الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

صدام داعش والنصرة ... من يحتكم إلى من؟
February 26, 2014 06:32

كل الأخبار - المنار :

بعد ساعات على اغتيال أبو خالد السوري في حلب شمال سوريا، اتخذ الصراع بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والجماعات المناوئة لها من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام منحىً جديداً، وأنذر بحرب ضروس تبدأ في الشام ولا تنتهي بالعراق.

ففي رثاء السوري، توجه زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إلى داعش متوعداً إياها بـ "المر العلقم"، بحال رفضت اللجوء إلى مبدأ "التحكيم"، في تصعيد لم يكن مفاجئاً، فما يجري على الساحة السورية من صراع لأمراء الحرب هو نتيجة طبيعية للفكر التكفيري الذي يرفض الآخر، ويرفع بوجهه السيف، رافضاً أي حوار معه.
غير أن اللافت في ما يجري، أن جماعات نزهت نفسها عن التكفير والإجرام، وهي جبهة النصرة و"الجبهة الإسلامية"، ألصقت هذه التهمة بداعش فقط.
غير أن الحقيقة أن كل الأفرقاء يحملون فكراً واحداً، تكفيرياً وإقصائياً، وهم يمارسون هذه العقيدة فيما بينهم ... إعدامات ميدانية في الساحات والمعتقلات وتهجير لمعارضيهم، وسيارات مفخخة وانتحاريون، ونهشاً في لحم بعضهم، والفتاوى ستار لعملياتهم الإجرامية.
وبرز خلال الساعات الماضية تسجيل صوتي لزعيم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة أبو محمد الجولاني يتوعد بها أميره السابق أبو بكر البغدادي، ويطالبه بتحكيم "شرع الله"، وإذا لم يحتكم فإن عناصر الجبهة سينفون داعش حتى من العراق.
تسجيل الجولاني لا يختلف في مضمونه عن تسجيل سابق للبغدادي، دعا فيه الجماعات المسلحة إلى كف يدهم عن مسلحيه، وإلا "وإلا فاعلموا أن في الدولة رجالا لا ينامون على ضيم، مجرَّبين عرفهم القاصي والداني"، بحسب البغدادي.
المستمع للخطابين، لا يرى فوارق جوهرية بينهما، حتى في الحجج والبراهين، فكلا الطرفين يتهم الآخر بالخروج من دائرة الشرع، ويقول إنه مكره على الحرب، ويتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور، في دلالات عن التغذية العقلية المشتركة، في غرفة سوداء واحدة، ومنبع واحد.
أمين عام حركة الأمة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري وفي حديث مع موقع المنار شدد على أن هذه الجماعات تتخذ من لفظ "التكفير" شعاراً  لتستبيح دماء الناس، وللقتل والتدمير، وأشار إلى أن تصرفات هؤلاء بعيدة عن الفكر والمنطق الإسلامي والشريعة الإسلامية، كيف لا وهي التي حافظت على حياة الناس ودمائهم وأعراضهم، ولكن هؤلاء يهدرون دم العباد.
وما يثير الإستغراب والدهشة، أن جبهة النصرة تطالب داعش بالإحتكام إلى "شرع الله"، وإلى ثلاثة من "العلماء المعتبرين" عدد بعضهم عدد الجولاني في بيانه "مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني وسليمان العلوان"، فمن هم هؤلاء؟.
أبو محمد المقدسي
إسمه الحقيقي بحسب ما يتداول على صفحات الإنترنت عصام برقاوي، وهو أردني من أصل فلسطيني، وصفه الإعلام السعودي عام 2004 بأن أهم "شيوخ العنف"، ويعتبر من أبرز منظري تيار "السلفية الجهادية" الذي يتبعه تنظيم القاعدة.
والمقدسي مسجون في الأردن، ويتواصل مع مؤيديه عبر الرسائل، حيث نقل عنه مؤخراً رسالة دعا فيها إلى التروي قبل مبايعة ابو بكر البغدادي إماماً عاماً على المسلمين، بحسب المصطلحات التي تستخدمها هذه الجماعات.
أبو قتادة الفلسطيني
إسمه الحقيقي عمر محمود عثمان، وهو فلسطيني من مواليد بيت لحم عام 1960، كان معتقلاً لدى السلطات البريطانية التي أعادته إلى الأردن العام الماضي، ويعتبر من منظري "السلفية الجهادية".
وطالب أبو قتادة أمير داعش بسحب مسلحيه من سوريا، ودعا عناصر البغدادي إلى الالتحاق بجبهة النصرة وتحت لواء الجولاني، الذي دعاه هو الآخر إلى السعي للصلح وإلى إعلان الحرب على بعض فصائل الجيش الحر، ودعا حركة أحرار الشام (التي أسسها المقتول أبو خالد السوري) إلى عدم التحالف مع ما وصفها بـ"الفصائل العلمانية"، وذلك في تصريح للصحافيين مطلع العام الحالي قبيل جلسة محاكمته أمام محكمة أمن الدولة الأردنية.
سليمان العلوان
سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان، سعودي يتبع للتيار السلفي، اعتقل مرات عدة من قبل السلطات السعودية، وهو مسجون في أحد معتقلات المملكة.
ونُشر على مواقع جهادية تسجيل صوتي منسوب لـ "العلوان" ينتقد فيه البغدادي، قال العلوان فيه إن البغدادي لا يحق له مطالبة الآخرين بمبايعته، وأضاف أن البيعة العامة يحددها أهل الحل والعقد.
نلاحظ من خلال ما ورد، أن الخلاف مع داعش مرده في كثير من المواقف إلى أن البغدادي طالب قيادات ما يسمى "السلفية الجهادية" بمبايعته أميراً عليهم، وأخذ السلفيون على البغدادي تكفيره لهم، لذلك عزموا على محاربته في لحظة تقاطعات إقليمية ودولية.
 
التحكيم
وفي مبدأ التحكيم، لفت الشيخ عبد الناصر جبري (مؤسس تجمع العلماء المسلمين في لبنان، ورئيس كلية الدعوة) إلى أن من يريد أن يحكم ينبغي أن يكون عالماً عنده خبرة في القضاء، والذي يطلب التحكيم ينبغي عليه أن يكون ضمن إطار النظرة الشرعية، وهذه النظرة لا يتكلم بها إلا العلماء، وشدد على أنه لا يجد في هذه الأطراف من هو من أهل العلم او عرف بالعلم أو بطلب العلم وكذلك عرف بأنه عالم.
وأوضح الشيخ جبري أن الأشخاص الثلاثة التي ذكرت أسماؤهم لم يعرفوا بالعلم أو بطلب العلم، وقال "لم نعرف أين درسوا ومن هم علماؤهم، ومن هم العلماء الذيم قرأوا على أيديهم"، وأشار إلى أن "السلف الصالح إذا جاء احدهم ادعى العلم يسألونه من شيخك ممن تعلمت هذا".
تساؤل يطرح نفسه، كيف يطلب التحكيم من لا يلتزم بالحكم الشرعي، ومن السيف شعاره والقتل نهجه، والإجرام عقيدته، غير ملتزه بوصايا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما يرسل الجيوش في الحرب والقتال وعند النزال، وهنا نورد بعضها في الختام.
- عَنِ ابن عباس قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: "اخْرُجُوا بِسْمِ اللَّهِ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ لَا تَغْدِرُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلَا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ".
- عن عمران بن الحصين: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحُثُّنَا عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَانَا عَنْ الْمُثْلَةِ".
بسم الله الرحمن الرحيم
‏‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى
صدق الله العظيم
 



  عدد المشاهدات: 1586

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: