الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

من دفتر الوطن - عصابات الياقات البيضاء؟! عبدالفتاح العوض
December 27, 2013 10:33

من دفتر الوطن - عصابات الياقات البيضاء؟! عبدالفتاح العوض

 

إذا نظرت إلى خريطة العالم في الوقت الحاضر فستجد أن الكلمة الوحيدة التي يمكن أن تختصره أنه عالم «العنف».
 
الآن يوجد أماكن كثيرة متوترة في العالم على مستوى الدول وثمة صراعات متعددة الغايات والرايات، لكن الشيء الجامع بينها أنها صراعات عنيفة... ورغم كثرة الشعارات والشعارات المضادة إلا أن الاحتكام لمشروعية هذه الشعارات ليس الفكر بل العنف... ويبدو أن البحث عن مسببات العنف في المجتمعات على اختلاف مرجعياتها الفكرية يعود إلى أسباب كثيرة لكن الشيء المشترك بينها أن اللجوء للقوة باعتبارها وسيلة يجري شرعنتها بطريقة عبثية إنما يعود إلى صناع القرار على المستوى العالمي.... بوضوح أكثر، هذا العنف المترامي الأطراف هو صناعة عالمية... إنه أحد تجليات العولمة وهو أيضا صناعة ذوي الياقات البيضاء الذين قدموا القوة باعتبارها وسيلة لحسم الصراعات، وكلنا ما زال يذكر كيف تم تبرير حروب أميركا والغرب تحت ذرائع مختلفة... 
هذا العنف وليد سياسة القائد الأميركي الذي تولى إدارة شؤون العالم على مدى أكثر من عقدين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة ليتم الاستعاضة عن الحرب الباردة بكثير من الحروب الساخنة... 
ولا شك في أن نظرية الأواني المستطرقة صالحة للحديث عن تصدير العنف... وخاصة أن تحول العالم إلى قرية صغيرة يجعل من الممكن أو حتى من المؤكد أن يصبح تصدير العنف تجارة رائجة.. 
أيضا بوضوح أكثر، الدول التي ساهمت في خلق بيئة عنف على المستوى العالمي لن تكون بمنأى عن انتشار العنف في أرجائها، والمسألة لن تكون إلا مجرد وقت... وبعدها فإن العالم سيجد نفسه مضطراً لصياغة جديدة في العلاقات الدولية تحارب مفهوم العنف وتلجأ إلى عقد اتفاقات جديدة تكون بمنزلة عقد اجتماعي دولي جديد..
حتى الآن ما زلنا بعيدين عن هذا الطرح بسبب القائد السيئ والفاشل الذي لم يحسن قيادة العالم في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.. 
وحتى نصل لتلك اللحظة التي يقر فيها العالم أن الإدارة بالعنف هي أسوأ أنواع الإدارات فإن دماء كثيرة سالت وستسيل على أراضي الدول التي تجري بها الصراعات أو تظهر آثار الصراعات على أراضيها.. فلا يمكن للجنس البشري أن يسلم نفسه لعصابات القتل العالمية التي تنتقل من مكان إلى آخر حاملة سواطير التكفير والإلغاء والتهميش والنبذ... 
داخل النص:
ثمة عصابات بياقات بيضاء على المستوى المحلي وهي تلك التي تتاجر بآلام الناس.... سواء بلقمة عيشهم أو حتى بمستوى عيشهم ناهيك عن عيشهم من أساسه.. 
هؤلاء يمارسون العنف بطريقة أخرى لأن حياة المواطن السوري باتت صعبة جداً وهو ينتقل من أزمة إلى أخرى من دون فواصل راحة.. 
تجار الأزمات هم عصابات ذات ياقات بيضاء وتيمنا بالدولار هم عصابات خضراء؟!
 
أقوال:
• القوة السياسية تعمل في برميل البارود. ماوتسي تونغ 
• من يملك القوة فعليه أن يستعملها بلطف. سنيكا 
• احتفظ بالقوة بعقلك فمكانها هناك. هوراس 
• ليست القوة هي الحق.. ولكن الحق هو قوة. غاندي 
• يعلمنا التاريخ أن الأمم تتصرف بحكمة عندما تستهلك كل الخيارات الأخرى. نابليون 
• تقومون بالحروب؟ حسناً لكنكم لا تستطيعون أن تتقاتلوا إلى ما لا نهاية. أبراهام لنكولن



  عدد المشاهدات: 1409

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: