الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

ديبلوماسية المجازر العمياء .. وعواصم العصيان - بقلم: نارام سرجون
December 13, 2013 02:59

ديبلوماسية المجازر العمياء .. وعواصم العصيان  - بقلم: نارام سرجون

كل الأخبــــار - مقالات

ليت قلبي كان حقلا من الكروم ودوالي العنب .. وليت شراييني كانت قوارير .. وأوردتي كؤوسا .. كي أسقيكم الكلام المعتق الأحمر الذي كان حبيسا في "عناقيد من غضب" ..
وياليت قلبي كان حقل زيتون .. يعصر زيته فيملأ الناس قناديلهم من شراييني .. ويضيء كل عابر مشكاته .. ويشعل الحرائق في العقول التي أظلمت ..
وياليت قلبي قطعة من المجرة تضخ النجوم والأقمار والشهب .. فلا يسيل منه "عناقيد وتفاح" بل ينزف نجوما وأقمارا وشموسا ..أعلقها في عنق معلولا العليلة وعنق العذراء واعناق الشهداء .. في عدرا ..
لكن ماذا أفعل ان كان جسدي مدنا للرفض وقلبي عاصمة للعصيان .. وليس في عواصم العصيان مكان للسياسة والمجاملات وعناق المنافقين .. بل على جدرانها غضب على غضب على غضب ..
ليس هناك أيها الأصدقاء أكثر قسوة على الضحايا من أن نكذب عليها وهي مسجّاة بلا حراك .. وليس هناك أكثر عنفا من أن لانقول لها الحقيقة وأن نطلب من الأرواح التي غادرت أجسادها أن تتفهم السياسة ومناورات المفاوضات وتوازنات القوى .. وهزيمة المشروع السياسي للخصم ..
ونحن نقدر أن نكذب على كل الدنيا ولكن لاتقدر ضمائرنا أن تكذب على الدم المسفوح وأن تقول له بأنه سائل كالماء .. الدم دم ولايكون كالماء طالما بقي يسري بين القلب والعروق .. لكنه ماان يغادرها هادرا عبر بوابات الجراح حتى يصير حكاية ورواية وخطا فاصلا كسلاسل الجبال يفصل لحظات الزمن .. ويصبح قاضيا عابسا يسألنا جميعا عما فعلنا من أجل العدالة وانصاف دم الضحايا ..
ماجرى في عدرا لايجب أن نستعمل له عبارات في قوالبها القديمة .. ولايصح أن نعيد على الآذان نفس المفردات التي صارت تمر في الآذان كما يمر صوت السيارات في شوارع الضجيج والازدحام .. فما الفائدة من تكرار أن المعارضة عميلة وأنها تستهدف سلام الناس وامانهم .. وأنها أدوات في أيدي الغرباء؟؟ فكلنا صرنا نعرف أن المجموعات المسلحة مجرمة .. وأنها طائفية الهوى وأنها تريد شرا بدمنا وأنها سيوف لأبي جهل وابي لهب .. وكلنا نعرف أنها تصنع المجازر لأنها طريقة انتقامية ثأرية تشفي غليلها من الانسحابات التكتيكية التي اشتهرت بها عندما تقترب أحذية رجال الجيش العربي السوري من جحورها التي تتحصن فيها مع شياطينها..
ولكن من العدالة ايضا أن نعرف أن توقيت هذه المجازر هو أكثر خطرا من المجازر في بدايات الازمة .. في بدايات الأحداث كان المقصود بالعنف والمجازر اثارة الطوائف على الطوائف والقاء الجميع في أتون الحرب الدينية الكبري على مستوى الشرق لتخريب سورية القديمة .. أما اليوم فان لهذه المجازر دورا واحدا فقط هو تخريب سورية القادمة .. التي انبثقت من تدمير المشروع الاخواني وتفتيته .. انها ديبلوماسية المجازر.. لتدمير المستقبل .. بعد أن تم امتصاص الهجوم الديني والطائفي العنيف ..وتم امتصاص موجة السعار السلجوقي والغربي ..
يتساءل أحدنا السؤال تلو السؤال عما تعنيه قذائف الهاون وضرب المدنيين في كل مكان واللجوء الى المجازر العمياء حتى صار يصعب احصاء الضحايا من جميع الشرائح والطوائف .. رغم أن القاصي والداني صار يعرف أن عدد الضحايا المدنيين لن يغير شيئا في المعادلة العسكرية التي انتهت عمليا وحسمت بنتيحة حتمية وثبتت معادلة صارمة وهي أنه يستحيل تحقيق تفوق على الجيش السوري النظامي في أية مواجهة بدليل سياسة الانكفاء والهروب والانسحاب التكتيكي لمسلحي المعارضة من مئات المواقع حالما يسمع المسلحون هدير عربات الجيش السوري النظامي .. لأن مجرد المواجهة تكشف انهيارا سريعا في دفاعات المسلحين وثقوبا في عنترياتهم وعضلاتهم وأصواتهم .. وعنانة في رجولتهم التي تعيش فحولتها على أسرّة جهاد النكاح وترتخي كالخرق البالية عند اقتراب قوافل العسكريين السوريين ومدرعاتهم ..
لكن للأسف فان قتل الأبرياء قادر على تغيير معادلة المستقبل المدنية .. لأن استهداف الخواصر الرخوة للمجتمع عبر المدنيين يعني القاء اليأس في نفوس الجميع وتعميم الأسى والانفعال وفقدان الأمل في المستقبل .. والغضب من الدولة التي لاتسوي بالأرض مناطق النزاع وحواضن المسلحين .. والأهم من ذلك أن المجازر العمياء تحدث في كل مرة تتقدم فيها القوى المدنية في المجتمع من لحظة من لحظات المصالحة .. فيتم شن عمل جنوني أرعن يجعل قوى المصالحة تتراجع لصالح القوى العسكرية التي تجعل من معادلة الحل السياسي معادلة مهزوم ومكسور ..فقط ..
رغم أن عملية اقتحام عدرا من قبل الارهابيين معروفة الهدف المرحلي وهو انها تحاول ابطاء أو تأجيل انهاء عملية القلمون والمقايضة بالرهائن والدروع البشرية فلا بد من الاعتراف أنها تجر الجميع خطوة الى الوراء من حيث التفاؤل بأنه يمكن الوصول الى حل سياسي من دون الافراط في القوة لسحق المسلحين .. فقد لجأ المسلحون عمدا الى العنف المفرط ضد مدنيين عزل لاثارة الرأي العام السوري وادخاله في مزاج العنف المضاد واليأس والسوداوية واستدراج انتباه القيادة العسكرية بعيدا عن القلمون ريثما يلتقط المسلحون أنفاسهم هناك وهم يتعرضون للاختناق الشديد ..وبالطبع فانها من متطلبات المفاوضات في جنيف وفق الفهم السعودي والايحاء الامريكي الخفي والايماء الغربي والاسرائيلي .. فالعقل الشرير في الغرب الذي يحتضن العقل الوهابي عبقري في ديبلوماسية المجازر
ولابد من الاعتراف أيضا أن مايحدث يجعل معركة المستقبل أصعب كثيرا من كل المعارك التي خضناها .. لأنها معركة احياء الأمل واعادة النزعة المدنية للمجتمع الذي "تعسكر" في المناطق التي خضعت لفوضى العنف أو التي شهدت نشاطا تبشيريا مسلحا للاسلاميين المتطرفين والوهابية السياسية واستقرت في نسيجها الاجتماعي فترة أشهر طويلة وصارت العنف ينتقل بعدوى السلوك وينتج المزيد من القتلة .. فهذه المجموعات المتطرفة حولت بعضا من المجتمع الذي عششت فيه الى مرضى نفسيين يهلوسون بالعنف الديني والطائفي ولاينفع فيهم الا القتل الجماعي والاستئصال أو تجميعهم في معسكرات ومصحات نفسية كبيرة لاعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا لاسترجاع نزعة انسانيتهم ولاعادة الاعتبار للحياة العاقلة البشرية .. لأن التفكير العنفي الذي صاروا يمارسونه سلوكا يوميا تحول الى جزء من شخصيتهم المشوهة التي تنفث الكراهية المفرطة حتى للمحيطين بهم من ذويهم عندما يحسون بالاختلاف معهم .. لأن الاختلاف الطائفي هو مثل أي اختلاف اجتماعي أو طبقي أو فكري .. وعندما يصل الى حد الكراهية والعنف فان العنف والكراهية تتحولان الى وسيلة تعبير طبيعية عن أي اختلاف مع أي آخر .. ولذلك تحرص جميع المجتمعات الراقية على معاقبة جرائم التحريض والكراهية العنصرية والدينية بقسوة لأنها بداية لنشر نفس سوية الكراهية في كل القضايا الخلافية عندما تصبح الكراهية ثقافة وعادة وهي جذور للعنف .. ومنذ أيام تردد مثلا في وكالات الأنباء العالمية أن محكمة عسكرية بريطانية ادانت جنديا بريطانيا لأنه قتل مدنيين افغانا بدافع التشفي والانتقام لرفاقه .. وقرر القاضي سجنه لسنوات وطرده من الجيش كما المجرمين وعلل القاضي قراره بالقول: ان هذا القرار لم يتخذه قاض منذ 120 سنة ولكننا اذا تركنا جنودنا يتصرفون كمسلحي طالبان .. فما الفرق بيننا وبينهم؟؟!!.. يجب ايقاف ذلك الانحدار والتشبه بطالبان ..
الدولة السورية كانت تدرك هذه المعادلة وتعمل جاهدة على مخاطبة الجميع بعيدا عن الكراهية والتحريض .. وكانت هناك حيرة حقيقية في طريقة التعامل مع العنف الجماعي الذي تتورط فيه قطاعات سكانية ريفية محدودة تسمى حواضن ثورية وتمارسه جماعات المعارضة مع خصومها من الوطنيين السوريين بحيث تكفر الملايين اما طائفيا أو بسبب عدم موالاة الثورة وتعتبر كل من يعمل مع الدولة (شبيحا) وتحل دمه وعرضه ولاتتردد في ترجمة ذلك بالسلاح والتطبيق العملي بالعنف المفرط .. المشكلة أن هذا العنف الجماعي لايحل بعنف جماعي أو عقوبة جماعية والا تحولت الدولة الى مجموعة مسلحة كبيرة عنيفة ستقع نفسها في فخ العنف الذاتي لاحقا .. بل يجب استئصال ثقافة العنف والمجموعات العنيفة بعيدا عن تطبيق العنف الواسع والشامل الذي يبتلع المجموعات العنيفة ومجتمعاتها الحاضنة ..وهذه مهمة الدولة والا لما كانت تستحق اسم "دولة" ..
المشكلة أن المجموعات المسلحة والمعارضة تتصرفان بلا مسؤولية ولاتعنيهما هذه المعادلة وهناك محاولة حثيثة من أطراف خارجية وهابية الميول على وضع الدولة أمام خيار واحد فقط هو أن تتحول الدولة السورية الى مجموعة مسلحة كبيرة وتمارس ديبلوماسية المجازر العمياء والعقاب الشامل .. والدولة مثلا قادرة عسكريا وبقوة نيران هائلة على الغاء بقع جغرافية وأسماء بلدات من الخارطة نهائيا .. وهي قادرة على ذلك دون أن تخشى ردود الفعل الدولية التي تبين أن لها حدودا لما يمكن أن تغامر به وتتورط به في ظل التوازن الاقليمي والدولي الرادع .. بل وصلت الدولة السورية الى حد المواجهة مع الأمريكيين الذين وصلوا الى ساعة الصفر في الهجوم ثم انعطفوا لاستشارات الكونغرس وتحت الطاولة طلبوا مخرجا .. فكان المخرج الكيماوي .. والمعروف أن الأمريكيين لن يكونوا ليترددوا في ضربتهم لتفكيك ماهو أهم من الترسانة الكيماوية وهي مؤسسة الجيش السوري (وهو أهم هدف) ومنظوماته الصاروخية الهائلة لو كانت المواجهة يسيرة وبلا عواقب متدحرجة في كل المنطقة والعالم ..
على كل حال لايمكن للدولة السورية ان تقبل بعد اليوم بديبلوماسية المجازر والرهائن التي تحاول المعارضة فرض منطقها ولم يعد مقبولا أن تترك لهذه الجماعات المسلحة حرية الحركة والافلات من العقاب واتباع سياسة الابتزاز بالرهائن والمخطوفين والمجازر .. ومرحلة تكرار المجازر يجب أن يتم حرقها تماما حتى لو اقتضى الأمر احراق كل المسلحين عن بكرة ابيهم في معاقلهم لما تشكله هذه العمليات القذرة من خطر مستقبلي على نفسية الأمة واستسهال قتل المدنيين ..
وفي قضايا الرهائن كما تبين فان استعمال الرهائن الايرانيين لمقايضتهم بالأتراك الأسرى تسبب بقضية رهائن اعزاز ومقايضتهما بطيارين تركيين وهذا اخيرا أوصل الى راهبات معلولا اللاتي يطلب مقايضتهن (كما يشاع) بعدد من الضباط السعوديين المعتقلين .. وهذا الشلال من عمليات الابتزاز لن يجلب الا مزيدا من هذا النوع من الابتزاز .. وخيار المقايضات والتفاوض مع ارهابيين لن يفعل الا زيادة في الخطف واستعمال المدنيين للمقايضة بهم .. وحسب نصيحة خبراء الارهاب الغربيين المحترفين فان خيار عدم تقديم تنازلات مقابل الرهائن هو الخيار الأسلم دوما مهما كانت النتائج لأن الحالة السورية سيكون من أسهل الأمور اصطياد الرهائن فيها من كل الجنسيات والطوائف والشرائح الاجتماعية وابتزاز الدولة والمجتمع حتى ارهاقه .. وقد طبق البريطانيون تلك السياسة الرافضة للابتزاز في العراق ولم يقبلوا بالتنازلات في قضية الرهينة البريطانية مارغريت حسن التي قتلها الخاطفون بعد انتظار طويل .. وفي تكرار لنفس السياسة الصارمة كذلك لم تتنازل حكومة توني بلير لمطالب الخاطفين العراقيين الذين احتجزوا البريطاني كينيث بيغلي وأظهروه يتوسل في عيد الميلاد لتوني بلير أن يستجيب لطلبات الخاطفين .. وانتهت القصة بقطع رأسه دون أن يستجاب لطلبات الخاطفين.. وقد ظهر شقيقه على محطات العالم ليقول ان الحكومة البريطانية فعلت مابوسعها لانقاذ أخيه ولكنها رفضت التعامل مع مطالب الارهاب السياسي وتشجيعه .. ومنذ ذلك الوقت لم يلجأ الخاطفون الى تلك اللعبة الفاشلة .. بل ان الروس لم يقبلوا بالابتزاز في عملية رهائن مدرسة بيسلان وفي رهائن مسرح موسكو ورغم انتهائهما بكارثة انسانية لكن التحدي الروسي الحكومي أوقف طريق الخطف والابتزاز نهائيا .. وفي قضية راهبات معلولا المختطفات ينصح خبراء الارهاب بان لاتستجيب الدولة السورية لطلبات الخاطفين .. بل ان الفاتيكان نفسه قادر على الضغط بوسائله الكثيرة على السعودية التي تمول ارهابيي القلمون الخاطفين أو حتى الجهات اللبنانية الموالية لها التي قد تكون متورطة .. ولن يقدر الارهابيون على ايذاء الراهبات مهما طال اعتقالهن لأن السعودية هي من يقدر على اطلاق سراحهن .. لكن المسلحين قد يبتزون أعصاب المجتمع الدولي وخاصة في فترة اعياد الميلاد من أجل اطلاق سراح عدد من الضباط الكبار السعوديين الذين صاروا صيدا ثمينا في القفص السوري حسب تسريبات غربية .. والنصيحة الكبيرة هي .. اياكم والتجاوب مع ابتزاز الارهابيين والا فانه مسلسل لن ينتهي ..
في ديبلوماسية الخطف والرهائن والمجازر تتصرف الدول بما ينسجم مع مصلحة المجموع العام والوطن .. فالمجازر لايرد عليها بالمجازر بل بضرب مصدر الارهاب دون رحمة وكل من "يسهل له عمله" .. فمعاقبة عرسال وطرابلس كحاضنين وخزانين خلفيين للارهاب حسب تقديرات خبراء الارهاب قد يكون أهم من ضرب جبال القلمون .. وانهاء خزان الارهاب في دوما وسحقه بسرعة هو الطريق لانهاء ارهاب الغوطة كله .. تركيا يتم سحب رجليها من المعادلة تدريجيا دون الحاجة لخوض حرب .. واما السعودية فلاشك ان لها دواء سيشفيها من صداعها قريبا !!.. وصداعها سببه تهييج اميريكي وتشجيع اسرائيلي وحلاوة الروح أيضا ..
أخيرا سيعلم الجميع بأن مواسم الكلام كمواسم النبات والشجر والثمار وأغاني الجني والحصاد .. لقد انتهت مواسم "الحرية" ومواسم " لقد هرمنا" .. ورحلت مواسم الثورات ومواسم "الشعب يريد" ونشيد الخلاص من "الديكتاتورية" .. فالسياسة وكلامها مواسم وفصول .. فقد انتهت مواسم الانشقاق ومواسم شهود العيان .. وانتهت مواسم عبارة "رحيل النظام" ولم تبقى على أشجار الفضاء ثمرة واحدة اسمها "الأيام المعدودة" .. و لم يبق على أغضان السياسة عبارة "تقسيم سورية والحرب الأهلية السورية" .. ولم يبق على الأشجار صوت واحد لأردوغان ولاحتى آهة .. سقطت ثمار الاخوان المسلمين كلها كما لو هبت عليها ريح صرصر ولم تبق ثمرة واحدة لثمرة شيطانية اسمها "الاسلاميون قادمون" .. وانتهت مواسم "الجامعة العربية" وسقطت شجرة "مجلس الأمن" من جذورها ..وستسقط مرحلة المجازر الوهابية قريبا وكذلك ذكريات قذائف الهاون ..وستنتهي بالنار اسماء الكتائب والالوية الارهابية .. والجيش الحر .. والجيش الاسلامي .. وداعش .. وحاشا .. مثلما انتهت كل عبارات الكذب والوهم ...
ولن يبقى في القواميس الا اشجار طويلة عالية باسقة .. وحقول الكروم ودوالي العنب .. وقوارير الشرايين .. والأوردة التي صارت كؤوسا.. كي نشرب بها الكلام المعتق الأحمر الذي كان حبيسا في "عناقيد من غضب" ..
ولن يبقى الا حقول الزيتون .. التي تعصر زيتها فيملأ الناس قناديلهم منها .. ويضيء كل عابر مشكاته .. وتشتعل الحرائق في العقول التي أظلمت ..
وسيتحول الكلام الى نجوم وأقمار وشهب وشموس .. فلا يسيل من جراح نزار قباني "عناقيد وتفاح" فقط بل وتنزف نجوما وأقمارا وشموسا ..نعلقها في عنق كل مدينة صمدت ..
ولن يبقى في قواميس اللغة الا عبارة واحدة كتبها كل جندي سوري لكل من يريده أن يتعب من سحق الارهاب تقول:

ماذا أفعل ان كان جسدي مدنا للرفض وقلبي عاصمة للعصيان ؟؟؟..

---------------------------------
*"عناقيد الغضب" عبارة نسبة الى رواية (عناقيد الغضب) للكاتب الأميريكي جون شتاينبك وليست تيمنا بعملية عناقيد الغضب التي أطلقها الجيش الاسرائيلي ضد حزب الله عام 1996 ..



  عدد المشاهدات: 1436

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: