الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   صحة وجمال  

الكينوا.. منافس أول للقمح والشعير
July 28, 2014 15:57

الكينوا.. منافس أول للقمح والشعير

كل الأخبار / سانا
تحظى قضية الأمن الغذائي باهتمام متزايد من الدول في ظل النمو السكاني المتسارع ما يدفعها للبحث بشكل متواصل عن مصادر غذائية جديدة تحقق الاكتفاء الذاتي ولا سيما في أوقات الأزمات.
وتتجه الأنظار في هذا المجال إلى محصول الكينوا مع توقعات بأنه قد يكون المنافس الأول للقمح والشعير ويتفوق على الحبوب في قيمته الغذائية وتميزه بجودته وتنوعه الجيني وقدرته على التكيف ومقاومة التغيرات المناخية.
ويوضح رئيس قسم الدراسات والتقييم الاقتصادي بوزارة الزراعة المهندس حسام القصار من خلال دراسة أولية نفذها حول محصول الكينوا أنه يمكن تصنيف نبات الكينوا كنوع من الحبوب أو شبيهات الحبوب وهو من المحاصيل الصالحة للاستهلاك البشري كبديل للقمح ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بأنواع مثل الشوندر السكري والسبانخ ويستهلك أيضاً كخضراوات فيما تستخدم حبوبه بعد طحنها واستخراج الدقيق منها في صناعة الخبز وذلك بخلطها مع دقيق القمح أو الذرة‏.

 

1
وتتيح حبوب الكينوا حسب القصار استخدامات تقليدية وغير تقليدية كاستخداماتها الغذائية كحبوب جاهزة للأكل /معكرونة /ألواح الغرانولا /أنواع الخبز/ ويمكن استخدامها كأعلاف للحيوانات إضافة للاستعمالات الطبية فما تزال شعوب الأنديز الأصلية تستخدم أوراقها وسيقانها وحبوبها للأغراض الطبية والدوائية “التئام الجروح وتخفيف التورم وتهدئة لألم الأسنان وتطهير المسالك البولية وتجبير العظام ومعالجة النزف الداخلي وكمادة طاردة للحشرات”.
ويلفت القصار إلى أن نشاء الكينوا يمكن ان يوفر بديلاً للنشويات المعدلة كيميائيا حيث يثبت بشكل ممتاز في ظروف التجمد والذوبان ويتيح استخدامات صناعية خاصة كأن يستخدم في صنع الرذاذ الأيروسول والعجائن وورق النسخ والحلوى والسواغات وفي صناعة البلاستيك وأنواع التالك والمساحيق المستخدمة في الطباعة كما يمكن استخدام الصابونيات المستخرجة من قشرة الكينوا المر في تشكيل رغوة في المحاليل المائية واستعمالها في الصوابين والمنظفات ومعاجين الأسنان والشامبويات.
ويتميز الكينوا وفقا للقصار بقدرته على التكيف مع الظروف البيئية القاسية وتأقلمه للعيش في ظروف مناخية قاسية وإمكانيات نموه في جميع أنواع الترب لا سيما الأراضي المالحة ويمكن زراعته بمختلف المناطق الصحراوية نظرا لقلة احتياجاته من المياه مقارنة بالقمح والشعير وعدم تطلبه لأعمال العناية والخدمة بشكل كبير وهى ميزات رئيسية تجعل منه محصولاً متنوعاً يمكن زراعته في مختلف أنحاء العالم.
ويوصي القصار باستيراد كمية من بذور الكينوا من الدول المنتجة لها لزراعتها وإجراء التجارب عليها من خلال الهيئة العامة للبحوث الزراعية والاستفادة من خبرات الدول المنتجة لمحصول الكينوا واستقدام خبراء منها وتبادل الزيارات معها لتعميق الاستفادة من خلال زيارة الأراضي المزروعة بالمحصول والمعامل المصنعة لمنتجاته.
ويشير القصار إلى أهمية التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو لإقامة مشروع لزراعة بذور الكينوا في سورية واختيار المناطق البيئية المناسبة لتلك الزراعة إضافة إلى إجراء تجارب علمية لتحديد نسب خلط دقيق الكينوا مع دقيق القمح أوغيره وإجراء دراسة اقتصادية حول تكاليف وعوائد زراعة الكينوا مقارنة مع غيره من المحاصيل كالقمح والشعير للوقوف على اقتصاديات تلك الزراعة.
والكينوا نبات يزرع كمحصول بهدف الحصول على بذوره الصالحة للأكل بشكل رئيسي و للحصول على أوراقه بشكل ثانوي التي تؤكل كخضار ورقية أو تستخدم كأعلاف وقد استعملت أوراقه في أوروبا كخضار.
وتقترح منظمة الأغذية والزراعة تبني الإنتاج المستدام للكينوا طبقاً لنهج التكثيف المستدام للإنتاج المحصولي حيث إن قدرته الكبيرة على التكيف مع تقلب المناخ واستخدامه الكفؤ للمياه تجعل منه محصولاً بديلاً ممتازاً لمواجهة تغير المناخ.
وقد صنف المعهد الوطني البوليفي للابتكار في مجال الزراعة والحراجة نبات الكينوا من بين النباتات ال21 الأكثر مقاومة لتغير المناخ إلى جانب الفاصوليا والذرة والبصل وغيرها.
كما توصي المنظمة المهتمين بزراعة الكينوا بإجراء دراسات ميدانية وبحوث على أصناف الكينوا المختلفة وقدرتها على التكيف قبل إدخال المحصول في بلدان غير أصلية كما تقترح وضع برامج تجريبية بالشراكة مع البلدان التي كانت بالفعل ناجحة في زراعته ويمكن أن تشمل هذه البرامج تبادل البذور وتطويراً متوازياً لبرامج إنتاج المحاصيل وإنتاج بذور من أفضل الأصناف.

 

 

1
ويزرع هذا المحصول بشكل تجاري في بلدان أمريكا الجنوبية ولاسيما بوليفيا وبيرو والإكوادور ويتم تصديره من قبل تلك الدول وبشكل خاص بيرو وبوليفيا اللتان تسيطران على أكثر من 90 بالمئة من نسبة الصادرات العالمية منه إما عربياً تتم زراعته حالياً بشكل محدود في مدينة نويبع في سيناء بمصر بمساحات محدودة من الأراضي فيما تعتزم دولة الإمارات إدخاله وزراعته كبديل للقمح اعتباراً من العام الجاري بحيث تحصل على الإنتاج الأول منه في غضون العام المقبل.
وتعتبر جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية الموطن الأصلي لهذا النبات وأول من استخدمه كغذاء أساسي هم سكان أمريكا اللاتينية الأصليون من الهنود الحمر نظراً لارتفاع قيمته الغذائية واحتوائه على أحماض أمينية متوازنة أكثر من تلك الموجودة في القمح والحبوب الأخرى والتي تعطي جسم الإنسان سعرات حرارية عالية كما يستخدم كغذاء للأطفال والمرضى والعجائز ومازال هذا المحصول منتشراً في دول غرب أمريكا اللاتينية وخاصة في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وبيرو‏.‏
خالد طلال وغصوب عبود



  عدد المشاهدات: 1049

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: