الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

الشانزليزيه ... وسوق الحميدية ... بقلم : يونس أحمد الناصر
May 19, 2013 12:12

في فترة مبكرة من عمري كنت نهما للقراءة ومن بين الكتب التي وقعت بين يدي في تلك الفترة ثلاثية لوليد الحجار الجزء الأول منها كان رواية " مسافر بلا حقائب " و اعترف بأنني قرأتها بمتعة كبيرة وتملكني شعور من حملته الكلمات إلى العاصمة الفرنسية وكنت أتجول بين الكلمات كمن ينتقل بين معالم باريس التي ذكرها الكاتب من برج إيفل إلى الكونكورد والحي اللاتيني ونوتردام وصولا إلى الشانزليزيه السوق التجاري الشهير في باريس
وأتاح لي القدر بعد الكثير من السنوات لزيارة العاصمة الفرنسية واخترت الإقامة في أحد فنادق شارع/  إميل زولا  /الكاتب الشهير والذي قرأت له سابقا  , و في صباح اليوم التالي قصدت كما عادة من يزور باريس المعلم الشهير وهو برج إيفل الذي يقع في منطقة جميلة ومنظمة تحيط بالبرج المعدني العملاق والبارد ,  تخفف من برودته الحدائق الغناء التي تحيط بالبرج , جال بصري صعودا وهبوطا , نعم انه برج عملاق ,  أغراني بالصعود إلى القمة لأرى باريس من الأعلى ومن الأعلى خطر على بالي قاسيون الذي يحتضن دمشق ويستطيع من يعلوه أن يرى دمشق كالطفل في حضن والدته ,  وقد استطاعت فرنسا تسويق هذا البرج المعدني كمعلم سياحي يستقطب الملايين من السياح سنويا ,  وأنا أهبط من البرج قلت لنفسي قاسيون * أحن و أجمل * من هذا البرج البارد مضيت إلى الحي اللاتيني ,  فلم أجد الدهشة التي انتابتني و أنا أقرأ الرواية ,  فقررت أن أذهب إلى كنيسة نوتردام التي خلدها الفيلم الذي شاهده العالم " أحدب نوتردام " عن الرواية الشهيرة , اجتزت نهر السين باتجاه نوتردام , فرددت قول الشاعر" بردى هل الخلد الذي وعدوا به " وتمنيت لبردى أن تعود مياهه إلى سابق عهدها , وصلت إلى نوتردام , ودخلت هذه الكنيسة العملاقة بواجهاتها و أقواسها الحاملة طراز معماري فريد وجميل ,  وقفزت إلى رأسي دمشق ,  فمن كنيسة بولص الرسول , جاءت رسالة السماء , وجاء بها الرسول إلى الديار الأوربية والعالم ,  وقد زار بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولص الثاني تلك الكنيسة للحج على خطى بولص الرسول .
حبيبتي دمشق لا تفارقني, شعرت بالغيظ , أنا هنا في باريس فلماذا تلح علي دمشق بالعودة إلى حضنها ؟؟
 غادرت نوتردام إلى ساحة الكونكورد , المسلة الفرعونية التي تزين الساحة الشهيرة والتي نقلت من مصر الشقيقة ,  شاهدت النقوش الفرعونية على تلك المسلة , كظمت غيظي ,  ومضيت إلى شارع الشانزليزيه دخلت الشارع الفسيح والجميل , محلات تجارية تصطف بأناقة ولكنك عندما تقترب من الواجهات ,  يقفز قلبك عندما ترى أن ساعة يد يبلغ ثمنها ثروة ,  فقلت لصديقي  السوري الذي يدرس في باريس , من يشتري من هذا السوق ؟
 فقال ضاحكا عرب البترودولار, يعطوننا بالشمال و يأخذون باليمين , سألت صديقي الفرنسي الذي يرافقنا  , هل تشترون من هنا؟؟
 فأجابني لا , ننتظر حتى تسمح لنا الفرصة بزيارة دمشق أو حلب أو الشرق بشكل عام لنشتري ما نريد لنا ولأولادنا .
عند نهاية هذا الشارع و أعني الشانزليزيه ,  يتربع قوس النصر وقفنا أمام هذا القوس ,  فقلت لصديقي السوري ,  أليس قوس جوبيتر في نهاية سوق الحميدية أجمل ؟؟؟
أعلم بأن الكثيرين سيعارضون هذه المقارنة ,  و لكنني كتبت مشاعري بصدق و ما حدث معي ,  ووصلت لنتيجة اقتنعت بها ,  ولا أفرضها على أحد : دمشق تشبه باريس وتتفوق عليها حضاريا
 



  عدد المشاهدات: 1219

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: