الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

المقاومون ... و المقاولون – بقلم يونس أحمد الناصر
July 19, 2014 12:53

المقاومون ... و المقاولون – بقلم يونس أحمد الناصر

 
 
 
الفرق يا أحبتي كبير و كبير جدا بين من يعتنق المقاومة فكرا و نهجا و طريقا للحياة الكريمة و بين من يرتدي رداء المقاومة للتعيش و الاكتساب و لا يمكن الفصل بين المفهومين إلا بنار التجربة التي تكشف الذهب من التنك
 
مدرسة المقاومة العربية في العصر الحديث أسسها أبطال الثورة السورية الكبرى للخلاص من نير المستعمر , هدفها واحد هو التحرير و ثمنها الدماء الزكية في معبد الحرية فسلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية انطلق برجال جبل العرب ليذيق الفرنسيين حرارة حب الوطن التي حرقت أنفاسهم و الشيخ صالح العلي قائد ثوار الساحل السوري لقنوا المحتل دروسا في حب الوطن و الاستشهاد في سبيله و ابراهيم هنانو في جبل الزاوية و ثوار الغوطة رجال أحمد مريود و سواهم الكثير من الرجال الذين لا ينامون على الضيم عروسهم الحرية و مهرهم الدماء الزكية
 
مرورا بعز الدين القسام و رجال جيش الإنقاذ لفلسطين من براثن الصهاينة الأنذال
 
و جمال عبد الناصر و الضباط الأحرار في مصر الشقيقة و ثوار الجزائر بلد المليون شهيد و أسطورة ثورتهم جميلة بوحيرد و فلسطين و عروس مقاومتها ليلى خالد  
 
و المقاومة في لبنان و دماء سناء و هادي نصرالله و غيرهم الكثير مما لا يمكن حصره في مقال
 
المقاومة التي أسس لها فكرا و تنظيما و ممارسة القائد الخالد حافظ الأسد و قيادته لحرب تشرين التحريرية و دعمه لحركات المقاومة ضد المستعمر في كل الوطن العربي حتى كنت لا يمكن أن تعبر في شارع من شوارع دمشق إلا و تجد به مكتبا لحركات الحرية على مساحة الوطن العربي الكبير
 
عندما نقول ذلك فنحن نوثق تاريخا مشرفا من عمر هذا القائد الشريف الذي رسم للأجيال العربية طريق التحرير و تحصيل الحقوق و قد أثبت التاريخ بأن ما خطط له و رسمه القائد الخالد حافظ الأسد هو الطريق الوحيد لنيل العرب حريتهم و كرامتهم
 
و السياسة السورية الواضحة و التي لا تجامل في حقوق الأجيال وقفت صامدة في وجه الانهيارات و الهزائم التي سقط بها البعض من السادات إلى ياسر عرفات وصولا إلى محور الاعتلال و دول البترودولار و مشيخات النفط
 
لا مساومة على الحقوق و ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة هكذا رسم ملامح المقاومة و حث الشباب العربي عليها و لم يعرف التاريخ القريب و البعيد سقوطا و لا هنة في موقف سورية المقاوم و الداعم لكل أشكال المقاومة
 
أتاها الكثيرون يرتدون رداء المقاومة فاستقبلتهم و دعمتهم و لم ترد في تاريخها طالبا للحرية و لكن التجربة بالنار أثبتت بأن الكثيرون منهم لم يكونوا ذهبا و احترقوا بنار التجربة و أعني الحركات الفلسطينية المقاومة و المنظرين لها كعزمي بشارة و خالد مشعل و سواهم و سورية المقاومة غير آسفة البتة لدعمهم عندما كانوا يرتدون رداء المقاومة و لن تتوقف بدعم سواهم عندما يرتدون هذا الرداء فنهج سورية معروف يعرفه القاصي و الداني و هي بنهجها هذا تحملت الكثير و لكن من يحمل مشعل الحق لا يبالي بناره
 
سورية حافظ الأسد الذي مضى كريما إلى جوار ربه و سلم الراية لأسد من لدنه كانت و ستبقى تتقاسم اللقمة مع كل الشرفاء الذين يريدون تحرير أوطانهم رغم الطعنات النجلاء التي طعنها بها البعض
 
أما المقاولون يا أحبتي فكلكم تعرفونهم و لم يعد شيئا مستورا فمنهم من يحرض الأخوة على الاقتتال و يمدهم بأدوات الإجرام و منهم من يمد يده للعدو متاجرا بدماء الشهداء و يقدمهم قرابين على مذبح مصالحه الشخصية , يرتدون رداء المقاومة و يمارسون الخيانة و النذالة و لم يتأخروا بإظهار وجوهم القبيحة و لحاهم النتنة , يهدرون خيرات بلادنا و يسفكون دماء المقاومين و يصلون في محراب الصهيونية
 
يدعون المقاومة و يدعمون المعتدي بترولهم يزود الطائرات الصهيونية بالوقود مجانا لقتل أطفالنا و استباحة أرضنا و صفقاتهم التجارية مفضوحة مع هذا الكيان الغادر و رعاته الغربيين و الأمريكان
 
يوردون الاسمنت الذي بنى به الاحتلال جدار الفصل العنصري في غزة و يزودون هذا الكيان بكل إمكانات الحياة فمصر الخيانة قدمت و لا زالت تقدم الغاز بما يشبه المجان لهذا الكيان بينما مستشفيات غزة تغط في الظلام بسبب نقص الوقود
 
و يبنون المستعمرات للمحتلين الصهاينة و بيوت غزة تدمر و تحرق و لا يجد الفلسطيني مكانا يؤويه , يشربون أنخاب الخيانة على طاولات القمار في لاس فيجاس و بلادهم تغرف في الفقر و الفاقة
 
المقاولون يا أحبتي هم هذا النموذج التركي الذي يحاولون تعميمه على بلادنا و ابن أردوغان أكبر تاجر بالتعامل مع إسرائيل
 
المقاولون يا أحبتي هي السعودية التي تضخ المليارات من الدولارات في أعصاب مصانع السلاح الغربية ليقتلوننا بها
 
و المقاولون هم القطريون الذين  يمولون مشاريع الصرف الصحي بمليارات الدولارات في عاصمة الضباب لندن و بلادهم تفتقر إلى اليوم لمثل هذه المشاريع
 
و المقاولون هم الذين ينظرون لثورات ربيع نتنياهو و يصبون الزيت على النار كي تحترق أوطانهم .
 
و المقاولون هم الذين ذكرتهم.... و الذين لم أذكرهم من الذين لا زالوا يرتدون رداء المقاومة
 
تحية لسورية المقاومة و قائدها المقاوم الدكتور بشار الأسد
 
و تحية للمقاومة اللبنانية و قائدها المقاوم حسن نصرالله
 
و تحية لكل مقاوم عربي أينما كان  
 



  عدد المشاهدات: 1466

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: