الأمل بالعمل



الأكثر زيارة
 الصفحة الرئيسية   مقالات  

السير في البراري بين الضواري .. السلاح لاينام / بقلم : نارام سرجون
December 20, 2015 01:11

السير في البراري بين الضواري .. السلاح لاينام / بقلم : نارام سرجون

هناك فرق بين الجد واللعب .. كما أن الواقع على الأرض أصدق أنباء من قرارات مجلس الأمن .. في كلمة المندوب السوري في الأمم المتحدة هناك ترحيب سوري لالبس فيه بالقرار 2254 القاضي بحل الأزمة السورية سلميا واحترام سيادة الدولة السورية وارادة وخيارات الشعب السوري دون املاءات خارجية .. ولكن الكلمة السورية تذكّر الجميع أن معسول الكلام الذي تسكبه الوفود في قاعة مجلس الأمن لايخدعنا مهما كانت درجة حلاوته وعدد ملاعق السكر في شرايين كل كلمة ..

هناك دول لاتعرف الفرق بين الجد واللعب كما يفهم من كلام الجعفري .. وهي دول دونكيشوتية وفيها وزراء دونكيشوتيون في عقولهم .. فرغم اقرار العالم بالحل السياسي السوري فان هؤلاء لايزالون يركبون مراجيح الأطفال ويعتقدون وهم يتأرجحون في الهواء أنهم صاروا مؤهلين لركوب العواصف والأعاصير ويهددوننا بها .. وكلنا نعرف أن أشباه الرجال يعتقدون أن النسمات على وجوه الراقصين في الدبكة ورقصة العرضة انما هي عواصف ..وهم يظنون أن النسمات التي تمر على وجوههم وهم في الأراجيح السياسية هي العواصف .. ويتوهمون أن ركوب أراجيح الأطفال يعطيهم القدرة على الامساك بأعنة الرياح ولجام العواصف وشكائم الأعاصير وأعناق الأشرعة .. وأن الابحار في فناجين القهوة المرة يشبه الابحار في المحيطات ..

الدولة السورية التي روضت العواصف الكبرى وصفت فهمها للقرار على لسان الدكتور الجعفري بأن داعش والنصرة والمجموعات الارهابية المشابهة لاتفاوض معها اطلاقا الا بالنار .. لكنها ستقبل بوقف النار فقط مع المسلحين السوريين الذين ينتهي التفاوض معهم بتسليم سلاحهم وعودة الحياة الطبيعية الى مناطقهم ..

في ختام الحديث السوري .. لفت الدكتور الجعفري انتباه الحضور الى أن بعض الوفود رغم أنها وافقت على القرار الذي لايزال وليدا فانها لم تقدر أن تقاوم طبعها البرّي "مثل الحيوانات البرية" في أن تحاول أن تنقلب على القرار الذي وافقت عليه بالتو ولم تكن قادرة على احترامه حتى للحظات وبدأت في اسداء النصائح التي تتدخل في صلب سيادة الدولة السورية .. لأن الطبع البري الغدّار لهذه الدول هو الغالب على شكلها الحضاري .. وهذا يعني ببساطة أن السوريين لايمكن أن يسترخوا ولاأن يتناولوا قرارات الأمم المتحدة مثل المهدئات والمورفين .. فمن يعيش في براري العالم عليه ألا يأمن للضواري الدولية مهما ابتسمت بدليل أن القرار الذي صدر تعرض للانتهاك وللعق في لحظة ولادته وهو لايزال يتنفس تنفسه الأول ولايزال مربوطا بمشيمة مجلس الأمن .. وعلى من يسكن في البراري الدولية حيث شريعة الغاب المسماة (الحرية والديمقراطية بأنياب الناتو) عليه ألا ينزل بندقيته عن كتفه ولاأن يتركها على الأرض لتستريح .. ولا أن يترك حجرة النار في البندقية من غير رصاص .. وأن يبقي مسافة حذر بينه وبين الضواري ..

نعم أهلا وسهلا بالقرارات الدولية المتأخرة .. ولكن "خلي" السلاح صاحي ..في زمن الضواري ..التي تجوب البراري .. 

https://www.youtube.com/watch?v=tPBzAkqJVDg



  عدد المشاهدات:

إرسال لصديق

طباعة
شارك برأيك

الاشتراك بالقوائم البريدية
البريدالإلكتروني: