الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

من أين نبدأ أولاً ........؟! بقلم : المهندس نبهان نبهان
December 07, 2015 15:50

من أين نبدأ أولاً ........؟! بقلم : المهندس  نبهان نبهان

مع استمرار العمليات العسكرية والأمنية التي يخوضها رجال جيشنا العربي السوري, ومن خلفه معظم السوريون من شرفاء الوطن، فإنه أكثر ما يلفت النظر إليه اليوم هو الخلط بين أولويات المعالجة للمرحلة المقبلة مع سيل من الشعارات الكبيرة، وبالتأكيد ان هناك الكثير من العناوين ذات المضامين الكبيرة والتي كانت تتردد قبل الأزمة، والتي تزايدت خلالها بشكل كبير مع ازدياد تداعيات الأزمة وتزايد آثارها على الوطن والمواطن من شعارات الإصلاح، ومحاربة الفساد، وتجارة الأزمة إلى العديد من الشعارات الأخرى .. ولكن للأسف وضمن بيئة العمل السائدة التي اعتدنا عليها تاريخياً بشقيها الرسمي والمجتمعي،اعتدنا دائماً الكلام لمجرد الكلام واعتدنا دفع المشاكل إلى الأمام والتخفي خلف الشعارات ومصادرتها واستغلالها، واعتدنا تحميل المسؤوليات للآخرين عندما نريد ولمن نريد وساعة نريد وكيفما نريد.. اعتدنا خنق ورجم المبدعين والمتميزين وتشويه سمعتهم وإبعادهم، واعتدنا مصادرة المبادرات بأدوات إدارية متخلفة ورقابية وقانونية بالية بأيدي متسلطين، واعتدنا الحماسة والارتجال والتجريب بدون خطة وبرنامج وفريق عمل، اعتدنا تضييع الوقت وتضييع الفرص وتشتيت القوى الذاتية وخنق المبادرات وعدم رؤية تجارب الآخرين والاستفادة والتعلم منها .. للأسف هذا كان وما يزال واقع الحال في كل المناحي والمستويات والمفاصل، وهي بيئة العمل السائدة في البلد منذ سنوات والبعيدة عن العمل المؤسساتي التي أوصلت طبقة طفيلية متجانسة فيما بينها على أسس المحسوبية وتبادل المصالح الشخصية والانتقائية و الاستنسابية و الاستزلام بعيداً عن الأسس الموضوعية ومبدأ سيادة القانون ومصلحة الوطن وللأسف باسم المصلحة العامة وأن هناك دوماً من يعرف مصلحتك ومصلحة الوطن ويقدرها أكثر منك ! الأمر الذي أدى إلى وصول أشخاص حسب الطلب ليسوا على المستوى المطلوب في أماكن حساسة لتأدية دور ما، وبالمقابل إبعاد الكفاءات أو عدم فسح المجال لها، بإتباع سياسة بوش " من ليس معنا هو ضدنا".. ولولا مكامن القوة البشرية والمادية للمجتمع السوري التي أرساها القائد الخالد حافظ الأسد من أمن مائي وأمن غذائي وأمن مالي ،والصمود الأسطوري لجيشنا العربي السوري وصبر وحكمة القائد بشار الأسد ومن وراءه شرفاء الشعب السوري وتحمّلهم، ربما كانت آثار هذه الحرب الكونية أكبر بكثير.. وأعتقد أننا إذا كنا نريد إصلاح حقيقي فلابد من إيقاف هذا العبث الممنهج ببنية الدولة والمجتمع السوري والذي هو نتيجة دراسات وأبحاث وبرامج قامت بها الجهات المعادية لسوريا تحت شعارات مختلفة وتم تنفيذها للأسف بأيدي صهاينة الداخل تحت أنظار وجهل وعدم دراية وتراخي الجهات المعنية .
ولنسأل هنا هل هو الوقت المناسب للبدء ؟
اعتقد ان الوقت قد تأخر بالتأكيد ويجب ان يكون " تحدي الإصلاح وإعادة الإعمار وبناء البشر ونشر ثقافة الانتماء والوعي الوطني بدءاً من البيت والمدرسة والمجتمع " مواكباً لمعركة جيشنا العربي السوري ضد الإرهاب الصهيوني الخارجي والداخلي، ويجب وضع الخطط والبرامج وإعداد الدراسات اللازمة المادية والمعنوية ومن ثم اختيار اللحظة المناسبة للمباشرة بالتنفيذ .
هناك ثلاثية ذهبية للإصلاح وهي "إرادة وإدارة وقانون " وبتوقيت مناسب تبدأ بشكل سريع ومتأن بإصلاح " بيئة العمل" وهي مهمة كبيرة مركزية تكون الأساس في كل برامج الدولة وتحتاج لفريق عمل متجانس من أصحاب الانتماء أولاً ومن أصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة ثانياً، تضع برنامج متكامل للمعالجة يبدأ بتحليل أسباب تردي الأداء والعجز وأسباب الفساد والإفساد وكل الظواهر السلبية بالمجتمع، ومن ثم تضع الحلول بشكل موضوعي وشفاف .. على أن يكون هذا البرنامج محدد الأهداف ومحدد المدة ومبرمج المراحل، بعيداً عن الارتجال والتجريب والتنظير، مما يحقق معالجة آثار الحرب على المواطن والوطن معاً ويحقق إعادة ثقة المواطن بالدولة وإعادة ثقة الدولة بمواطنيها بعدالة اجتماعية مطلقة وفق مبدأ سيادة القانون .. ومن ثم الارتقاء وتطوير وتحديث العمل الإداري بكل مفاصل ومستويات الدولة وبجميع المناحي بأطر محاسبة تعتمد الرقابة الوقائية أملاً وليس التصيُّد و الاستنسابية والانتقائية بالمحاسبة، الأمر الذي يتطلب أيضا إعادة النظر بعمل الجهات الرقابية التي ساهمت بطريقة عملها وانحرافها عن الغاية التي أحدثت من أجلها إلى تسميم بيئة العمل الوظيفي والتسيب والابتعاد والخوف من تحمل المسؤولية.. وبالنتيجة تكون الأهداف والأماني المرجوة للسوريين بالإصلاح والتطوير ومحاربة الفساد وكل الظواهر السلبية الأخرى قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشعارات النظرية واستغلالها.. وسنصل بالنتيجة حتماً إلى مجتمع سوري نقي آمن داخلياً وخارجياً بمعادلة " مواطن واعٍ و مسؤول منتمٍ " يحمي الوطن من الداخل جنباً إلى جنب مع الجندي العربي السوري الذي يحمي تراب الوطن من الخارج .. ولنتذكر دوماً إن أول من طرح عنوان مسيرة التطوير والتحديث و التشاركية والعمل المؤسساتي كان السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد ، فلنتمثل بفكره قولاً وعملاً.
 



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: