لا شك في ان داعش تتزود بالسلاح والعتاد والأموال من الدول التي دعمت الإرهابيين في سورية علنا وفي العراق بالصمت او العلن ومن المؤكد ايضا ان داعش التي تقاتل في سورية هي نفسها في العراق لا سيما وان اسمها الكامل " دولة العراق والشام "وعندما تقتحم داعش مدنا مثل نينوى- الموصل - الفلوجة في العراق والرقة وأجزاء من ارياف دير الزور وادلب وحلب ، فمما لا شك فيه انه بالنتيجة سيتمكن الجيش العراقي والجيش السوري من استردادها كما حصل في أرياف دمشق والغوطة وحمص القديمة وبعض اريافها وكما حصل ويحصل في الأجزاء المذكورة في العراق وهذا ما يُسمى الكر والفر في الحروب .
اما وان ما يحصل الآن في العراق ( وبعض المحللين يعزونه الى هزائم هذه المجموعات في سورية ) سيحصل حتما في دول الجوار من بلاد الشام وجوارها فهذا هو استراتيجية داعش وأخواتها وكثيراً ما أعلنت عنه ، فماذا سيحصل في اسرائيل وقد اصبح احتلال المدن والبلدات ولو لفترات قصيرة او طويلة تجارب وأفعال مارستها هذه القوى الإرهابية فبالكر والفر تم طردها او سيتم قريبا ، فكم تتحمل اسرائيل من كر وفر ، ان فرارا واحدا لمستوطينيها سيكون مؤبدا وسيكون تحمل الدمار والتخريب التي تمارسه هذه المجموعات الإرهابية ليس بمقدور مستوطنيها كما يفعل السوريون الأبطال الصامدون عندما عادوا فورا الى حمص القديمة المحررة وبلدات كثيرة في أرياف كثيرة وكذلك اهل العراق وكما فعل ايضا اهل جنوب لبنان فور التحرير في عام ١٩٨٠ وبعد اندحار الصهاينة في حرب ٢٠٠٦ على لبنان ، فهل يحسب هذا الكيان الصهيوني مثل هذا الحساب ام انه يجيِّر مثل هذا التوقع الى حزب الله في حرب قادمة فقط باحتلاله للجليل ،ويغفل هذه العصابات الإرهابية ، وما ينتظر اسرائيل ينتظر دول اخرى في بلاد الشام والخليج ( من يطبخ السم لا بد ان يتذوقه ) .
آن الأوان لكي تستفيقوا من اوهامكم وان توقفوا دعمكم للإرهاب .
سورية منتصرة وبوادر النصر كثيرة والنصر قريب بتصميم جيشها البطل وبدماء شهدائها الابرار وصمود أهلها والتفافهم حول قيادتهم والذي برهنته الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، وكذلك العراق . والأفضل للبلدان العربية التي لا تزال تدعم الارهاب وكذلك الدول الغربية ان تتدارك مواقفها المتناقضة في دعم الارهاب في سورية وضده في العراق كما يعلن البعض وكم سيكون فخرا لها ان تقف الى جانب سورية في حربها ضد الارهاب ، فتساهم في حماية نفسها والعالم .

*المصدر صفحة الاستاذ مكرم عبيد / وزيرسابق للنقل  في الجمهورية العربية السورية  / على الفيسبوك