الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

هذه سوريا( عرين الأسود ) ... أيها الحمقى .. بقلم : يونس أحمد الناصر
November 23, 2013 15:08

هذه سوريا( عرين الأسود ) ... أيها الحمقى .. بقلم : يونس أحمد الناصر

كل الأخبار - دام برس :
حاول البعض أن يفت من عضد سورية وأبنائها ,  تارة بالترغيب وتارة بالترهيب , و لا زال البعض يراهن على ذلك ,  و الأصح أن نقول البعوض وليس البعض ,  لأنه يزعج و لا يفتأ أن يسحق .
هكذا هم الحمقى ... أعداء سوريا .
فسورية ماضية في طريق المجد ,  لا تعبأ بهم ولا يثنيها عما خططت وتخطط معيق , عبر وحدة وطنية قل نظيرها .
فسورية, التسامح الديني و الفكر المعتدل ,  وسورية بلد العلم والعلماء , وسورية بلد الحرية والأحرار , وسورية بلد الأمان و الرخاء , موزاييك سوري فريد يعطي هذا المجتمع الروعة والرونق .
في سورية ,  تتعانق المساجد والكنائس بمحبة .
 وفي سورية , رجال دين آمنوا بوحدة الإخاء الديني , فرجل الدين المسيحي يدخل مساجد سورية ويهنئ المسلمون بعيدهم , وكذلك يفعل رجل الدين المسلم ,  و لا عجب فسورية مهد الحضارات ومهد الديانات .
في شوراع سورية , ترى ذلك المزيج المجتمعي الرائع , وفي البيوت الجيران من مختلف الطوائف , يتبادلون المحبة مع فنجان القهوة كل صباح .
في سورية , أنت آمن على نفسك وبيتك وعيالك , والسوريون الطيبون , بسمتهم على شفاههم لكل قادم ,  يشعرونه وكأنه بين أهله و في وطنه .
سورية احتضنت كل المكلومين في العالم و بلسمت جراحهم .
وفي معاهد العلم درس الكثيرون من أبناء الدول العربية المجاورة و الأجنبية  الصديقة .
في سورية تستطيع أن تعيش , ولو لم تكن ثريا , وفي سورية يمكنك أن تتعلم وتعلم أطفالك بالمجان .
في سورية , يمكنك أن تلقى الرعاية الصحية المجانية ,  و في سورية يعانق الياسمين النارنج على أكتاف نوافير البيوت الدمشقية , و في سورية السهول الزراعية الخصبة التي تكفي أهلها وتجود بما يفيض على من يحتاج من الجوار.
في سورية  , رجال أحبوا بلدهم فبادلهم الحب و في سورية, قاسيون يحتضن دمشق كعاشق  ,  وفي البعيد نهر الفرات يفيض الخير على أهلها وفي سورية النواعير التي ما تعبت من الدوران .
 في سورية ,  أسواق الخير من الحميدية إلى السوق الطويل إلى البزورية وسوق الخياطين ,  إلى حلب وأسواقها التي أغرقت العلم بما جاد صناعها المهرة .
 في سورية ,  الشاطئ الجميل من اللاذقية إلى طرطوس أغنية المحبين , و في سورية أوابد الأولين من بصرى الشام إلى أوغاريت ورأس شمرا التي أهدت البشرية حروف الأبجدية
 و في سورية,  لغة السيد المسيح باقية .
 في سورية الجبال الشوامخ ,  ومن جبالها جاء باني سورية الحديثة القائد الخالد حافظ الأسد ومن بعده الأمين على العهد السيد الرئيس بشار الأسد فما هي حكاية هذه البلاد التي تقترب من الأسطورة ؟
استقلت سورية بخروج المستعمر بعد نضال طويل خاضه أجدادنا الأحرار الذين لم يستكينوا للمستعمر, استقلالا حصلت عليه بقيادة الأحرار من كل المحافظات السورية ,  من إبراهيم هنانو إلى أحمد مريود إلى الشيخ صالح العلي إلى زعيم الثورة السورية سلطان باشا الأطرش وغيرهم كثيرون .
وبعد الاستقلال ,  ظهرت حركة البعث العربي والتي أصبحت فيما بعد حزب البعث العربي الاشتراكي , هذه الحركة الشعبية التي نشأت من بين صفوف الكادحين من العمال والفلاحين لتكون المعبّر الحقيقي عن تطلعات الجماهير التي كونت الأرضية التي انبثقت منها هذه الحركة ,  وكم من شهيد سقط في صفوفهم ,  ولكن إرادة الشعب التي احتضنت هذا البرعم كانت الأقوى حتى كبر هذا البرعم ليكون شجرة مباركة تظلل أغصانها أرض الوطن الغالي والمجبول بدماء الأحرار .
 آمن البعث بالأمة العربية الواحدة ,  فكانت أول أهدافه المعلنة .
 والتزاماً منه بهذا الهدف , سعى إلى الوحدة مع مصر الشقيقة وحل الحزب نفسه لتحقيق هذا الهدف ,  إلا أن التطبيق السيئ لهذه الوحدة ومحاولات البرجوازية أجهضت هذه المحاولة  وعاد البعثيون أبناء الكادحين  لينهضوا بهمة لا تلين لبناء سورية العصية على محاولات الفتنة فكانت ثورة الثامن من آذار في العام 1963 لتعلن صفحة جديدة في تاريخ سورية بمواجهة كل محاولات التفتيت واجتازت سورية هذه المحنة وصولاً إلى العام 1970 ليعلن قائد البعث ابن الشعب البار حافظ الأسد الحركة التصحيحية  , لتعيد لسورية وجهها العربي المشرق واضعة نصب عينيها مصالح الكادحين من العمال والفلاحين ,  وأرست أسس الدولة العصرية والقوية تمهيداً لمعركة الكرامة العربية حرب تشرين التحريرية, وكان الانتصار هدية البعث لجماهير الأمة العربية التي عانت مرارة هزيمة حزيران 1967 وأعادت الثقة للمواطن العربي حيثما كان ,  وأسقطت أسطورة التفوق الصهيوني, رافق ذلك بناء المؤسسات وولادة مجلس الشعب ووضع دستور البلاد وافتتاح المؤسسات التعليمية المجانية والمؤسسات الصحية التي تقدم خدماتها مجاناً وقبل ذلك تم إعداد جيش عقائدي يحمي الإنجازات ويصون المكتسبات ...
 هكذا ولدت سورية الحديثة وتتابعت الإنجازات في كل مناحي الحياة ,  فتم إنشاء السدود وكهربة الريف حتى لم تبق قرية مهما بعدت بدون كهرباء ولم تبق قرية بدون مدرسة ونهضت الأبنية العصرية في كل المحافظات, وأعداد كبيرة من خريجي الجامعات في الطب والهندسة ومختلف مناحي العلم والمعرفة.
 تطور الناتج الوطني وتحسن دخل الفرد مع الحفاظ على مستوى أسعار يناسب الجميع فارتفع مستوى الحياة , رافق ذلك اهتمام سوري خارجي بمصالح سورية والأمة العربية, فحققت سورية حضوراً عربياً وعالمياً حتى استحقت أن توصف بأنها- أكبر أصغر بلد في العالم .
 فسورية التي انتهجت مصالح الشعب صانت هذه المصالح , ولم تفرط بحبة تراب ، لم تصالح ولم تهادن ,  وبقيت الصوت العربي الحر الذي يطالب بحقوق الأمة العربية في الأرض والحقوق دون تفريط .
كل ذلك ضمن هجمة شرسة لقوى الاستكبار الغربي واجهتها سورية بحكمة القائد الخالد حافظ الأسد ,  فجنبها آثارها عبر الاعتماد على الذات, فحققت سورية الاكتفاء الذاتي وتحقيق احتياطي استراتيجي انتقلت بعده سورية إلى تصدير الفائض من القمح .
 وانتشرت المؤسسات العامة والمصانع على مساحة الوطن وساهمت الشركات العامة الوطنية ببناء سورية الحديثة ,  وظلت سورية بعيدة عن كل ما يمس سيادتها و أمنها الوطني .
 دخلت سورية إلى  لبنان ,  بدعوة وتكليف من جامعة الدول العربية لوقف الحرب الطائفية البغيضة  , فحمت كل الطوائف وحافظت على وحدة هذا البلد العربي  , و أثناء حرب العراق مع إيران ,  وحده موقف سوريا كان الأشد في وجه هذه الحرب الظالمة بين بلد عربي شقيق وبلد جار صديق أعلن منذ نجاح الثورة مساندته للقضايا العربية و طرد إسرائيل من إيران - الشاه المخلوع  - واستبدلها بسفارة لفلسطين العربية ,  وكان اجتياح الكويت , بلد عربي يعتدي على جاره العربي ,  فكانت رسالة الرئيس الخالد حافظ الأسد إلى الرئيس العراقي السابق التي سجلها التاريخ للحفاظ على مقومات الأمة العربية ووحدتها و يسجل التاريخ لسورية دورها العربي القومي الريادي و في احتضان حركات التحرر العربية و مساعدة كل البلدان العربية التي تحتاج إلى المساعدة .
 لم تبخل يوما بكل ما تملك في إعلاء شأن العرب والعروبة  , وكان دعمها للبنان والمقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني لدحر المحتل الصهيوني و هكذا كان  , من نصر إلى نصر ,  وكان ما كان من استقبال السوريين لأخوتنا في لبنان في بيوتنا أثناء حرب تموز الأخيرة , لا نقول ذلك منة لأحد  , فسورية تقوم بواجبها القومي وذلك هو النهج الذي سارت عليه ولا زالت في دعم الأشقاء في فلسطين , لم يثنها عن القيام بهذا الواجب تهديد أو وعيد .
ومضى القائد الخالد إلى جوار ربه كريما لم يساوم ولم يفرط ,  وانتقلت راية حافظ الأسد وراية سورية العربية إلى السيد الرئيس بشار الأسد ,  الذي حفظ الأمانة ,  فسار على خطى والده رحمه الله في كل ما يعلي شأن الأمة العربية وعاشت سورية سنوات صعبة مارس خلالها الأعداء شتى الضغوط على سورية ,  ولكن هيهات هيهات أن تثني الضغوط سورية عن مواقفها .
واليوم تعتبر سورية بما هيأ لها السيد الرئيس بشار الأسد من معادلات إقليمية ودولية رقما صعبا لا يمكن تجاوزه أو القفز من فوقه ,  و سورية لا زالت ماضية في دروب العلى والمجد.
 فهنيئا لنا كسوريين ,  وهنيئا لأمة عربية فيها السيد الرئيس بشار الأسد.
 و لا خوف على هذه الأمة ... التي ما زالت تلد الأحرار



  عدد المشاهدات: 1616

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: