الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

ما هكذا يحارب الإرهاب / الكاتب د. محمد صالح الهرماسي
January 17, 2015 03:22

ما هكذا يحارب الإرهاب / الكاتب د. محمد صالح الهرماسي

مع إدانتنا الشديدة للجريمة الإرهابية التي تعرضت لها الصحيفة الفرنسية

"شارلي ايبدو" إلاّ أن هذا لا يمنعنا من تقديم الملاحظات التالية التي نعتقد أنها تصبّ في خدمة الجهود الرامية إلى تجفيف منابع الإرهاب في كل مكان من العالم:

• إن حريّة التعبير ليست مطلقة بحيث يُسمح لها بالنيل من عقائد الناس ومقدساتهم. ذلك لأنّ مثل هذا الفعل الذي يبرّره مرتكبوه وداعموه بأنّه من أفعال حريّة التعبير، يمكن أن يقود، بل قاد فعلاً، إلى ردود فعل متطرفة قد تصل إلى حدود الجرم الإرهابي كما حدث. ويبدو أن حجّة حرية التعبير هذه التي تسوقها بعض الدول الغربية تخضع، كما تخضع كل المفاهيم الغربية، لازدواجية المعايير. فهذه الحريّة تبرّر في بلد كفرنسا نشر صور ومقالات تنال من الرسول العربي الكريم، ولكنّها لا تبرّر التشكيك بالمحرقة النازية فهذا الأمر يعدّ فعلاً جرميا يحرّمه القانون الفرنسي. ومن هنا يظهر أن حريّة التعبير ليست مقدّسه، كما يزعم الفرنسيون، ولكنها مسيّسة وتخضع لازدواجية المعايير، وان كل ما يسيء إلى المسلمين في الغرب يدخل في إطارها ممّا يعتبر أحد العوامل المهمّة المسببة لردود الأفعال الإرهابية.

• ان التفريق بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الأفراد الذين يرتكبون جرائم أمر أساسي لمواجهة الإرهاب. أما أن يُدان الإسلام والمسلمون جميعا بحجّة ان هذا الفرد المسلم أو ذاك قد ارتكب جريمة إرهابية فهذا أمر مقصود يهدف إلى تشويه الإسلام، وإذكاء نار الحقد والكراهية ضدّ المسلمين، وتبرير الاعتداء عليهم سواء في بلدانهم الغربية كما يحدث الآن من اعتداءات على المسلمين في فرنسا، أو الاعتداء على الدول الإسلامية واحتلالها كما حدث لأفغانستان والعراق.

ومن اللافت في فرنسا، حيث وقعت الجريمة الأخيرة، أنّ من بين الضحايا فرنسيين مسلمين لكن هذه الحقيقة طمست تماماً لأنّها تعني ان الإرهاب ليس له دين، وان الجريمة المرتكبة استهدفت مسلمين أيضاً. ولو أنّ الضحايا كانوا من اليهود لقامت لهم فرنسا كلها ولم تقعد.

• ان التهميش الذي يعانيه المسلمون في أوروبا. والذين يقدّر عددهم بعشرين مليوناً.، وهذا عدد المواطنين الأوروبيون فرنسيين وألمان وأسبان وغيرهم فقط، ولا يتضمن عدد المسلمين المقيمين.

إن هذا التهميش الذي يرقى في أحيان كثيرة إلى حد السلوك العنصري هو الذي يمنع اندماج المسلمين ويغذّي بالتالي التطرف عند بعض أفرادهم.

• أخيراً عندما نرى المجرم الإرهابي السفاح نتنياهو يتقدّم مظاهرة باريس فلا بدّ أن نتساءل عن جديّة الموقف من الإرهاب وأمثال نتنياهو إنّما شاركوا في التظاهرة لتوجيه بوصلة الكراهيّة إلى المسلمين جميعاً ولوضع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش والنصرة في سلّة واحدة مع حركات المقاومة العربية.

إن النفاق الغربي الذي لا يعرف حدوداً، نفاق إذا استمّر فإنّ الإرهاب إلى مزيد من الانتشار في كل مكان. 



  عدد المشاهدات: 1891

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: