كل الأخبار - مقالات :

إنها الإعلامية التونسية كوثر البشراوي...  جمعتهم شاشة تلفزيون لبنان في برنامج مساء الخير الذي يقدمه السيد عبد الغني طليس .
شمل الحوار عناوين مختلفة من الطائفية إلى العادات والتقاليد إلى المقاومة  وهو السبب الرئيسي الذي جعل هذه السيدة تقرر الإقامة في لبنان لترفع رأسها كما تقول ... كما أنها وجهت نقد المحب للبنان كمن يرجو الله بأن يكون لبنان أفضل ..
إنها لا تقبل بأن الحروب هي التي جعلت لبنان هكذا ... مجتمعاً مادياً يفتقد إلى العلاقات الإنسانية  الأمر الذي جعلها تستحضر إقامتها في دمشق وكيف أن السوريون الذين يعيشون بما يوازي 200 دولار شهرياً  , لكنك إن لم تقبل دعوتهم إلى إفطار رمضان , جاؤوا بالطعام إليك دون أن يعرفوك .. يكفي بأنك تقيم معهم في البناء أو الحارة .
هذه الحارة بما تحترمه من قيم وشخصيات ما زالت ماثلة بالذاكرة ، هذه الذاكرة هي التي منحت النجاح لهذا العمل الدرامي السوري عربياً ، هكذا قالت ,  المواطن السوري يتصدق عليك رغم أن دخلك عشرات أضعاف دخله مجتمع مترابط من سائق التاكسي إلى كافة الطبقات الاجتماعية .
لا أنكر بأنني شعرت بسعادة للحظة للسببين :
الأول : إن هذه السيدة أخذت هذا الانطباع عن بلدي الذي أحب وأتمنى أن تبقى سورية كذلك .
الثاني : إن هذه الشهادة تلقائية وعفوية وعلى شاشة لبنانية لا تعتبر بكل المعايير موالية لسورية كما يقول أشقاؤنا في لبنان ,  الذين لم توفرهم السيدة كوثر من نقدها اللاذع  , وكيف أن لبيروت وجوه كثيرة  , كما شاركها الرأي السيد عباس هاشم الذي استذكر ما يقولونه عن بيروت بأنها مدينة الفندقة والزندقة ,  وبأن التاجر يستقبلك بترحاب تعليقا على قول السيدة كوثر بإن البناني يقول لك يا حجة ليقبض ثمن هذا الترحاب .
هذا التناقض الذي يضعك بمواجهة الضاحية الجنوبية والقرى في الجنوب التي تعيش علاقات اجتماعية غاية في التكافل والتضامن ,  لا تعرف من يعطي لمن ,  ولا من يأخذ ممن .
 هذا المجتمع الذي أفرز المقاومة التي شرفت اللبنانين والعرب ، ولم يجد خصومها السياسيين سوى الطعن بشرعية هذه المقاومة .
شكراً سيدة كوثر... ومحبتك أثلجت صدري .
وأقول لك بأن سورية وطن كل العرب...  و وطن الخير والسلام والمحبة
وطن تتعانق فيه الكنائس مع المساجد .... و طن يعيش فيه الغريب والقريب بانسجام ..  وكثيرون قبلك يا سيدة كوثر- المثقفة - مستشرقين وعرب اتفقوا على حقيقة أن لكل إنسان على هذه الأرض وطنان وطنه وسوريا .