الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

هل تقبل السعودية بوجود أسدان ..في سوريا و لبنان ؟ روزانا رمال
December 05, 2015 11:24

هل تقبل السعودية بوجود أسدان ..في سوريا و لبنان ؟ روزانا رمال

كل الأخبار / البناء 
الحلّ السياسي للأزمة السورية لا بدّ أنه سيكون آخر المطاف قدرَ السوريين وقدرَ المتنازعين عليها ممّن وجدوا فيها أرضاً خصبة لتحقيق مكاسب تبدأ من الموارد الطبيعية واستخدامها ممراً لمشاريع الغاز وممراً آمناً لنقل سلاح المقاومة من ضمن تحالف معروف وصولاً إلى اعتبارها بوابة التغيير الجدّي في العالم العربي وهويته بين تقسيم يتضمّن «أسلمة» و«عرقنة» و«لبننة» و«تهويد»… على اعتبار أنها الوحيدة التي لا تزال تمثل الدولة العلمانية المتماسكة.سورية التي تقع في أدقّ منطقة من الشرق الأوسط، والذي يُدعى «قلب العالم» السياسي، ستؤثر مباشرة على كلّ الدول المحيطة بها، وبينها لبنان الذي يُعتبر بالنسبة إليها الحديقة الخلفية القادرة على كسر التوازن الأمني أو تحصينه، وقد ثبت ذلك من خلال ما تسرّب عبر ممراته من إرهابيين، وعبر حدوده الرسمية مقاتلين من حزب الله شاركوا إلى جانب الدولة والجيش محدثين فارقاً ملموساً في العمليات العسكرية، شكل تحدياً جدياً للخصوم.

وفي الحالتين أكدت الأزمة السورية أهمية تلازم المسار الأمني اللبناني – السوري، والعكس صحيح في لبنان، حيث تحمّل ثقل الأزمة جدياً فضربته موجة تفجيرات وتوزعت فيه بؤر أمنية مع أزمة لجوء غير معروفة المصير حتى الساعة. كلّ هذا يُضاف إليه انقسام سياسي حادّ في البلاد، سابق للأزمة ومتأثر بها، فظهر مَن يتمسك بالدفاع عن الأسد ومن يتمسك بدعم التخلص منه والفريقان خاضا المعركة حتى النهاية.أخطر ما في الأمر أنّ اللبنانيين تخلّوا عن تحمّل مسؤولياتهم بانتظار ما سيجري في سورية، فلم تظهر قدرة من أيّ طرف على أخذ الأمور نحو الحياد، رغم محاولات ذلك بشعار رفعه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان بنأي لبنان وحكومته عما يجري في سورية، إلا أنّ ذلك لم يكن أقوى من واقع البلدين المتداخلين فلا المجلس النيابي جدّد له شرعياً بإجراء انتخابات، ولا رئيس الجمهورية استطاع الأفرقاء ترشيحه بمعادلة لبنانية لبنانية وإخراجه من صالة الانتظار الإقليمية.رئاسة الجمهورية اللبنانية هي أحد الملفات العالقة منذ أكثر من سنة، وهي استحقاق أساسي وضروري من أجل سير العملية السياسية في البلاد بشكل متوازن، وبسبب الشغور الرئاسي الحاصل، الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام مهدّدة بالاهتزاز في كلّ لحظة يدقّ ناقوس الخطر في البلاد، أو عند كلّ جلسة تطرح ملفاً خلافياً حتى دخلت الحكومة ما يشبه حالة الطوارئ بعد أن ظهرت الحساسية الطائفية إلى أعلى السطح، والأصوات التي لا تريد لمقام رئاسة الجمهورية في البلاد أن يتحوّل شكلياً، وكي لا يتبيّن أنّ حسم الكرسي المسيحي الأوحد في الشرق يتجه نحو التمييع، طالما أنّ البلاد لا تستشعر كثيراً غياب أيّ رئيس عنها فوقعت الحكومة في دوامة التعطيل.على هذا الأساس أخذت الاجتماعات المسيحية المسيحية تتزايد، ومنها ما لفت الأنظار وكان بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، حيث خرجا بوثيقة إعلان نيات حول على حقوق المسيحيين بشكل أولي، وغيرها من الاجتماعات بين القوى المسيحية للغرض نفسه، وحمل ذلك أملاً برفع منسوب الوعي لدى الطائفة من أجل تحمّل المسؤولية المباشرة في الرئاسة التي يعتبر الانقسام المسيحي في البلاد سبب شغورها.ارتباط مصير لبنان بمصير سورية بشكل مباشر، هو مخيف بطبيعة الحال، لأنّ ذلك يعني أنّ لبنان قد يكون أمام احتمال إطالة عمر الأزمات الدستورية فيه، إذا ما طال عمر الأزمة السورية وابتعد الأمل في إنجاز تسوية قريبة مع كلّ التعقيدات التي تشهدها الساحة هناك، وآخرها الكباش الروسي التركي، وهذا يحتم ضرورة تحريك العملية في لبنان وإلا يدخل روتيناً قد يفجره في أي لحظة.بعد الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري وتجاوبت معه الأطراف السياسية، وما أرخاه في البلاد من أجواء راحة وتفاؤل، انطلقت العجلة السياسية بسرعة حتى وجد اللبنانيون أنفسهم اليوم أمام طرح مفاجئ قدّمه الرئيس سعد الحريري من كواليس باريس يطرح فيه رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لكرسي الرئاسة اللبنانية، لكن من دون ترشيح علنيّ حتى الساعة.يبدو فرنجية الذي يجول على الأفرقاء كافة يخوض المعركة «المحتمَلة» حتى النهاية، وهو صرّح من دارة جنبلاط في كليمنصو أنّ ترشيحه «فرصة» يجب عدم إضاعتها، أما التيار الوطني الحر المتمثل بالعماد عون فيبدو هادئاً وغير منفعل، ما يعني أنّ اللحظة الأولى لردّ الفعل الذي قد يشكل انقساماً داخل فريق 8 آذار وعنصر المفاجأة الذي طرحه الترشيح، قد تخطّاه هذا الفريق، أما حزب الله الذي رشح عون طويلاً لا يزال يلتزم الصمت، وهذا طبيعي باعتبار أنّ الحريري لم يرشح فرنجية «رسمياً» بعد.أمام كلّ هذا، حُكيَ أنّ ترشيح فرنجية هو طرح سعوديّ ما يأخذ إلى تساؤل بما أنّ الاتجاه الغربي نحو إسقاط الأسد بات معدوماً بعد الفشل في تحقيقه طيلة سنوات، وباعتبار أنّ السعودية ستلتزم به عاجلاً أم آجلاً، هو: هل تتحمّل الرياض «أسدين» في التسوية المقبلة، على اعتبار أن ترشيح فرنجية يحمل ما يحمل من خصوصية العلاقة بالرئيس السوري ما فيه الكفاية لاعتباره نصراً مضاعفاً للأسد وحلفائه؟ أم انّ هذا يؤكد أنّ القضية مناورة لا أكثر لاستحالة الجمع بين منطق هزيمة الأسد والقبول فيه على مضض مع تسليمه لبنان من بوابة الرئاسة مجدّداً والتسليم السعودي؟ ألن يصعّب الخضوع لبقاء الأسد مهمة القبول بآخر في لبنان؟ أم هي رسالة عبر البريد اللبناني تعلن فيها السعودية الاستعداد للانتقال إلى مرحلة عنوانها بقاء الأسد؟

 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: