الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

أين هي الوطنية؟!!بقلم: رغداء مارديني
June 02, 2013 12:43


كل الأخبار - تشرين :
عندما تستعيد الذاكرة عشرات المشاريع التي قامت عليها مخطّطات الغرب الاستعمارية، القديمة منها والحديثة المتجدّدة، نكتشف أن لا غرابة فيما ساقه رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن دانييل ليفي عن الحملة الفرنسية - البريطانية التي أسفرت عن رفع حظر السلاح الذي كان يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية: إن هذا يندرج ضمن الحسابات الخاطئة الخطرة، والخطورة هي أن التصعيد يؤدي إلى تصعيد.
وإن كان مبدأ التساؤل، يقدم أجوبةً شافيةً عن مفهوم «الغمز» الذي اختتمت به صحيفة «الغارديان» مقالها بشأن التناقض الشديد في قرارات بريطانيا «المستعمر الأزلي في الشرق الأوسط» لكون بريطانيا وفرنسا تعدان أكبر دولتين مصنّعتين للأسلحة في أوروبا.. فهل هو مجرد مصادفة إصرارهما على تزويد الإرهابيين في سورية بالسلاح؟!!
ويفسر هذا أيضاً معنى الحسابات الخاطئة الخطرة التي لا تندرج تحت خطورة التصعيد فقط، الذي لن تحصد منه هاتان الدولتان، المصنَّفتان من شعوب المنطقة على أنهما دولتان استعماريتان، إلا الخيبة والفشل مع كلّ مساعيهما والضغط الذي تمارسانه، في كل محفل ومؤتمر، لتزويد الإرهابيين بكلّ ما يزيد ويساعد في عملية ذبح الشعب السوري وتدمير دولته وخطّ مقاومتها، بل تقدم في الوقت نفسه أجوبةً عن ماهية «حربائية» الأدوار العالمية التي اعتدنا سماعها ضمن متغيّرات الرؤى، ومصالح الأهداف الاقتصادية والسياسية.. تلك المصالح التي طالما أغرقت أوروبا بديونها، وأزمتها الاقتصادية، مع سيدتها الباحثة عن منابع جديدة في اهتلاك طاقات الشعوب، السيدة الأميركية العاملة بإمرة اللوبي الصهيوني اللاهث وراء تنفيذ خريطة العالم، ضمن مفهومه هو، ومعطياته هو، وشروطه هو.. لكن المعادلة على الأرض، قلبت الموازين، وغيّرت مسارها، واخترقت طاولات الأوراق المتناثرة، بين أقطاب الدول المتآمرة وأتباعهم ومأجوريهم ومرتزقتهم من معارضي فنادق خمس نجوم الذين ارتفعت عقيرة أصواتهم – حسب بعض المصادر الإسرائيلية– مطالبةً «إسرائيل» معلمها الأول، بالضغط من أجل إفشال المساعي الرامية لعقد مؤتمر جنيف«2»، مؤكدةً، أي هذه المصادر، أن هناك معارضين اتصلت بهم لا يريدون حلاً سياسياً، وينسقون مواقفهم مع «إسرائيل» لإفشال عقد مؤتمر جنيف«2»، إضافة للتصريحات الهزلية التي جعلت هؤلاء الأتباع أضحوكةً في أروقة التآمر، إذ بدأت أصواتهم المتبعثرة «تعوي» مع «عواء» الإرهابيين على الأرض التي شمخت بفعل ضربات رجال البطولة والفخار..
تُرى، كيف يمكن لهؤلاء في دهاليز الارتزاق أن يدّعوا الوطنية، وهم هاربون في الخارج، يحتمون وراء خيوط اللاعبين بهم.. أين هي الوطنية؟!!
لقد قالها السيد الرئيس بشار الأسد: المعركة هي معركة وطنٍ... وهذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سورية.. فهل يعي هؤلاء المرتزقة، مرتزقة الفكر واليد.. ماذا تعني معركة وطنٍ؟!.
وماذا تعني وحدة سورية.. في الحملة الاستعمارية العالمية المتجدّدة عليها؟
بقلم: رغداء مارديني



  عدد المشاهدات: 1422

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: