الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الشانزليزيه ... و سوق الحميدية – بقلم : يونس أحمد الناصر
December 05, 2013 13:34

الشانزليزيه ... و سوق الحميدية – بقلم : يونس أحمد الناصر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كل الأخبـــــــار - توب نيوز :

في فترة مبكرة من عمري , كنت نهما للقراءة , ومن بين الكتب التي وقعت في يدي في تلك الفترة ثلاثية لوليد الحجار. الجزء الأول منها كان رواية ” مسافر بلا حقائب ” واعترف بأنني قرأتها بمتعة كبيرة وتملكني شعور من حملته الكلمات إلى العاصمة الفرنسية وكنت أتجول بين الكلمات , كمن ينتقل بين معالم باريس التي ذكرها الكاتب من برج إيفل إلى الكونكورد والحي اللاتيني ونوتردام , وصولا إلى الشانزليزيه وهو السوق التجاري الشهير في باريس.

وأتاح لي القدر بعد الكثير من السنوات زيارة العاصمة الفرنسية واخترت الإقامة في أحد فنادق شارع إميل زولا , الكاتب الشهير والذي قرأت له سابقا و في صباح اليوم التالي , قصدت كما عادة من يزور باريس المعلم الشهير وهو برج إيفل و الذي يقع في منطقة جميلة ومنظمة تحيط هذا البرج المعدني العملاق والبارد, تخفف من برودته الحدائق الغناء التي تحيط بالبرج , جال بصري صعودا وهبوطا , نعم انه برج عملاق , أغراني بالصعود إلى قمته , كي أرى باريس من الأعلى, ومن أعلى هذا البرج , خطر على بالي قاسيون الذي يحتضن دمشق ويستطيع من يعلوه أن يرى دمشق كالطفل في حضن والدته , وقد استطاعت فرنسا تسويق هذا البرج المعدني كمعلم سياحي يستقطب الملايين من السياح سنويا. وأنا أهبط من هذا البرج , قلت لنفسي كم يقرر قرارا : قاسيون , أحن و أجمل , من هذا البرج البارد. مضيت إلى الحي اللاتيني, فلم أجد الدهشة التي انتابتني و أنا أقرأ الرواية, فقررت أن أذهب إلى كنيسة نوتردام , التي خلدها الفيلم الذي شاهده العالم ” أحدب نوتردام ” عن الرواية الشهيرة . اجتزت نهر السين باتجاه نوتردام , فرددت قول الشاعر: بردى هل الخلد الذي وعدوا به .. ليس إلاك بين شوادن و شوادي وتمنيت لبردى... أن تعود مياهه إلى سابق عهدها. وصلت إلى نوتردام ودخلت هذه الكنيسة العملاقة بواجهاتها و أقواسها الحاملة طراز معماري فريد وجميل , وقفزت إلى رأسي دمشق مجددا فمن كنيسة بولص الرسول , جاءت رسالة السماء وجاء بها الرسول إلى الديار الأوربية والعالم , وقد زار بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولص الثاني تلك الكنيسة للحج على خطى بولص الرسول . حبيبتي دمشق لا تفارقني, شعرت بالغيظ , أنا هنا في باريس , فلماذا تلح عليّ دمشق بالعودة إلى حضنها ؟؟؟؟ غادرت نوتردام إلى ساحة الكونكورد , المسلة الفرعونية التي تزين الساحة الشهيرة والتي نقلت من مصر الشقيقة , شاهدت النقوش الفرعونية على تلك المسلة , كظمت غيظي ومضيت إلى شارع الشانزليزيه. دخلت الشارع الفسيح والجميل , محلات تجارية تصطف بأناقة ولكنك عندما تقترب من الواجهات , يقفز قلبك عندما ترى أن ساعة يد يبلغ ثمنها ثروة , فقلت لرفيقي : من يشتري من هذا السوق ؟ فقال ضاحكا إنهم عرب البترودولار, و سألته ثانية و هل تشترون من هنا ؟؟؟؟ فأجابني بكل تأكيد , لا , ننتظر حتى تسمح لنا الفرصة بزيارة دمشق أو حلب أو الشرق بشكل عام , لنشتري ما نريد لنا ولأولادنا . عند نهاية هذا شارع الشانزليزيه , يتربع قوس النصر. وقفنا أمام هذا القوس , فقلت لنفسي : أليس قوس جوبيتر في نهاية سوق الحميدية أجمل ؟؟؟ أعلم بأن الكثيرين سيعارضون هذه المقارنة... و لكنني كتبت مشاعري بصدق و ما حدث معي , ووصلت لنتيجة اقتنعت بها , ولا أفرضها على أحد : دمشق تشبه باريس وتتفوق عليها حضاريا.



  عدد المشاهدات: 1839

إرسال لصديق

طباعة


التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد: