سأكون مباشرا جدا وسأقولها من الآخر : إن الثورات العربية هي حرب صهيونية ولكن بأيدي عربية و أقولها بأسف.

أما لماذا أقول ذلك؟؟
تعالوا معي لنقرأ ما حدث , لأننا مأمورون بالقراءة , كما أمر المولى رسولنا الكريم بقوله " إقرأ "
كنت في فترة سابقة وبتاريخ 2010-02-16 وقبل الثورات الأخيرة في الوطن العربي , كتبت موضوعا بعنوان " ثورات بألوان قوس قزح .. و الديمقراطية الأمريكية" موجود على الرابط
http://as7ab.maktoob.com/group/viewForum485620.htm
وهذا نص ما كتبت :
أنا هنا لن أدخل بالمفهوم النظري للديمقراطية و لن أناقش الديمقراطية كمفهوم أو ضرورة , ما أريد قوله هو إن الثورات التي حملت مؤخرا ألوان قوس قزح مبشرة بالتغيير و هو الشعار الذي حملته حملة الرئيس الأمريكي أوباما و التي قادته إلى الحكم و بعد مضي ما يزيد على العام من ولايته لم يلمس العالم أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه العالم وتجاه منطقتنا بالتحديد .
و لا يستطيع مراقب , إنكار الجهود الأمريكية الواضحة في تصدير ( ثورة التغيير الأمريكية إلى العالم ) ترسيخا للمفاهيم القديمة لأمريكا في السيطرة على العالم , لتغدو ثورة التغيير في أمريكا , جزءا لا يتجزأ من سياسة الإدارة الأمريكية الثابتة والرامية إلى السيطرة على العالم , من خلال الإيحاء بالتغيير في أمريكا .
و قد اجتاحت الثورات الملونة العالم بدءا من جورجيا والتي حملت عنوان الثورة البرتقالية واعدة بالتغيير , الذي صدقه الشعب وانساق وراء وعوده البراقة , ليكتشف متأخرا الكذبة الكبيرة التي انطلت عليه , ويعود فيصحح المسار في الانتخابات الأخيرة , تبعتها الثورة الخضراء في إيران , والتي انجرف في تيارها القلة من أبناء الشعب الإيراني , مع ما أظهرته أحداث هذه الثورة من ارتباطات بالعالم الامبريالي , ولكن الوعي العام في إيران استطاع إحباط هذه الجهود الرامية إلى تفتيت المجتمع الإيراني من الداخل , بعد عجز قوى الاستكبار العالمي عن مهاجمة إيران من الخارج.
تلتها الثورة الصفراء في قرغيزستان حيث استولت المعارضة التي قادت ما أطلق عليه ثورة الليمون نسبة إلى اللون الأصفر على مقر الرئاسة في العاصمة بيشكيك، رمز السلطة، حيث هاجم آلاف المتظاهرين كل المؤسسات الأخرى التي ترمز للدولة .
ولا زالت دول كثير مرشحة لثورات من ألوان قوس قزح المتبقية , لتكتشف شعوب هذه الدول, بعد فوات الأوان, بأن قوس قزح لا يدوم , ويزول فور سطوع شمس الحقيقة, لتبقى ثورات قوس قزح المصدرة أمريكيا والمستوردة محليا /عبرة لمن يعتبر /
والجديد اليوم وبعد ما شهدته البلاد العربية في الأشهر القليلة الماضية, هو ما صرح به رئيس أكاديمية العلوم الحربية الروسية الجنرال محمود غارييف في المادة المنشورة في مواقع كثيرة منها: http://www.syrianow.sy/index.php?p=35&id=25389
إن الغرب قام بغرس احدث التكنولوجيات الإعلامية الهدامة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقية التي شهدت في الآونة الأخيرة اضطرابات .
وقال غارييف خلال جلسة لأكاديمية العلوم الحربية الروسية أمس: إن الغرب عمد خلال سنتين لتكثيف غرس شبكات التواصل عبر الانترنت بتونس ومصر وليبيا , وقام في البداية بإجراء تدريبات لاختبار مدى ضمانة الاتصالات من دون الدعوة إلى القيام مباشرة بأي تحركات مخالفة للقانون.
ولكن الغرب أعطى في اللحظة المناسبة توجيها مركزيا , عبر جميع الشبكات للخروج إلى الشوارع , و رسم المخططات وأصدر الأوامر بالتجمع في الأحياء والساحات , وحدد طرق السير للوصول إليها, وأكد الجنرال الروسي انه من الواقعي تماما خلق إخطار عن طريق استخدام التكنولوجيات الإعلامية وغيرها من الوسائل الهدامة وتشكيل فوضى موجهة ومدارة بهدف استفزاز الاضطرابات واستهداف الأنظمة غير الموالية للغرب.‏
واعتبر أن ما جرى في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزيا سابقا يتكرر حاليا في الشرق الأوسط, وأشار الجنرال الروسي إلى إن وكالة الأمن القومي الأمريكي التي يعمل فيها زهاء ستة عشر ألف موظف تراقب شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت وحالة البث الالكتروني في العالم بأسره وهي تملك فروعا علنية وسرية في بلدان كثيرة بينما توصف على الفور أي محاولة للتصدي لهذه الأعمال الهدامة من قبل الأنظمة الوطنية بأنها انتهاك للحرية ولحقوق الإنسان يستدعي فرض شتى العقوبات.‏
واليوم و أن أتابع ما يجري في جرى في سوريا أشعر بالفخر بأنني كمواطن سوري و أمثالي كثر قد أدركت ما يحدث قبل أن يصل المخطط إلى بلادنا وعندما أقول ذلك فأنا أبعد ما يكون عن الغرور , بل أكثر من ذلك أقول إن وعي أبسط إنسان في سوريا يدرك تماما كل ما يخطط في مكاتب الاستخبارات الغربية الغبية , نعم الغبية , لأنها لا تعرف الشعب السوري وهذه الوكالات ومن تمثل في العالم هي التي أصابها الغرور و اعتقدت للحظة إنها قادرة على تغيير وعي المواطن السوري بما أوتيت من أدوات حديثة استعملتها كأبواق من المحطات الفضائية العربية والأجنبية والتي استطاع المواطن السوري كشف زيفها ومسح بمصداقيتها المهنية الأرض .
واليوم وبعد المسيرات المليونية والتي شهدتها سوريا و آخرها مهرجان قسم للولاء للوطن في ساحة الأمويين بتاريخ 17/7/2011 يثبت الشعب السوري مجددا وعيه العميق بالمخطط وتمسكه بنهج الإصلاح الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد .
وان كنتم من دعاة الديمقراطية التي تدعون تبنيها فالشعب السوري قد قال لكم كلمته في أكبر استفتاء على محبة الشعب للسيد الرئيس بشار الأسد , إذا فلتخرس فضائياتكم الكاذبة " فضائيات شاهد العيان؟؟؟ "
أو لتعيدوا شيئا من الثقة التي خسرتموها أمام المشاهد العربي بتقديم اعتذار للشعب السوري لمشاركتكم في التحريض على العنف في سوريا وسنقرر نحن أن نقبل هذا الاعتذار أم نرفضه .
وستبقى سوريا قيادة وشعبا عصية على الاستهداف , وسيبقى إعلامنا الوطني الذي نعتز به أشرف من كل منابركم , و أقول لأخوتي العاملين في التلفزيون العربي السوري وتلفزيون الدنيا و الفضائية الإخبارية السورية وكل المواقع الالكترونية السورية لقد شرفتم الإعلام السوري وتفوقتم بمهنية عالية على كل من يحمل شرف هذه المهنة وكنتم علامة فارقة نعتز بها ونفتخر , فشكرا لكم .
أبعد من ذلك أقول بأن ما شهده الاتحاد السوفييتي السابق في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي على يد اليهودي غورباتشوف فيما سمي ثورة البروسترويكا لا تخرج عن هذا الإطار خصوصا ونحن نعلم العمل المؤسساتي الذي يتم في أمريكا وقائد هذا العمل الحقيقي الذي يصنع السياسة الأمريكية وهي منظمة " ايباك " الصهيونية وقد تمكن الغرب الرأسمالي من تفكيك القطب السوفييتي الى دول صغيرة ضم الكثير منها الى ما يسمى حلف النيتو .
وما يعنينا اليوم كما أعتقد بأن يكون واضحا بأن أمريكا و أداتها في المنطقة تقود حرب عالمية" لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ " وقد نجح المخطط جزئيا في السودان بانفصال الجنوب و القادم أخطر كما تشير الدلائل عبر تفتيت مصر على أسس طائفية ويشمل المخطط كل الدول العربية بدون استثناء و لكن الأخطر اليوم بأن هذه الحروب تقوم بأيدي أبناء شعوب هذه الدول وبتمويل وتحريض خارجي سخرت له أمريكا وإسرائيل كل تقدمها العلمي والتكنولوجي ورصدت له الميزانيات المالية المفتوحة والتي تغذيها خزائن دول البترودولار من الأعراب الذين سيأتي دورهم في هذا المخطط ( جزاء سنمار(
سوريا كنت المفصل الرئيسي في إفشال هذا المخطط عبر وعي شعبها والتي شكلت نقطة تحول جوهري كما أعتقد في وعي المواطن العربي فأصبح المواطن العربي في تونس ومصر يدرك بأنه قد انطلت عليه حرب الإعلام وشعارات الديمقراطية الزائفة التي رفعها المتظاهرون في هذه البلدان ويكتشف اليوم أخوتنا المصريين بأنه في الوقت الذي أعلنت فيه قناة الخنزيرة القطرية بأن مليونين متظاهر في ساحة التحرير لم يكن هناك سوى عشرة آلاف و إذا استرجع المصريون ملف الثورة سيكتشفون الكثير من الفبركات والدجل ولا يعني ما نقول بأنه ليس من حق شعوب هذه الدول إحداث تغييرات وإصلاحات محقة في حياتها ولكن ما أعنيه هو استخدام هذه الثورات وركوب مطالب الشعوب في سبيل تخريب وتفتيت هذه الدول وبأيدي أهلها و إن المتباكين على حقوق الإنسان في بلادنا العربية هم أنفسهم أصحاب مجازر دير ياسين وغزة والعراق وجنوب لبنان وهم قادة ثوراتنا العربية المزعومة اليوم ( هنري ليفي ) نموذجا - يعطون مقاولي الثورات المال والسلاح لنقتل بعضنا ولكن هيهات أن ينجحوا في سوريا مع تمنياتنا لأشقائنا العرب بأن يستيقظوا سريعا في اليمن وليبيا ومصر والسودان و أن يقود الشرفاء منهم تحولات حقيقية من داخل هذه الدول ولن أقول لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع ولكن سأقول إنكم انتم القادرون على تحقيق إصلاحاتكم الداخلية بدون تدخل استعماري خارجي لا يريد لكم سوى الخراب ونهب خيرات بلدانكم ويجب أن لا يستطيع القلة من الذين تم استئجارهم من الخارج تغيير حياتنا وفرض إرادتهم على الغالبية فمعمر القذافي كان أفضل من سارقي ليبيا الحاليين و الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان قادرا بإشارة من إصبعه على إخراج مسيرات مؤيدة بعشرات الملايين من اليمنيين, ولولا المؤامرة الخليجية عليه لكان اليوم بين شعبه المحب له .
وقد استردت قيادات الكثير من الدول عافيتها بعد نجاح سوريا في إحباط المخطط الرامي إلى تدميرها وتفتيتها , فما بعد ما حدث في سوريا , ليس كما قبله , وسوف تقدم سوريا قريبا ان لم تكن فعلت حتى الآن , دروسا في الحرية والديمقراطية إلى العالم ... هذا ما نحن متأكدون منه, ونحن مع قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد وواثقون بأننا سنصل إلى ما نريد .