الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

المرحلة المقبلة ...فتح جبهة الجولان ....العميد الياس فرحات
May 28, 2013 06:26

كل الأخبار  - عن عربي برس :
يكتسب اعلان الرئيس الاسد عن فتح جبهة الجولان امام المقاومة اهمية بالغة في سير الاحداث في المنطقة .هذا القرار هو اعلان نهاية مرحلة طويلة من الهدوء على الجبهة السورية الاسرائيلية التي تحققت اثر التوصل الى اتفاقية فصل القوات في ايار 1974 وبنتيجة جولات مكوكية لوزير الخارجية الاميركي في حينه هنري كيسينجر.
تشرف قوات الفصل التابعة للامم المتحدة (اندوف) على الوضع القانوني والعملياتي على جبهة الجولان وهي التي تنفذ احكام تلك الاتفاقية .لقد اهتزت هذه الاتفاقية بعد ان خرقتها اسرائيل مرارا ,بالاضافة الى حوادث متفرقة على الجبهة ,شن الطيران الاسرائيلي عام 2004 هجوما على موقع مهجور للجبهة الشعبية القيادة العامة في عين الصاحب في ريف دمشق, وفي عام 2007 شن هجوما على موقع الكبر في دير الزور بدعوى الاشتباه بوجود منشأة نووية.اعلنت سوريا في الحالتين احتفاظها بحق الرد واحالت الاعتداءات على الامم المتحدة.
بعد بداية الاحداث السورية تغير الوضع السياسي الاقليمي والدولي تجاه سوريا فبات هناك العديد من الدول, تجاهر في تسليح المعارضة السورية وتدعو الى اسقاط النظام وتشن حملات اعلامية وسياسية ودبلوماسية على سوريا وتفرض عقوبات اقتصادية عليها.ومن الطبيعي ان لا تحرك هذه الدول ساكنا ازاء اي عدوان اسرائيلي تماما كما لم تبد اي استنكار ازاء عشرات السيارات المفخخة بالانتحاريين التي انفجرت في شوارع دمشق وحلب والمحافظات واودت بحياة مدنيين ابرياء.في حمأة عمليات المعارضة السورية ضد الجيش السوري جاءت الغارة الاسرائيلية على جمرايا لتعبر عن تدخل واضح لاسرائيل في الاحداث السورية وتظهر وقوفها ضد الجيش السوري بما يخدم مصالح المعارضة المسلحة.لكن الامر تطور وتوسع الشهر الفائت عندما شن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على مواقع عسكرية سورية في ريف دمشق واتخذت شكل التصعيد الكبير الذي يحتم تغيير قواعد اللعبة السياسية وتغيير قواعد الاشتباك العسكري بين سوريا واسرائيل .
كان الرد السوري على هذه الغارات واضحا .اولا: اعطاء اوامر دائمة بالتصدي لاي خرق اسرائيلي للاجواء والاراضي السورية وثانيا :فتح جبهة الجولان امام العمل المقاوم.
جاء امر التصدي ليعلن انتهاء مرحلة الالتزام التام باتفاقية فصل القوات التي انهتها اسرائيل عمليا بخرقها من خلال الاعتداءات على سوريا ,وقد نفذ هذا الامر عندما قصفت القوات الاسرائيلية سيارة عسكرية اسرائيلية ودمرتها بعدما اجتازت خط وقف اطلاق النار في الجولان من دون رد اسرائيلي.اهتزت قوات الفصل الدولية والتي كانت اهتزت سابقا عندما اختطف مسلحو المعارضة السورية عناصر من الكتيبة الفيليبينية مرتين مما دفع وزير خارجية الفيليبين البيرت ديل روزاريو الى ان يقترح سحب قواته من الجولان معتبرا ان " استخدام القوة ضد قوات حفظ السلام هو انتهاك فاضح للقانون الدولي, لأنه يعرقل تنفيذ مهمتهم, ويشكل تهديدا لأصحاب القبعات الزرقاء" واضاف "اقترحنا على الرئيس سحب جنودنا مبكرا, لأن حياتهم في خطر كبير."
في المقابل اثارت انباء عزم بعض دول الاتحاد الاوروبي على تسليح المعارضة السورية مخاوف النمسا التي تشارك الفيليبين في قوات الفصل المؤلفة من كتيبة نمساوية وكتيبة فيليبينية ووحدات خدمات كرواتية وهندية.وعبر وزير خارجية النمسا مايكل سبيندليغر عن ذلك عندما طرح موضوع سحب القوات النمساوية من الجولان بعد جلسة لمجلس الوزراء ,وقال :"اذا ما رفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية,عندئذ ستواجه البعثة تعقيدات جمة للقيام بمهمتها ." وبذلك يتعرض وجود قوات الفصل لخطر حقيقي من اقدام الدول المشاركة على سحب قواتها وكشف جبهة الجولان مباشرة بين القوات السورية والقوات الاسرائيلية وارتفاع درجة احتمال نشوب حرب سورية اسرائيلية قد تتوسع الى كامل الاقليم.
اذا كانت الحرب الاقليمية قرارا اسرائيليا صعبا يحمل في طياته خطرا كيانيا على دولة اسرائيل فان حرب الاستنزاف قادمة سواء انسحبت القوات الدولية ام لا .لقد تحسبت اسرائيل لهذه الحرب وقررت اعادة التدريب العسكري للمستوطنين في الجولان للقيام بمهمات الحراسة والمدافعة وهذا ما يحول حياة المستوطنين من الهدوء والرغد الى الحذر والقلق الدائم من عمليات المقاومة المحتملة.
ان حدود حرب الاستنزاف مطاطة قد تصل الى عمق اسرائيل ولن تقتصر على الجولان وهي تتخذ شكل الهجمات الجوية والعمليات الخاصة والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين القوات المسلحة السورية والاسرائيلية .هذه الحرب تطيح عند حصولها باستقرار اسرائيل وتضرب النسيج الاجتماعي الاسرائيلي في اعماقه حيث ان المهاجرين الروس والاوروبيين الذين جاؤوا الى اسرائيل من اجل المستوى المعيشي العالي وليس لهدف صهيوني كما كان الحال في الخمسينات والستينات, لن يجدوا امامهم الا العودة من حيث اتوا سيما وان معظمهم يحتفظ بجنسية اخرى غير اسرائيلية وهذا ما يؤدي الى اهتزاز الكيان .نعم في سوريا هناك مخاطر واضرار من حرب الاستنزاف لكنها لا ترقى الى الخطر الكياني لان الشعب السوري متجذر بتاريخه وحضارته في الارض السورية.
ليس اشتعال جبهة الجولان امرا سهلا ولا يمر باجراءات عسكرية عادية .انه يشكل انتقالا من مرحلة الى مرحلة اخرى في النزاع العربي الاسرائيلي الشامل وليس على جبهة الجولان فقط . من يظن ان هذا الامر مزحة عليه ان يراجع حساباته خصوصا اننا نعيش مرحلة كثرت فيها الاخطاء الحسابية واهمها الخطأ الكبير الذي وقعت فيه دول عربية واوروبية حين توقعت السقوط الوشيك للنظام وتبين بعد اكثر من سنتين ان المعارضة هي التي توشك على الانهيار.



  عدد المشاهدات: 1224

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: