الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   صحة وجمال  

في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ.. مازال التدخين عادة واسعة الانتشار بين الشباب السوري
June 04, 2013 14:33

كل الأخبار - سانا
ما بيموت إلا اللي خالص عمره كان جواب أبوأسعد عندما أبلغته زوجه أن الأمم المتحدة اتخذت شعار لنعمل معا لمنع الاعلان عن منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها كموضوع لليوم العالمي للامتناع عن التبغ للعام الحالي الذي يصادف الحادي والثلاثين من أيار من كل عام.
وأبوأسعد واحد من 25 بالمئة من السوريين المدخنين فعليا أي خمسة ملايين من أصل نحو عشرين مليونا وهو معدل يساوي ضعف مثيله في الدول المتقدمة حسب احصائيات نشرت العام الماضي وبينت أيضا أن 90 بالمئة من السوريين يعتبرون مدخنين سلبيين.
بدأ أبوأسعد كمعظم المدخنين في سورية التدخين في سن مبكرة عندما كان في الصف الثاني الاعدادي تقليدا لبعض رفاقه الأكبر سنا وزاد معدل تدخينه مع اضطراره لترك المدرسة بعد وفاة والده ليسهم بما يكسبه في اعالة أمه واخوته الستة وأصبح اليوم ينفق نحو مئة وخمسين ليرة ليشتري علبتي تبغ من ماركة لا يحفظ اسمها بل يرسل ولده ليحضر له علبتين من أرخص صنف موجود عند جاره الذي يسد مدخل الحارة الشعبية التي يقطنها أبو أسعد ببسطة تحوي العشرات من أصناف التبوغ التي أصبح معظمها يدخل تهريبا ويصنع في سفن تقف في المياه الدولية بالمحيطات.
وعلى الجانب الاخر ورغم المستوى العالي من التعليم تنفق سوزان عدة آلاف من الليرات السورية ثمن المعسل الذي تدخنه يوميا بصحبة صديقاتها وهي الابنة الوحيدة لأحد التجار المعروفين عندما أسافر لأزور اختي المتزوجة في احدى الدول العربية أحمل معي عددا كبيرا من علب المعسل من السوق الحرة تقول سوزان وهي تطلب تغيير تبغ نرجيلتها في احدى الكافيهات التي أصبحت متخصصة في تقديم هذه العادة القديمة الجديدة التي أصبح لها معجبين وعشاق من الجنس اللطيف بعد أن كانت مقتصرة على الرجال وفي المقاهي الشعبية.
وتشهد شوارع أي مدينة أو حتى قرية سورية انتشارا غير مسبوق لمحلات بيع السجائر والمعسل وصولا الى محلات متخصصة في بيع النراجيل ومستلزماتها الفحم وورق القصدير والخراطيم التي أصبحت تباع بأسعار فلكية وأحدهم يتباهى بأنه دفع خمسة عشر ألف ليرة سورية ثمنا لنرجيلة يتجاوز ارتفاعها المترين مصنعة حسب الطلب وزجاجتها من الكريستال.
ورغم أن احصائيات الأمم المتحدة تؤكد أن استهلاك التبغ هو السبب الوحيد الذي يؤدي إلى أغلب الأمراض والوفيات المبكرة في العالم اليوم فهناك أكثر من مليار مدخن حول العالم نحو سبعين بالمئة منهم يعيشون في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يموت نحو ستة ملايين منهم سنويا اذ ان استهلاك التبغ سبب رئيسي من أكبر ثمانية أسباب تؤدي إلى الوفاة في العالم كما أنها تؤكد أن البلدان التي بدأت بتنفيذ قوانين لمنع التدخين منذ سنوات انخفضت فيها نسبة أزمات القلب الحادة من 17 إلى 19 بالمئة.
ويؤكد المكتب الاقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية على مزج جهود مكافحة التبغ بين الخدمات التي تعمم على مستوى السكان للتقليل من استهلاك التبغ وتنفير الناس منه والأساليب الفردية للاقلاع عن التبغ وتستند هذه الخدمات على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشأن مكافحة التبغ ويتم تنفيذ هذه الاستراتيجيات من خلال التواصل والحشد والضرائب والتشريعات وتطبيق القوانين مع ضرورة أن تهتم الحكومات أكثر بأساليب العلاج الفعالة التي تستهدف مستخدمي التبغ لأن ادمان التبغ حالة مزمنة تتطلب عادة التدخل المتكرر ومحاولات عدة للاقلاع.
ورغم صدور المرسوم التشريعي رقم 62 لعام2009 في سورية الذي يؤكد على نشر ثقافة عدم التدخين واحترام حق غير المدخنين في عدم تعرضهم لمحيط التدخين لاسيما في الأماكن العامة فما زال التدخين عادة غير صحية واسعة الانتشار وخاصة بين شرائح الشباب وتوضح المصادر الصحية السورية أن الاحصاءات الصحية المحلية بينت أن التدخين يتسبب في 90 بالمئة من سرطانات الحنجرة و87 بالمئة من حالات سرطان الرئة.
ويقول الصيدلي جمال ان بعض وسائل المساعدة في الاقلاع عن التدخين ثبت فشلها وتبين أنها تسبب ضررا مباشرا كبيرا مثل السيجارة الألكترونية خاصة وأن منظمة الأغذية والدواء الأمريكية أجرت اختبارات على 19 نوعا من هذه السيجارة تبين من خلالها أن نصفها يحتوي على العديد من المواد المسرطنة ومنها مادة النيتروسامين في الوقت الذي لم يثبت أي دليل علمي على الفوائد الصحية لتلك السجائر وطالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة منع تداولها أوبيعها خاصة للشباب ووضع التحذيرات الصحية عليها كما على السجائر العادية.
الجدير بالذكر أن السيجارة الإلكترونية عبارة عن أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ وبها خزان يحتوى على مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة وهي تحتوى على بطارية قابلة للشحن تقوم بشحن سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور ما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين.



  عدد المشاهدات: 501

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: