الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

من بابا عمرو إلى القصير ... بطولات لا تنتهي - بقلم : نمير سعد
May 21, 2013 00:39


  كل الأخبار - ما أشبه اليوم بالأمس ، وما أروع أن يعيش السوريون ذات مشاعر الفخر والإعتزاز بجيش الوطن الذي يعشقون ، هكذا هي مشاعرهم اليوم وكذا كانت على مدار أشهر الحرب الثماني والعشرون ، من يقرأ مفردات الواقع السوري ويتفحص ملامحه الميدانية ويدقق في نتائجه على الأرض يتوصل دونما عناء إلى نتيجة بسيطة مفادها أن حلف العدوان على الوطن السوري إن كان صادقاً في توجهه إلى الحوار سبيلاً لحل الأزمة في سوريا فهو يفعل ذلك مرغماً ومجبراً لا مخيراً لأن نتائج المواجهات في الميدان تؤتي ثماراً لا يستسيغها ، ولكم أن تتخيلوا حال الموقف الأميركي لو أن أدواته على الأرض تسيطر حقاً على مساحاتٍ إضافية وتحقق انتصارات حقيقية ، لكان له دون أدنى شك غير موقف وغير رأي ، فالجيش السوري الباسل يكمل اليوم رسم لوحة الإعجاز في الصمود في وجه هذا العدوان وتحطيم رموزه وأدواته وقتلته وسفاحيه من أكله لحوم البشرعلى الأرض السورية ويطبق على العصابات الإرهابية ويعصف بها كما الإعصار . و لا تملك حكومات دول العدوان إلا أن تنحني أمام هذا الإعصار خشية المزيد من الخسائر وما سيليها من الفضائح الإضافية التي تكشف تلك الحكومات أمام شعوبها أكثر و تفضح بشكلٍ أوضح عمالتها ونذالتها وإرتباطها حد التماهي مع الإرهاب القاعدي الذي تدعي محاربته وتضع بعض فصائله على لوائحها السوداء فيما هو صنيعتها من صلبها و نتاج زناها و فعلها الحرام ... .

تنبش معارك تحرير وتعقيم القصير ريفاً ومدينة أرشيف الذاكرة لتلتقط أحداثاً ومعارك تحاكيها في تفاصيلها وملامحها وتضعها أمام مجهر الدماغ الذي تبدأ فيه عملية مقارنة تنعكس نتائجها شعوراً عارماً بالرضى والفخر والإعتزاز لمجرد الإنتماء لوطنٍ جيشه بهذه القوة والعظمة ، وإن كان البعض قد نسي أو تناسى بابا عمرو فإن أضعاف هذا البعض لم ولن تنسى تلك الموقعة ولا غيرها من المعارك المشرفة التي خاضها هذا الجيش الجبار ، هل ننسى صمود بواسل الجيش في حلب وريفها في وجه غزوات مصاصي الدماء .. مرتزقة اردوغان وحمد ،، جيش الكفر الذي يرفده الكفر الوافد كالنهر الذي يتغذى بينابيع الكفر المتدفقة من أصقاع الكون كافة ، هل ننسى كيف خنق جيشنا الباسل من رفعوا شعار معركة دمشق الكبرى أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً ، هل ننسى معارك ريف دمشق وغوطتها ، لا ورب دمشق لن ننسى ... .

إذا أردتم أن تدركوا حجم الخسائر في صفوف العدو زوروا " حتى لو كان الأمر غير مستساغ " لدقائق معدودة محطات إعلام العدو الداعرة واستمعوا إلى تقاريره ودققوا في مفردات خطابه ولاحظوا وهذا هو الأهم .. حالة الهستيريا التي تصيب طاقمه الإعلامي ملاكاً وولاة أمر وأجراء من عبدة المأمور ، لاحظوا الإنفعال الذي يصيب مقدمي برامجهم ونشراتهم الإخبارية حتى يصاب بعضهم بحالة من التيه عن مفردات تقريره وإنعدام التركيز والإرتجال الذي يفضح حجم الصدمة التي أصابته إذ أصابت مشغليه وولاة أمره ، لاحظوا حالة الإحباط والصدمة التي تصيب ضيوف الفضائيات الصهيوأعرابية سيما فضائية آل ثاني وآل سعود من تضعضع وتشتت وتلاشي معاقل الإرهاب الإسلامي في سوريا وسقوط قلاعه الرملية أو الكرتونية وتناثرها كالعصف المأكول . وبعيداً عن الإعلام الصهيوأعرابي لاحظوا أيضاً حالة الإستنفار الإعلامي الغربي و سلوكه الفضائحي حين يتصدر عنوان " مجزرة في القصير " بعض صحفه وتصويره للمعارك الدائرة ضد الإرهاب الذي يغزو سوريا على أنه " مجزرة بحق مدنيين " .. .
موقعة القصير هي إحدى معارك الجيش في خوضه مواجهة قوة الردع بتوازن القوة وإضعاف خيار شن الحروب المباشرة لدى حلف الأعداء من خلال تذكيرهم بالأثمان الغالية التي يتوجب عليهم دفعها إن هم فعلوا ، والحديث هنا عن التدخل العسكري المباشر من قبل الناتو لتغيير المعادلة لصالح عملاء الناتو وأدواته ، هذا التدخل الذي كان أمراً واقعاً لولا صمود وقوة الجيش السوري ، معركة القصير بهذا المعنى هي رسالة ودرس ، رسالة للخارج البعيد والقريب كما للداخل ، لكل من كان حتى الأمس القريب يظن أن الوهن والضعف قد نالا من مقاتلي جيش الوطن ودرس جديد للأغبياء الذين لم تكفهم كل الدروس السابقة ، وتثبيتاً لحقيقة أن لهم أن يسيطروا على رقعة ما لبعض الوقت لكن قيادة الوطن والجيش هي من يحدد مدة السيطرة ومداها ، وتثبيطاً لكل آمال أفراد العصابات الإرهابية وولاة أمرهم بتحقيق انجازٍ ما على الأرض ووهم الحفاظ عليه أو تثبيته .... .

مرةً أخرى وعلى قاعدة أن الشيء بالشيء يذكر فإن معركة القصير جاءت لتذكرنا بحزب الله ، ليس من خلال الحملة الهوجاء الشعواء المقرفة التي يتعرض لها هذا الحزب المقاوم وحسب ، وانما من خلال ما يقوم به أبطال الجيش السوري الأبي في كل ساح من الأرض السورية المباركة سيما في القصير ، وبالعودة في الزمن بضع سنين وإستحضار الماضي الذي لم يغب عن الأذهان يوماً .. إلى زمن الإنتصار التاريخي لحزب الله على جيش العدو الإسرائيلي في حرب تموز ، ذلك الإنتصار الذي تابع الكون تفاصيله ومجرياته ومحطاته ، يوم إستطاع الحزب بالإرادة التي امتلكها بضعة آلاف من أبطاله أن يدوس كرامة الجيش الذي كان يسجل إلى حين بأنه لا يقهر وأن يمرغ شرفه العسكري بأوحال بساتين الجنوب ، وبعد إنقضاء آخر فصول الإنتصار وبعيداً عن جو الخيانات والتآمر في الداخل اللبناني العميل والخارج الأعرابي التابع القذر ، داعبت أذهان بعض السوريين أسئلة محددة كان أهمها " لما لا يكون لجيشنا السوري هذه المقدرة على مواجهة العدو بحرب عصابات على غرار ما فعل ابطال المقاومة الإسلامية في لبنان ، وقد تصادف وجودي لأكثر من مرة حين طرح هكذا تساؤلات وكنت اكتفي بالقول .. لا يستطيع أحدنا الجزم بأننا لا نمتلك في سورية هكذا قدرات وامكانات وكنت أشدد على حقيقة أن بعض المسائل العسكرية معلنة وواضحة فيما بعضها الآخر سري وليس للطباعة أو النشر .. دارت الأيام وتعاقبت السنين وكان لي قبل بداية الحرب على سوريا لقاء بأحد أصدقائي الضباط وهوالذي يعلم ما لا يعلم كثيرون بحكم مركزه في المؤسسة العسكرية ، نقلت له يومها هذا التساؤل بحرفيته وإنتظرت رده .. علت البسمة وجهه قبل أن أتم حديثي ، ما زلت أذكر تلك الإبتسامة التي امتزجت بثقةً عالية في النفس طغت على ملامح وجهه ، ليجيبني بعدها بلغة من يعرف البئر وما فيه ويسأل بدوره .. ومن ذا يا صديقي الذي يستطيع الإدعاء أننا لا نمتلك في سورية نسخاً عديدة من الفرق القتالية لحزب الله ، ومن قال أيضاً اننا لم نكن جزءًا أصيلاً من تكوين وبناء تجربة الحزب وروحه وإمكاناته القتالية وخبراته ومهاراته الحربية ... .

ثم أردف وقال .. إن كان احدهم يعتقد بأننا بعيدون عن تلك التجربة فهو فقط واهم ،، كان كلامه مثلجاً للصدر ومثبتاً لقناعاتي التي طالما فاخرت بالمجاهرة بها فيما يخص امكانات هذا الجيش العظيم وقدراته وعلاقته الحيوية بمفاصل قوة المقاومة اللبنانية ، فما نطق به رجل المؤسسة العسكرية ذاك هو واقع معاش نطالع تفاصيله ونقرأ حروفه و نتغنى بكلماته وتعلو جباهنا بنتائجه وانجازاته على مدار زمن الحرب على سوريا ، لم ينطق الرجل آنذاك سوى بالحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة ، بل أجرؤ على القول أن فصولاً جديدة من تلك الحقيقة سوف تظهر تباعاً وتلحق بالفصول التي تم عرضها على الساحة السورية لكل صاحب عقل يقرأ لغة الحرب ولمن لا زال بعض المنطق نشطاً في ثنايا دماغه ... .

عن معركة القصير أيضاً أقول أن مخلوقاً بمنصب متحدث بإسم الهيئة العامة للثورة طالعنا على فضائية " أن تكذب أكثر " بدعابة مفادها " أن من يحاول إقتحام القصير هم عناصر من حزب الله مدعمين بدبابات النظام " انتهت الدعابة ، نقول لهذا الكائن ولكل من عزف على وتر مشاركة حزب الله المقاوم الشريف في حماية اللبنانيين القاطنين للقرى الحدودية بين لبنان وسوريا أو تصريحات سيد المقاومة عن واجب حماية المقامات والمزارات الدينية ، و مع تسجيل كل الرضا والترحيب و التفهم لتلك المشاركة في بعض قرى الشريط الحدودي ورفع القبعة والإنحناء لمواقف وتصريحات رمز المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله الذي اقرأ بين مفرداته طهراً إسلامياً وعفةً ونزاهةً ورفعةً وسمواً تغيب جميعها عن خطاب إسلاميي ربيع بني صهيون ، وأجد أن واجبنا هنا إنصاف هذا الحزب العظيم بالقول أن لنا الفخر كل الفخر بأنه أثبت إسلامه وعروبته و سوريته أكثر من الكثير من " السوريين " ، ولكني أقول أخيراً إن كان حزب الله سوريا إلى جانب لبنانيته ، وإن كان يتصرف إنطلاقاً من انتمائه هذا وتحالفه هذا وتموضعه الراقي هذا فنحن نتمنى من صميم قلوبنا أن يصل تعداد مقاتليه إلى مئات الآلاف من المقاتلين الجاهزين للوقوف مع الشعب والجيش السوريين وليس لبضعة آلاف فقط من المقاومين الأشاوس ، ونلفت نظر من تداعب ذهنه فكرة المشاركة الفاعلة لهذا الحزب الشريف في معارك جيش الوطن بأن معركة القصير هي واحدة من مئات أو آلاف المعارك التي خاضها بواسل سوريا على مساحة الوطن السوري ، وهو بهذا المعنى يحقق انجازاتٍ ويسطر معجزاتٍ على مساحة الأرض السورية تذكرنا بإنجازات حزب الله المقاوم ، هو جيشٌ تدعمه عقيدته القتالية وروح التحدي في نفوس أفراده وذاك التجذر الذي يشد أواصره إلى ترابه ، وهذا السند الشعبي من أغلبية أبناء الوطن السوري ، هو جيشٌ لن تعرف الهزائم طريقها إلى صدور وعقول جنوده والتاريخ حكمٌ بيننا وفيصل ، وهو أخيراً وبإضافة بعض ما قاله ذاك الصديق العارف لبواطن المؤسسة العسكرية .. وبإضافة حقيقة أن حبلاً سرياً يصل بين بواسل هذا الجيش وقلوب من يسكن هذه الأرض المباركة وهو ذات الحبل الذي يصعد بلغة الإيمان من جذور الأرض إلى سماءات ما فوقها وما فوق سماآتها ، هو مجموعة من الكتائب والألوية والفرق التي تعلو الجباه بها وتشمخ الرؤوس ... هومجموعةٌ عظيمة من الأحزاب الإلهية .

 

 

نمير سعد
20 - 05 - 2013









  عدد المشاهدات: 1268

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: