الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

سفينة بشار الأسد الفينيقية ... و الأبجدية الجديدة .. بقلم : يونس أحمد الناصر
May 19, 2014 02:00

سفينة بشار الأسد الفينيقية ... و الأبجدية الجديدة .. بقلم : يونس أحمد الناصر

 الربيع العربي أو الأصح ربيع نتنياهو حسب المصادر الصهيونية هو موجة عنف تجتاح العالم العربي وتقوض كيانات الدول الهشة التي تحتوي على اختلالات داخلية استجابت للمكون الخارجي, فتهاوت الأنظمة واصطدمت هذه الموجة بحاجز الصد السوري المكون من تلاحم الشعب مع القائد لشعبه ,. وإذا أردنا أن نعرف ما الذي حدث ويحدث يجب علينا أن نقرأ المشهد بكليته ابتداء من مصورات برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط على أسس عرقية و طائفية مرورا بالفوضى الخلاقة التي بشرت بها السوداء رايس وصولا إلى تحالف الأنظمة الرجعية في المنطقة مع الامبريالية العالمية و أحلام العثمانيون الجدد كي يسيروا في مشروع تفتيت المنطقة, ولكل منهم مفتاح فمن التهديد بالإطاحة بعروشهم إلى الإغراءات بالنفط و الغاز الذي سال له لعاب السلطان العثماني , وقد جند أصحاب المشروع الجهنمي الكثير من الأدوات التي نجحت في أماكن و أخفقت في سوريا العربية أولها اللعب على الوتر الديني الذي أجاد العزف عليه مفتي الناتو" القرضاوي " و" العرعور" و رقص على أنغامه الوهابيون و ابنتهم الشرعية تنظيم القاعدة من خلال تضليل البسطاء بالخطر الإيراني ( الشيعي ) وتنصيب إيران عدوا بديلا عن الكيان الصهيوني الغاصب, مبشرين بالإسلام السياسي حسب النموذج التركي بديلا عن الأنظمة السائرة في طريق العلمانية و المدنية , ومصر التي عملوا على تفتيت نهجها القومي الناصري منذ اتفاقات كامب ديفيد الخيانية وصولا إلى نشر الأوبئة الزراعية و المخدرات وصولا إلى اليوم الذي انقض فيه الإسلاميون المتطرفون على الحكم و إعلان العداء لسوريا المقاومة للمد الصهيوني و المتمسكة بعروبتها و المؤمنة بقدرة الإنسان العربي على النهوض و احتلال المكان المناسب تحت شمس الحضارة العالمية . إذا من أهم أهداف ربيع نتنياهو هو ضرب الهوية العربية القومية وإحلال الهوية الاسلامية ( الوهابية و العثمانية الجديدة ) مكانها . وما يحدث اليوم في العالم العربي يصح أن نسميه طوفانا و سفينة نوح هي وسيلة النجاة الوحيدة , و ما يحدث اليوم للعالم العربي هو الكفر الصريح الذي انتهجه بعض حكام هذه الأمة , جوعا وقتلا وتنكيلا وموالاة للشيطان وبعدا عن الفضائل وتكديس للثروات دون موعظة من الأمم التي سبقتنا و التي تطرح سؤالا , لن يجيب عليه الطغاة, حتى يأخذهم الطوفان " هل أخذ قارون معه شيئا و هل حمت الثروة أحدا" ؟؟؟؟ . أحجار الدومينو يسقط الواحد تلو الآخر, من سعد الحريري إلى زين العابدين بن علي إلى حسني مبارك وسوف يعقبها الكثير , وما يميز أحجار الدومينو التي تتهاوى شيء واحد , هو ارتهانها للغرب الاستعماري ومعاداة شعوبها وإذلالها , اعتقادا منهم بأن أمريكا كفيلة بالمحافظة على عروشهم ولكن هيهات هيهات. وكما قال حكيم العرب القائد الخالد حافظ الأسد قوتان لا تقهران " قوة الله وقوة الشعب " فقد فار الطوفان من التنور – أعني سياسة التجويع – التي اتبعتها بعض أنظمة الارتهان العربي, ولن يبقي أو يذر أحد منهم . ووسط هذا الطوفان, تبدو السفينة الفينيقية للسيد الرئيس بشار الأسد, تمخر عباب هذا الطوفان بكل صلابة , على متنها قائدا أحب شعبه فبادله الحب, ولن يستطيع أحد من الظالمين صعود السفينة, لترسو على جبل طور ولتعمر الأرض التي وعد الله ميراثها للمؤمنين . و استطيع أن أزف لأخوتي السوريين و الشرفاء العرب بأن سوريا الصامدة و المقاومة ستصوغ مستقبل البشرية لمائة عام قادمة بديلا عن سايكس بيكو المنتهي الصلاحية و ستخرج سوريا أقوى من أزمتها لتكون منارة لكل الأحرار العرب يساندها محور المنتصرين في هذه الأزمة و أعني روسيا و الصين و إيران ودول بريكس القوى الفتية و الناهضة على المسرح الدولي و التي تشكل كتلتها البشرية( ثلاثة أرباع سكان العالم) مقابل محور المنهزمين و المتمثل بأمريكا و أوربا العجوز المنهارتين اقتصاديا و معهم الرجعية العربية المتمثلة بالأنظمة الاوليغارشية و الكيان الصهيوني الذي سيشهد هذا القرن النهاية الحتمية له – و إن غد لناظره قريب – وقريبا سترسو سفينة نوح على الطور, فقد وصلت الحمامة وفي فمها غصن الزيتون .



  عدد المشاهدات: 1701

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: