 في المئة. كذلك، فهو يخفّف من خطر تجمّد الدم ومن علامات الإلتهاب ويوسّع الشرايين.
أمّا الفضل وراء كلّ هذه الميزات فيعود إلى احتواء غلاف بذرة العنب كميات عالية من أقوى أنواع مضادات الأكسدة المعروفة بالريسفيراترول (Resveratrol) التي تنتمي إلى عائلة البوليفينول".
وأضافت: "النبيذ لا يحمي الإنسان من أمراض القلب فحسب، بل من السرطان أيضاً. فقد بيّنت الأبحاث أنّه يُقلّص خطر سرطان الرئة خصوصاً لدى المدخّنين"، مُشيرةً إلى أنّ "احتساء كوب منه في الشهر يخفّف خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 2 في المئة".
وفي بحث حديث أجري على المصابات بسرطان الثدي، تبيّن أنّ اللواتي استهلكن النبيذ انخفضت ردّات فعل أجسامهنّ على العلاج الشعاعي مقارنة باللواتي لم يحصلن على هذا النوع من المشروبات. وبحسب العلماء فإنّ الفضل في ذلك يعود إلى مادة الريسفيراترول، وفقَ ما أكّدت جانين.
ولفتت إلى أنّ "النبيذ يُنشّط الدورة الدمويّة ويخفّف من المشكلات المرتبطة بالذاكرة ويقلّص خطر الإصابة بالألزهايمر، وبذلك فهو يُطيل مدّة الحياة"، مُشدّدةً على ضرورة استهلاكه باعتدال للإستفادة من كلّ منافعه الذهبيّة.
غير أنَّ جانين لفتت انتباه القرّاء إلى أنّ "النبيذ غنيّ بالكحول، لذلك يجب عدم الإكثار منه، بل الإكتفاء باستهلاكه باعتدال لتأمين كمية جيّدة من
مضادات الأكسدة للجسم. كلّ كوب من النبيذ الأحمر 150 ملل تقريباً ذات عيار 10، يحتوي ما يوازي 82 كالوري. أمّا كلّ كوب من النبيذ الزهريّ فيحتوي ما بين 92 إلى 100 كالوري، في حين أنّ كلّ كوب من النبيذ الأبيض فيؤمّن حوالى 105 كالوري".
وأوضحت أنّ "مؤشّر السكّر في العنب هو الذي يسهم في اختلاف الوحدات الحرارية. ففي حين أنّ النوعين الأبيض والأحمر يرفعان مستوى السكّر بسرعة، إلّا أنّ مؤشّر السكّر في العنب الأبيض أعلى من الأحمر. لذلك يُستحسن على مرضى السكّري تفادي شرب النبيذ".
وعن أهمّية أكل حبوب العنب، قالت: "نستفيد من الفاكهة بما أنّها تزوّدنا بالألياف، لكن عندما تُخمَّر، تفقد عناصر غذائيّة كثيرة. ومعروف أنّ بذور العنب غنيّة بمضادات الأكسدة، لكن لسوء الحظ يجهل كثيرون منافعها فلا يتناولونها". وأضافت: "أمّا في ما يخصّ الوحدات الحراريّة، فإنّ كلّ 10 حبّات متوسّطة الحجم من العنب تحتوي تقريباً 60 كالوري، بينما كوب النبيذ يؤمّن نحو 90 كالوري من ضمنها السكّر والكحول".
وختاماً، قالت جانين: "إذا لم تكُن من مُحبّي الكحول، فليسَ ضروريّاً أن تُرغم نفسك على شربها. أمّا إذا كانت هذه المشروبات تستهويك، فأنصحك بالإعتدال في شربها واختيار الأنواع التي تفتقر إلى السكّر ومادة الكحول.
واعلم أنّ النبيذ يُعتبر من أفضل أنواع الكحول، لذا فإنّ شرب كأسين إلى ثلاثة كؤوس منه مرّة إلى مرّتين في الأسبوع سيسمح لك بأخذ كمية كافية من مضادات الأكسدة من دون زيادة في الوزن، شرط حذف حصّة من النشويّات والفاكهة".